سعود الفيصل: لا تعارض بين المبادرة العربية وزيارة مبارك لأميركا

TT

أكد الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، أمس، أنه لا يوجد أي تعارض بين زيارة الرئيس المصري محمد حسني مبارك الحالية للولايات المتحدة والافكار التي طرحها وبين المبادرة العربية التي أقرت بالاجماع في قمة بيروت.

وقال وزير الخارجية السعودي في تصريحات صحافية على هامش اجتماع الدورة الـ83 لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التي بدأت أعمالها أمس في مدينة جدة «ان الجميع يسعى حاليا لايصال المبادرة كما أن هناك لجنة مشتركة تشارك فيها الدول المعنية، وزيارة الرئيس المصري تأتي في فترة حرجة لشرح هذه المبادرة ومراميها الحقيقية، وأيضا في الاتفاق على الخطوات المؤدية الى انجاح هذه المبادرة». وشدد قائلاً «ليس هناك أي تعارض بل تكامل».

وحول الانباء الصحافية التي قالت ان بعض الافكار التي طرحها الرئيس المصري على الادارة الاميركية هي من صميم المبادرة العربية، أشار الامير سعود الفيصل الى انه لا يعتقد أن ما ورد في وسائل الاعلام هو فعلا للرئيس المصري، وإنما «هناك تعليقات هو يحتفظ بآرائه فيها مع الجهات المعنية». وعاد ليقول «نحن جميعا ملمون بما تم الاتفاق عليه في قمة شرم الشيخ بين الدول الثلاث وهي السعودية ومصر وسورية بدعم المبادرة العربية وبالتالي فانني لا أرى أي تعارض مطلقا».

وسألت «الشرق الاوسط» الامير سعود الفيصل حول زيارة الرئيس الباكستاني برويز مشرف وعلاقته بالموقف الخليجي، فقال «هناك قلق كبير وانشغال كامل والموقف سبق ان عبرت عنه القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي الرابعة في جدة».

وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد بدأوا اجتماعهم للدورة الـ 83 في مدينة جدة. وقال يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني في كلمة افتتح بها الاجتماع، إن الدورة تستعرض على جدول اعمالها عددا من المواضيع الهامة تتعلق بانجاز اعمال مسيرة مجلس التعاون وأخرى تتعلق بمتابعة التطورات السياسية والاقتصادية والامنية سواء الاقليمية منها والدولية. ومن المقرر ان يبحث كذلك وزراء خارجية دول مجلس التعاون الحالة العراقية ـ الكويتية.

واستعرض يوسف بن علوي في كلمته ما حفلت به الفترة التي سبقت انعقاد هذه الدورة من نشاطات سياسية محلية واقليمية ودولية، ومنها عقد الاجتماع التشاوري الرابع لقادة دول المجلس برئاسة الأمير عبد الله بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين والذي تعرض في مداولاته لاهمية تفعيل التعاون الاقتصادي، حيث اكد القادة على اهمية تسريع وتيرة العمل لتوحيد جميع الانظمة والسياسات الاقتصادية والتجارية بما في ذلك توحيد العملة لقيام السوق الخليجية المشتركة.

واشار في كلمته الى ان القادة ركزوا في المجال العسكري على عملية تطوير قوة درع الجزيرة بحيث تصبح اكثر فاعلية وقدرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه حماية المكتسبات الوطنية التي تحققت لشعوب مجلس التعاون، كما اولت القمة في مداولاتها موضوع الربط المائي في ما بين دول المجلس لما يمثله من ضرورة حيوية، بالاضافة الى قضايا الانسان والبيئة اهتماما متميزا بشكل يطمئن معه المواطن في الخليج على مستقبل هذه العناصر الاساسية في حياته اليومية. وتطرق بن علوي الى تبنى القمة العربية، التي عقدت فى بيروت، خطة السلام في منطقة الشرق الاوسط التي اقترحها الامير عبد الله بن عبد العزيز والتي جاءت مستجيبة لكل عوامل نجاح ارساء سلام شامل ودائم يضمن للعرب عودة اراضيهم الى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وتكفل للشعب الفلسطيني استعادة حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتضمن الى جانب ذلك للاسرائيليين قيام علاقات طبيعية مع البلدان العربية. واشار الى ان نجاح قمة بيروت اعطى التضامن العربي مناخا ايجابيا على طريق العمل العربي المشترك.

واعتبر يوسف بن علوي زيارة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي الى ايران والمحادثات التي اجراها اسهاما مهما ورافدا ايجابيا في تقوية هذه العلاقات وبما يخدم الامن والاستقرار في المنطقة.

وعبر بن علوي عن قلق مجلس التعاون الخليجي من تصاعد التوتر والخلاف بين الهند وباكستان، مؤكدا حرص المجلس على ان تسود الحكمة والتبصر في معالجة قضايا الخلاف بينهما. وقال ان دول الخليج من واقع الجوار الجغرافي والمصالح المشتركة تناشد الطرفين ببذل اقصى قدر من ضبط النفس ووقف التصعيد والمساعدة نحو التهدئة تمهيدا لتحرك سياسي يحفظ للمنطقة امنها واستقرارها.