قال مصدر روسي امس ان قائد طائرة «توبولوف» الروسية، التي اصطدمت بطائرة شحن من طراز بوينغ ليل الاثنين الثلاثاء الماضي مما اسفر عن مقتل 71 شخصا، بادر الى تحذير نظام المراقبة الجوية الذي تخضع لاشرافه موقع الكارثة في جنوب المانيا من احتمال وقوع اصطدام. في الوقت نفسه تواصلت عمليات البحث عن جثث الضحايا وتم حتى بعد ظهر امس العثور على 67 جثة.
ونسبت وكالة «ريا ـ نوفوستي» الروسية الى محققين روس قولهم ان قائد الطائرة الروسية كان اول من انذر المراقبين الجويين السويسريين من ان طائرته تحلق في مسار تصادم مع طائرة اخرى قبل 90 ثانية من وقوع الكارثة. واضافوا ان قائد الطائرة نبه بالفعل المراقبين الى ان نظام التحذير من التصادم الموجود بالطائرة حذر من ان الطائرة المنكوبة في مسار تصادم بطائرة البوينغ 757 التابعة لشركة «دي. اتش. ال» للتسليم السريع للبريد. ونقلت الوكالة عن احدهم قوله من موقع الحطام «كان يتعين على مراقبي الجو اتخاذ اجراءات عاجلة للفصل بين مساري الطائرتين». ولم يرد تأكيد لهذه المزاعم من مسؤولين اخرين يحققون في الحادث. من جانبهم يصر المراقبون الجويون السويسريون على ان قائد الطائرة الروسية لم يستجب بسرعة كافية لاوامرهم بخفض ارتفاع الطائرة وان اعترفوا اول من امس بأن جهاز الانذار الآلي في مركزهم كان عاطلا وقت الكارثة.
من ناحية ثانية، اعلن متحدث باسم الشرطة الالمانية امس العثور على 67 جثة. واضاف ان رجال الانقاذ كانوا يأملون في العثور على الجثث الاربع الباقية خلال نهار امس. وكانت الشرطة قد اعلنت اول من امس ان المحققين بحاجة الى تعاون اقارب الضحايا للتعرف على الجثث. وأمكن التعرف حتى الآن فقط على جثتي قائد طائرة البوينغ البريطاني ومساعده الكندي.
ولهذا الغرض وصل امس اكثر من 130 شخصا من اهالي الضحايا الروس، الذين بينهم 45 طفلا وصبيا معظمهم مسلمون من جمهورية بشكيرستان الروسية وكانوا في طريقهم الى اسبانيا لحضور احتفال نظمته اليونيسكو، الى مكان الحادث على بعد 30 كيلومترا من بلدة اوبرلينغن. ويرافق الاهالي الذين يحملون الملفات الطبية والبسة ابنائهم بهدف التعرف عليهم، اطباء واطباء نفسيون.
وفي وقت لاحق امس تم العثور على جثة اخرى. وقال وزير الداخلية المحلي في باد فورتمبيرغ توماس شويبلي «ان القسم الاساسي في عمليات البحث عن الجثث انتهى. وقد عثرنا على 68 جثة من بين 71 ضحية». وتابع «سيكون الامر صعبا بالنسبة الى الجثث الثلاث الباقية. هناك بقايا جثث بشرية متناثرة ومتضررة جدا. لا يمكننا القول باحتمال العثور على هذه الجثث». واضاف «بدأنا الآن المرحلة الثانية من العمليات التي تتمثل في التعرف على الجثث. وهذا عمل بالغ الصعوبة نأمل ان ننتهي منه في غضون ما بين ثمانية و14 يوما غير انه لا يمكن التأكيد انه سيتم التعرف على كافة الجثث». الى ذلك، فتحت السلطات القضائية في زيوريخ تحقيقا في جريمة «قتل عن طريق الاهمال» في الكارثة وفق ما اعلنت الشرطة السويسرية امس. وجاء في بيان صادر عن الشرطة المحلية ان مكتب وكيل النيابة العامة في بولاخ الذي يغطي السيطرة على حركة الطيران انطلاقا من مطار زيوريخ ـ كلوتن، قام بفتح التحقيق.
واوضحت الشرطة ان «هدف القسم السويسري من التحقيقات هو معرفة التسلسل الدقيق للاحداث ولاجراءات توجيه الطائرتين التي قامت بها شركة «سكاي غايد» السويسرية من مطار زيوريخ ـ كلوتن». وتابعت ان النيابة العامة في بولاخ ستسعى ايضا لتوضيح «المسألة، وهي معرفة ما اذا كان موظفون في «سكاي غايد» ارتكبوا اخطاء تخول ملاحقتهم جزائيا». وتم فتح التحقيق اثر «شبهات بالقتل عن طريق الاهمال واعاقة المواصلات العامة عن طريق الاهمال»، بحسب القانون الجزائي السويسري. واشارت الشرطة المحلية الى ان التحقيق لن يتناول ما جرى داخل الطائرتين، اذ انهما طائرتان اجنبيتان فوق الاراضي الالمانية. من جهته، قال نائب رئيس وزراء حكومة بشكيرستان الروسية نيكولاي سيغاكوف ان «المشاعر التي احدثها الحادث بين اهالي بشكيرستان شبيهة بتلك التي احدثتها اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول)» لدى الاميركيين.