التلفزيون الإسرائيلي: 50 مستوطنة جديدة أقيمت في عهد شارون حتى الآن

TT

كشفت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي (القناة الرسمية) النقاب عن ان 50 نواة استيطان يهودية استعمارية اقيمت في الضفة الغربية خلال الـ 15 شهرا الاخيرة، منذ ان تولى ارييل شارون الحكم في اسرائيل.

وقالت القناة في تقرير لها الليلة قبل الماضية ان هذه المستوطنات هي نواة اولى تهدف الى فرض الواقع والتحول الى مستعمرات كبيرة في الاشهر المقبلة، وان معظمها اقيم من دون التراخيص اللازمة، لكنها تحظى بحماية كاملة من قوات الاحتلال، والمستوطنون فيها مسلحون بتراخيص من وزارة الداخلية. وفي الوقت الذي كان وزير الدفاع، بنيامين بن اليعزر، ينفي وجودها ويعلن انه لا يمكن ان تقوم مستوطنة واحدة من دون اذنه، كان المستوطنون اليهود يضحكون بسخرية.

وعرض التلفزيون نموذجا واحدا لتلك المستعمرات، وهي مستعمرة «مجرون»، وتقوم فوق تلة تسمى في القاموس العسكر «تلة رقم 811»، المطلة على الشارع الملتف حول رام الله (والذي تم شقه خصيصا للمستعمرين اليهود في المنطقة، حتى لا يضطروا الى الاقتراب من رام الله عندما يسافرون من والى مستعمراتهم). وقد تمت اقامتها بطرق سرية مليئة بالخدع، ولكن من غير المعقول ان يكون ذلك كله جرى من دون معرفة سلطات الاحتلال.

ووصف مراسل التلفزيون لشؤون الاستيطان، بيني ليس، اسلوب العمل في بناء المستعمرة: «كما جرت العادة في السنوات الاخيرة، توجه المستوطنون الى هذه التلة متخفين بدعوى انهم من سلطة الاثار، وانهم ارسلوا الى المكان من اجل التنقيب عن آثار قديمة في المنطقة. فكانوا يحفرون في النهار ويغادرون في المساء. وفي مرحلة معينة تركوا الموقع عدة اسابيع. وادعوا انهم لم يجدوا شيئا. ثم عادوا وقالوا انهم تلقوا اوامر باعادة التنقيب. لهذا، لم يشك فيهم احد. وسمح لهم باستمرار العمل، لا بل بدأوا يحرسونهم. ثم توجهوا الى احدى شركات الهواتف الجوالة وعرضوا عليها نصب عمود كبير وأجهزة تقوية البث، فوافقت على الفور (هناك نقص كبير في تلك الاجهزة). وتم نصب العمود، ثم شقوا له الشارع واقاموا غرفة حراسة، يوجد فيها مستوطن يهودي 24 ساعة. والحارس يحتاج بالطبع الى حراسة. فتم وضع فرقة من الجنود. ولما كان الحارس متدينا، وكان بحاجة الى الصلاة، واليهود لا يصلون الا جماعة عدد افرادها لا يقل عن عشرة، جلبوا له عشرة مستوطنين آخرين. وهؤلاء يحتاجون بالطبع الى مكان يستظلون به، فاحضروا لهم مباني موقتة، ثم خزان مياه، ثم اوصلوا التيار الكهربائي، ثم زادوا الحراسة. وهكذا اصبحت نواة كبرى وقوية للمستوطنة، واصبح عدد سكانها 12 عائلة. واصبحت مستوطنة يهودية بكل معنى الكلمة».

وسئل رئيس مجلس مستوطنات «مطيه بنيامين» (هكذا تدعى المستعمرات القائمة شرق مدينتي رام الله والبيرة)، بنحاس فاليرشسطاين، عن هذا الاستيطان، وان كان راضيا عن اساليب الخداع التي اتبعت، فاجاب بصراحة: «ما يهمنا هنا هو ان نقيم امتدادا جغرافيا ما بين القدس وهذه المستوطنات. كيف نفعل ذلك ليس مهما، المهم هو ان نعزز هذا الامتداد، وان نثبت اقدامنا في الارض. وانا اعتقد اننا في ذلك لا نختلف مع رئيس الحكومة، اريبل شارون. لذلك لا احب ان تسمى هذه اساليب خداع».

الجدير ذكره ان مستعمرة «كرني شور»، التي اقتحمها فدائيان فلسطينيان فجر امس السبت (اقرأ عن ذلك خبرا مستقلا في هذا العدد)، هي واحدة من تلك المستوطنات االخمسين.