بيريس: الدولة الفلسطينية ستكون دائمة لكن المؤقت هو حدودها

TT

في الوقت الذي يبلغ القلق الاسرائيلي والفلسطيني أوجه، ازاء مضمون خطة السلام الاستراتيجية التي سيعلنها الرئيس الاميركي، جورج بوش، هذه الايام، خرج الناطقون من الطرفين بانتقادات لمستشارة الامن القومي في الادارة الاميركية، كوندوليزا رايس، بسبب تصريحاتها اول من امس التي اعتبرت فيها السلطة الفلسطينية «غير مناسبة لادارة دولة فلسطينية بسبب الفساد والارهاب». وقالت فيها «اذا لم تتخذ الحكومة الاسرائيلية قرارات صعبة لدفع مسيرة السلام، سيقوم الشعب بتغييرها».

فقد هاجمها الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله، امس، وقال: ليس من حق رايس او غيرها ان يقرر للشعب الفلسطيني من تكون قيادته وكيف يدير شؤونه. ومن ناحيته قال ناطق اسرائيلي: «نحن لا نصدق ان مسؤولا اميركيا يتحدث عن حكومة اسرائيل على هذا النحو الفظ. ولا يوجد في اسرائيل من يقبل هذه اللهجة».

وكان وزير الخارجية الاسرائيلي، شيمعون بيريس، قد ادلى بتصريحات ايجابية حول الخطة الاميركية. واوضح ان فكرة الدولة الفلسطينية المؤقتة لم تفهم كما يجب. وانه استوضح الامر لدى المسؤولين في واشنطن، وفهم ان الدولة الفلسطينية لن تكون مؤقتة. فهي من اللحظة الاولى لاعلانها ستكون دولة مستقلة مثل سائر الدول ذات السيادة. واما الامر المؤقت في الموضوع فهو حدود هذه الدولة: «فلكي لا ننتظر حتى انهاء مفاوضات الحل الدائم لاعلان الدولة، بسبب الخلافات الجوهرية بيننا حول الحدود، يجري الحديث عن اعلان الدولة على حدود مؤقتة (42%) حسب الاقتراح الاميركي، الذي هو في الاصل اقتراح رئيس الحكومة الاسرائيلية، (ارييل شارون). على ان يبحث في امر الحدود النهائية خلال المفاوضات.

من جهة اخرى قال مصدر اسرائيلي سياسي ان الانباء عن قلق من خطة بوش مبالغ فيها. وان اسرائيل مرتاحة للغاية من الموقف الاميركي تجاه السلطة الفلسطينية ورئيسها، ياسر عرفات. والقلق الوحيد الذي يساورها، مرتبط بما سيحدث بعد طرح المبادرة الاميركية «فنحن الان ندخل ونخرج الى اراضي السلطة الفلسطينية بحرية تامة من دون اي تدخل او اعتراض دولي. فاذا اعلنت دولة، ستتحول ملاحقاتنا للارهابيين الفلسطينيين الى عدوان عسكري. وسنتعرض لضغوط دولية قد تضطرنا الى التراجع. وبهذه الحالة تكون حرية التحرك للارهابيين».

وكان شارون قد اعلن، امس، ان زيارته الاخيرة للولايات المتحدة كانت جيدة جداً. وانه وجد في الرئيس بوش صديقا حميما لاسرائيل كما كان دائما واكثر. واضاف: «لم اشعر في حياتي بتضامن اميركي مع اسرائيل، مثلما شعرت في هذه الزيارة».