رئيس علماء البوسنة والهرسك يستنكر الإجراءات ضد مؤسسة الحرمين

TT

استنكر رئيس علماء البوسنة والهرسك الإجراءات التعسفية التي تتعرض لها المؤسسات الخيرية العربية في البوسنة والهرسك بعد تعرض مؤسسة الحرمين الخيرية وعدد من المؤسسات الأخرى للمداهمة، ومصادرة معداتها ووثائقها وحواسيبها. وقال الدكتور مصطفى تسيريتش في المؤتمر الصحافي «تعرضت البوسنة والهرسك سنة 1992 لعدوان تعرض فيه المسلمون للمذابح والتهجير، وشهدت البوسنة على مدى 4 سنوات اعتداءات سافرة على حقوق الإنسان وعلى كثير من المؤسسات الإسلامية والعربية التي تدعم الشعب البوسني».

وقال «نحن لا نريد أن يردد العالم المثل العربي «اتق شر من أحسنت إليه»، وهو حال المؤسسات الإغاثية التي ساعدت البوسنة على مختلف أعراق وديانات شعبها مع السلطة القائمة حاليا في سراييفو». وتطرق لنشاطات الهيئات الإغاثية العربية التي قال عنها إنها «تكفل أكثر من 10 آلاف يتيم وتساعد 10 آلاف أسرة، وغيرها من النشاطات الطلابية والثقافية، وإن غلقها أو مضايقتها من شأنه أن يؤثر على مستقبل آلاف الأيتام وآلاف الأسر التي تتلقى هذه المساعدات». واستنكر رئيس علماء البوسنة والهرسك إغلاق حسابات بعض المؤسسات الإغاثية، كما استنكر اتهامها بدعم الإرهاب بدون تقديم أية أدلة على تلك الاتهامات. وقال «نحن نؤكد أننا ما زلنا في حاجة لمساعدات الدول والهيئات الإغاثية العربية». وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما يقال من إن هناك جهات داخل البوسنة وخارجها لا ترغب في بقاء المؤسسات العربية فيها وإنها تريد أن تكون مساعدات الدول العربية عن طريق الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الأخرى التابعة للأمم المتحدة، قال «هناك مؤسسات غير إسلامية تعمل في البوسنة وغيرها وإذا كان هناك توجه من هذا القبيل فيجب أن يشمل جميع المؤسسات وليس المؤسسات الإسلامية فقط»، وأضاف «نحن نرى أن الهدف من الحملة على الهيئات الإغاثية الإسلامية، موجه بالدرجة الأولى ضد الشعب البوسني، فهناك مليون مهجر لم يعودوا إلى ديارهم، وهناك آلاف الأيتام المكفولين من قبل الهيئات الإغاثية وهناك آلاف العائلات التي تتلقى المساعدات منها، ولذلك نحن نرى أن الحرب موجهة ضد هذه الفئات بالدرجة الأولى، حتى لا يعود المهجرون، ويرمى الأيتام في الشارع، وتزداد معاناة الضعفاء من أبناء شعبنا. ونحن نقول للمتربصين بالهيئات الإغاثية ارفعوا أيديكم عنها».

من جهته قال القنصل السعودي في البوسنة عبيد الله الحربي لـ«الشرق الأوسط»: «لا توجد لدينا معلومات كاملة عن قضية مداهمة وتفتيش مؤسسة الحرمين الخيرية، ونحن قمنا بالاتصال بالحكومة البوسنية، وأخبرونا بأن الإجراءات روتينية». وحول عقد المؤتمر الصحافي أمس للتنمية الإسلامية قال «نحن نؤيد ما جاء على لسان رئيس العلماء، وهي مناسبة ليعرف الناس ما تقدمه المؤسسات الإغاثية ولا سيما السعودية وعدم علاقتها بالإرهاب، ونحن نريد من المسؤولين توضيح الغرض الحقيقي من مداهمة وتفتيش مقار وبيوت موظفي الهيئات الإغاثية السعودية».