رئيس الأمن الوقائي الجديد لـ«الشرق الأوسط»: تسلمت كتاب تكليف رسمي من الرئيس عرفات

زهير المناصرة يقر بتلقي مكالمات هاتفية تهديدية على جواله والرجوب يقر بالإقالة والجبالي يعتزم ترشيح نفسه لرئاسة السلطة

TT

تسلم العميد زهير المناصرة امس كتابا رسميا من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتكليفه مهام مدير جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية خلفا للعقيد جبريل الرجوب الذي اقر بعد 24 ساعة من الاشاعات والاشاعات المضادة، بقرار تنحيته واعلن احترامه له والتزامه به رغم اعتراضه على الاسلوب الذي تم فيه ابلاغه به، حسب قوله. وقد اعلن امس ان الرئيس عرفات وقع كتاب تنحية الرجوب عن منصبه.

ونقل على لسان اللواء غازي الجبالي رئيس الشرطة الذي اقر ايضا بتنحيته عن منصبه مؤقتا لصالح نائبه اللواء سليم البرديني قوله انه يعتزم منافسة الرئيس عرفات في انتخابات رئاسة السلطة. ورفض اللواء الجبالي الرد على اتصالات «الشرق الأوسط» للتأكد من هذه المعلومات، متحججا على لسان مرافقه بأنه تعب.

وقال العميد مناصرة لـ«الشرق الأوسط»: «تسلمت قبل دقائق كتابا رسميا من الرئيس عرفات بتكليفي بمهام الامن الوقائي». ولكن المشكلة بالنسبة للمناصرة انه لن يستطيع الوصول الى مكتبه الجديد في مقر الامن الوقائي في حي بتونيا غرب مدينة رام الله بسبب حظر التجول الذي تفرضه قوات الاحتلال على المدينة.

واعترف مناصرة بتلقيه رسائل على جهاز هاتفه الجوال تهدد وتتوعد لكنه عزاها الى اطراف خارجة ومدسوسة هدفها اثارة النعرات. واشاد مناصرة بالعقيد الرجوب وقال انه رجل ملتزم ومنضبط وان محاولات التشويش هذه هدفها تلطيخ صورته.

وكانت «الشرق الأوسط» قد علمت من مصادر في حركة فتح وجهاز الامن الوقائي بوجود حالة من الاستياء جراء قرار الرئيس عرفات والاهم من ذلك، الاسلوب الذي ابلغ فيه العقيد الرجوب بامر قرار تنحيته الذي وصفه الرجوب بأنه غير محترم. وكما ذكرت «الشرق الاوسط» فان الرجوب بلغ بالقرار عن طريق جميل الطريفي وزير الشؤون المدنية. وعزا مسؤولون فلسطينيون ذلك الى حظر التجول المفروض على رام الله.

وقال حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وأحد كبار قادة تنظيم فتح في الضفة الغربية «نعم هناك استياء في صفوف تنظيم فتح وجهاز الامن الوقائي، لكن ذلك لن يقدم ولن يؤخر». ويستبعد خضر ان يثير هذا القرار اي تمرد او قلاقل سواء داخل التنظيم او جهاز الامن الوقائي، لأن ما يقرره عرفات كما يقول «هو سياسة نافذة في الشعب الفلسطيني بسبب غياب المؤسسة والقانون وبسبب سيطرته على كل مصادر القوة العسكرية والسياسية والمالية وهي الاهم».

واضاف خضر الذي كان يتحدث هاتفيا الى «الشرق الأوسط»: «في اعتقادي ان هذا التغيير ما كان ليتم لو لم يكن استجابة لشروط واشنطن وتل ابيب اساسها علاقة الرجوب المميزة بكتائب شهداء الاقصى ودفاعه عنهم في اطر حركة فتح».

ووصف خضر اقالة الرجوب بأنها «حلقة من حلقات التآمر على الانتفاضة بهدف ضرب فتح بشكل اساسي والهاء الشعب الفلسطيني في قضايا جانبية لا تقدم ولا تؤخر في مظاهر حياتنا». وقال «ليس المهم من سيخلف هذا الوزير او ذاك المسؤول بل الاهم هو وجود سياسة وقانون ومؤسسة تستطيع ان تنهض بالاوضاع المتردية الناجمة عن الحصار الاحتلالي الاسرائيلي». واضاف «ان كل هذا يجري في ظل استمرار وجود بعض رموز الفساد والخيانة في السلطة واعادة احتلال الاراضي الفلسطينية. ان هذه الخطوات الارتجالية تؤكد وجهة النظر القائلة وهي الصحيحة ان الاصلاح والتغيير يهدف الى الهاء الشعب الفلسطيني وانهاء الانتفاضة المسلحة المتصاعدة في وجه العدو الصهيوني».

من جهة اخرى اعترف الجبالي بابلاغه بقرار تنحيته عن رئاسة الشرطة ولكنه اعلن ربما كرد فعل اولي عن عزمه ترشيح نفسه في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية المزمع اجراؤها في يناير (كانو الثاني) المقبل اذا ما توفرت الشروط الامنية لذلك كما يقول الفلسطينيون. ورفض الجبالي الرد على مكالمات «الشرق الأوسط» متحججا على لسانه مرافقه بأنه تعب ويخلد الى الراحة.

والجبالي ليس الفلسطيني الوحيد الذي يعتزم منافسة عرفات فقد سبقه الى ذلك الدكتور عبد الستار قاسم وهو معارض فلسطيني يعمل محاضرا في جامعة النجاح في مدينة نابلس. وكذلك حسام نزال وهو طبيب نفسي يعمل في باريس وباحث متخصص في العنف. وقد بعث برسالة ترشيحه عبر جهاز الفاكس الى المفوضية الفلسطينية في باريس في الاول من يوليو (تموز) الجاري.

ويعتزم ترشيح نفسه ايضا توفيق جويد الغصين المدير السابق للصندوق الوطني الفلسطيني الموجود حاليا تحت الاقامة الجبرية في غزة بعد ان اعيد اليها بامر من الرئيس عرفات في اطار الخلاف حول 6 ملايين دولار تطالبه السلطة بردها. وحسب توفيق الغصين فانه اصدر تعليماته لمحاميه في القدس وهو جورج سمعان بملء الطلبات اللازمة. يذكر ان توفيق الغصين ليس مواطنا في مناطق السلطة لذلك فهو يحتاج الى ما يسمى بالرقم الوطني اي المواطنة التي تخوله ترشيح نفسه والادلاء بصوته وهذا بدوره يأتي عن طريق السلطة.