بيرنز يأسف للإهانات اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون ويعلن التزام أميركا بـ3 مسارات للوصول إلى السلام

مباحثات بين مبارك والمبعوث الأميركي وسولانا حول المؤتمر الدولي وماهر يؤكد أن واشنطن لم تتخذ قرارا بعد

TT

اعرب مساعد وزير الخارجية الاميركي وليم بيرنز في القاهرة عن اسفه ازاء «الاهانات اليومية» التي يتعرض لها الفلسطينيون تحت الاحتلال الاسرائيلي. وقال «حان الوقت للعمل على التوصل للحل السياسي الذي يستحقونه»، مشيرا الى المصاعب التي تعترض سبيل ذلك وهو الهدف من الجهود الدولية الراهنة التي تضطلع بها الولايات المتحدة ومصر والمجتمع الدولي والفلسطينيين والاسرائيليين.

وقال بيرنز للصحافيين اثر انتهاء محادثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك امس في القاهرة ان «المشكلة الانسانية والاهانات اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون تتفاقم بشكل يومي»، مشيرا الى ان «هناك الكثير من المعاناة والاموات من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني».

وقال بيرنز ان الاستراتيجية الاميركية في المنطقة ستسير بالتوازي خلال الفترة المقبلة على 3 مسارات على الأصعدة الامنية والسياسية والدبلوماسية.

وأوضح ان المسار الأول يتعلق بالشروع في مفاوضات جدية تهدف الى اقامة دولتين منفصلتين، والمسار الثاني يتعلق بدعم الجهود الفلسطينية لبناء مؤسسات قوية استعدادا لقيام دولة فلسطينية، أما المسار الثالث فيتعلق بوقف عمليات المسلحين الفلسطينيين ضد اسرائيل.

وقال بيرنز ان مدير المخابرات الاميركية جورج تينيت سيتناول هذه القضية خلال جولته بالمنطقة والتي تبدأ اليوم.

وحول زيارة الرئيس مبارك الى الولايات المتحدة الاسبوع المقبل، اشار بيرنز الى أن الزيارة تأتي في اطار الشراكة التي تربط بين الولايات المتحدة ومصر، وأعرب بيرنز عن اقتناعه بأن الشراكة تهدف الى تسوية سلمية في المنطقة.

والتقى الرئيس مبارك أمس كذلك المنسق العام للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي قال للصحافيين عقب اللقاء ان جولته بالمنطقة هي المساعدة على دفع العملية السياسية في ضوء الأزمة المأساوية التي تشهدها المنطقة، مشيرا الى أن الاتحاد الاوروبي يرغب في المساعدة بالعمل على الصعيدين السياسي والاقتصادي من أجل بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية وهياكلها.

وأوضح سولانا انه سيلتقي في وقت لاحق على لقائه الرئيس مبارك الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لبحث امكانية التقدم بالمساعدات في هذا الشأن، خاصة عملية الهيكلة بما يساعد على اقامة الدولة الفلسطينية.

وأعرب سولانا عن أمله في المزيد من التعاون مع جميع الاطراف، ووصف اجتماعه مع الرئيس مبارك بأنه كان مطولا وسادته روح طيبة للغاية، وقال انه يأتي في اطار التعاون مع الجانب الاوروبي ومع الاطراف الدولية المعنية الأخرى.

وأكد سولانا ان الاتحاد الاوروبي يحاول في هذه المرحلة مساندة الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة.

وقال ان الجهود الدولية تتركز في الوقت الراهن على ثلاثة محاور، أولها دفع العملية السياسية الحالية الى الأمام والاستمرار في نفس الوقت في مساعدة السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا، وثالث هذه المحاور هو تهيئة المناخ لعملية الهيكلة في السلطة الفلسطينية بما في ذلك الأجهزة الأمنية.

وردا على سؤال حول موضوع انعقاد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، قال سولانا انه لكي تسير العملية السياسية قدما للأمام فمن الضروري عقد اجتماعات دولية حول هذا الموضوع.

وقال سولانا ان هذا الأمر سيكون موضوع حديثه مع زعماء المنطقة خلال هذه الجولة. وحول المكان المقترح لعقد مثل هذا المؤتمر وما اذا كان ناقشه مع الرئيس مبارك، قال سولانا انه فعلا بحث هذا الموضوع مع الرئيس المصري وانه سيقوم بمناقشته أيضا مع زعماء المنطقة.

ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر الذي حضر لقاءي الرئيس مبارك مع كل من بيرنز وسولانا ان المبعوث الاميركي أكد ان الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بشأن موضوع أو آخر وانها في انتظار الاستماع الى تقييم الرئيس مبارك وتعليقه على الافكار التي طرحتها، وقال ماهر ان المهم ان الولايات المتحدة أصبحت مقتنعة الآن انه لا يمكن التحرك على الجانب الأمني بينما يجب ان يقترن هذا بتحرك في الجانب السياسي وان تكون هناك ايضا تحركات على الأرض توضح صدق النوايا نحو العمل من أجل التسوية وايضا الجانب الاقتصادي للعدوان الاسرائيلي الذي ترتب عليه تحطم جزء كبير من البنية الاساسية الفلسطينية فالتحرك ثلاثي كما تراه الولايات المتحدة وكل تحرك يدعم التحرك الآخر.

وأوضح ماهر ان هذه الافكار التي طرحها بيرنز ستكون محل دراسة وسيكون للرئيس مبارك عندما يجتمع مع الرئيس بوش مواقف واضحة تبرز وجهة النظر المصرية لاسلوب التحرك.

وأعرب ماهر عن اعتقاده بأنه يمكن ان تلتقي الرؤيتان المصرية والاميركية خلال اللقاء في كامب ديفيد لتتحرك الأمور.

وردا على سؤال حول نتائج الاتصالات التي تجريها مصر مع الجانب الفلسطيني والجانب الاسرائيلي في ضوء الاتصال الهاتفي بين الرئيس مبارك والرئيس عرفات وزيارة الدكتور اسامة الباز مستشار الرئيس المصري الى اسرائيل اليوم، قال ان زيارة المستشار السياسي للرئيس الدكتور أسامة الباز ومهمته في اسرائيل تهدف الى نقل وجهة نظر مصر اليها تجاه ما هو مطلوب منها حتى يساعد على اخراج المنطقة من وضعها الراهن وفي ظل محاولات لاحياء مفاوضات السلام.

واكد ماهر ان هذا الامر يقتضي ضرورة اتخاذ اجراءات من جانب اسرائيل من شأنها اعادة مناخ الثقة المنشودة وان تتحرك حكومة اسرائيل بجدية في هذا الاتجاه «تجاه السلام». ونوه ماهر بأن الباز سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ووزير الخارجية شيمعون بيريس وربما يجتمع مع شخصيات اخرى.

وحول جدوى مهمة الباز في ظل ان مهام أخرى قامت بها القاهرة لدى حكومة شارون لم تسفر عن أي تقدم، قال ماهر، لا بد من الاستمرار في جهود تهدئة الأوضاع خاصة أننا على مشارف موقف جديد وتحرك تشهده المنطقة، كما ان هناك افكارا ومقترحات جديدة للسلام يتم الحديث عنها والتداول بشأنها الآن مما يقتضي ان تنقل رأينا بشأنها مبكرا للجانب الاسرائيلي وان نسمع منهم موقفهم ورأيهم تجاهها ومن المهم ان تسفر هذه الاتصالات والجهود عن موقف اسرائيلي بحيث تتوقف الممارسات التي يتوق لها الفلسطينيون، وكذلك استكشاف مدى استعدادها للتجاوب مع جهود السلام وما يمكن ان تقوم به تجاهه.

وردا على سؤال حول رؤية مصر لما طرحه سولانا عن عقد مؤتمر دولي للسلام، قال ماهر: ان الفكرة مطروحة لكنها ليست مطروحة بشكل رسمي، ولقد سبق أن أعلنت انه ليس هناك اقتراح محدد لمؤتمر أو اجتماع للسلام الذي يتحدثون عنه، ولكن المهم في رأينا ألا يكون هناك مؤتمر أو اجتماع من أجل المؤتمر أو الاجتماع فقط، ويجب ان يكون هناك اعداد جيد ومرجعيات محددة لمثل هذا الاجتماع.

من جهة اخرى اتصل الرئيس المصري حسني مبارك أمس هاتفياً بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فيما أجرى وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر اتصالاً هاتفياً مساء أول من أمس مع الرئيس مبارك.

وينتظر أن يصل اليوم المستشار السياسي للرئيس المصري الى تل أبيب، حيث يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير الخارجية شيمعون بيريس ووزير الدفاع بنيامين بن اليعزر.

ورجحت المصادر ان يلتقي الباز الذي يصل الى تل أبيب بطائرة مصرية خاصة ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات عقب انتهاء محادثاته مع المسؤولين الاسرائيليين.

وحسب المصادر فإن الفترة الماضية شهدت زيارة مسؤول أمني مصري الى تل أبيب حيث أجرى محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين لضمان عودة الهدوء الى الأراضي الفلسطينية، اضافة الى بحث المقترحات الأميركية الجديدة التي حملها المبعوث الأميركي بيرنز، والرؤية المصرية لعملية السلام والتي تركز على اجراء المباحثات الأمنية والسياسية بالتزامن ودون الفصل أو تقديم مسار على الآخر.