عائلة مهاجم مطار لوس أنجليس: خلاف مالي مع «العال» ربما كان وراء الهجوم

اتصالات أمنية بين القاهرة وواشنطن والسفير المصري يتولى متابعة التحقيقات * هشام هدايت هاجر الى أميركا لتحسين مستواه المعيشي وكان متوقعا حصوله على الجنسية العام الحالي

TT

كلفت وزارة الخارجية المصرية السفير المصري في واشنطن نبيل فهمي باجراء اتصالات دبلوماسية مع الولايات المتحدة لمتابعة حادث اطلاق النار على مكاتب شركة طيران «العال» الاسرائيلية في مطار لوس انجليس قبل ثلاثة أيام والذي اعلنت السلطات الأميركية تورط المواطن المصري هشام محمد هدايت فيه، في الوقت الذي أفادت فيه أسرة هذا الأخير أن الدافع وراء الهجوم ربما يكون خلافاً مالياً.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان اتصالات أمنية تدور بين القاهرة وواشنطن لمتابعة الحادث وتبادل المعلومات، خاصة ان المهاجم من غير المعروف عنه ممارسة أنشطة سياسية أو دينية.

وقال السفير المصري في واشنطن نبيل فهمي أمس ان الدبلوماسية المصرية على اتصال بجهات التحقيق الاميركية من خلال السفارة المصرية بواشنطن وقنصلية مصر في سان فرانسيسكو اضافة الى الاتصالات التي يجريها مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (اف. بي. آي) مع الجهات المعنية في القاهرة. وأوضح ان تلك الاتصالات تشير الى انه لم يتم التوصل الى أي نتائج حول مبررات الهجوم أو خلفية منفذه ودوافعه، وقال انه يجب الانتظار حتى معرفة نتائج التحقيق دون القفز الى استنتاجات تستند الى معلومات غير مؤكدة يستخدمها البعض في توجيه اتهامات دون أدلة قاطعة.

وقال السفير المصري في واشنطن ان المتحدث باسم مكتب المباحث الفيدرالي أشار في تصريحات أخيرة الى ان عائلة المواطن المصري الذي اعلن انه نفذ الهجوم غادرت الولايات المتحدة الى القاهرة قبل الحادث بأيام دون أن يكون لذلك علاقة بالهجوم. وطالب فهمي بعدم تصديق كل ما ينشر من معلومات واستنتاجات حول الحادث، مشيرا الى ان الجانب المصري يلتزم بالاجراءات المتبعة في مثل تلك الحوادث.

وذكر ان الجانب الاميركي أشار الى انه من غير الواضح حتى الآن الدوافع الحقيقية التي دفعت هشام محمد هدايت الى تنفيذ الهجوم، وان هناك حاجة للمزيد من الوقت والاتصال بكل من لهم صلة بالمواطن المصري واستكمال التحقيقات قبل اعلان الدوافع الأكيدة لتنفيذ الحادث.

وقال السفير نبيل فهمي ان الجانب الاميركي أشار كذلك الى ان التحقيقات تؤكد انه لم يتضح حتى الآن وجود سجل اجرامي سابق لهشام هدايت أو صلة له بالإرهاب بالرغم من عدم نفي كل الاحتمالات.

ومن جانبه، اعلن مكتب المباحث الفيدرالي الليلة قبل الماضية ان ملابسات الحادث والأسلحة التي كان يحملها هدايت تشير الى انه توجه الى مكتب التذاكر بنية القتل. وتسعى السلطات الاميركية حاليا الى الحصول على أية معلومات بشأن هدايت لمعرفة دوافع ارتكاب الحادث. وتشير المعلومات المتوافرة حول هشام هدايت الى انه يحمل البطاقة الخضراء (الإقامة الدائمة) في الولايات المتحدة التي يعيش فيها منذ عام 1992 وانه يبلغ من العمر 41 عاما.

في الوقت نفسه، فان عائلة هدايت في القاهرة لا تزال غير مصدقة ارتكابه الحادث، مؤكدة انه لم تكن لديه أية ارتباطات دينية أو سياسية. وفي الوقت الذي اشارت فيه العائلة الى احتمال وقوع الهجوم بسبب خلاف مالي، فانها لم تستبعد أن تكون القصة عبارة عن مؤامرة لتوريط مصري في اطلاق نار يوم عيد الاستقلال الاميركي.

وقال ابن خال هشام هدايت، عماد العمدة «ان اجهزة الامن المصرية اكدت الجمعة لوالد هشام ان الحادث قد يعود الى خلاف مالي مع شركة العال». واضاف «اننا متأكدون انه ليس على اي علاقة بمنظمات متطرفة، انه مسلم متدين لكنه ليس متطرفا، والدليل على ذلك هو انه وافق على العمل مع شركة العال الاسرائيلية». وقال العمدة ان هشام توجه الى الولايات المتحدة «لتحسين مستوى معيشته» مع امل الحصول على الجنسية الاميركية بمساعدة عمه طبيب العيون احمد هدايت الذي يقيم في الولايات المتحدة.

واضاف العمدة، وهو رجل اعمال يقيم في طنطا، وسط الدلتا على بعد نحو مائة كلم شمال القاهرة، ان «عمه ساعده فعلا على الحصول على وظيفة وعلى بطاقة الاقامة منذ وصوله عام 1992 وكان من المفترض ان يحصل على الجنسية الاميركية خلال السنة الجارية».

وحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الاوسط»، فان عم هشام، الدكتور أحمد هدايت هو استاذ في طب العيون ويملك مستشفى خاصا بمدينة لوس انجليس، وقامت السلطات الاميركية باستدعائه عقب الحادث وأخبرته بأن مشكلة وقعت بين ابن شقيقه ومسؤولين في شركة العال الاسرائيلية حول بعض الأمور المادية، ثم تطور الأمر بعد ذلك لاطلاق الرصاص.

وأكد الدكتور احمد هدايت في اتصال هاتفي مع شقيقه اللواء محمد علي هدايت، والد هشام، في القاهرة ان السلطات لم تخبره بأن هناك عملاً إرهابياً أو شيئاً من هذا القبيل، ولم توجه له أية اتهامات، وإنما اطلقت سراحه سريعا دون مضايقات، بما يؤكد استبعاد شبهة العمل الإرهابي في الموضوع، مشيرا الى انه يعلم طباع وأخلاق ابن شقيقه تماما وانها بعيدة عن هذه التوجهات.

ولهشام محمد هدايت شقيقة واحدة هي هالة (37 سنة) التي تعمل محاسبة في فندق ميريديان الهرم بالقاهرة وكانت متزوجة من لاعب كرة السلة السابق بالنادي الاهلي، هاني عبد المنعم، ثم انفصلت عنه بعد ذلك وعادت للاقامة بمنزل والدتها رغم ان لديها شقة في شارع الهرم.

وحسب معلومات من مقربين لأسرة زوجة هشام، فان زوجته هالة صادق العوادلي عادت الى مصر قبل اسابيع مع ولديها في اجازة خاصة وانها فوجئت بنبأ الهجوم، وقالت انه لم يبد على زوجها أية مؤشرات لارتكاب مثل هذا الحادث على الاطلاق رغم انه معروف بالعصبية. وقد خضعت زوجة هشام وشقيقته لتحقيقات سلطات الأمن في مصر.

ولم تحدد أسرة هدايت في القاهرة اجراءاتها حتى الآن حيال جثمان نجلها بتقديم طلب للحكومة الاميركية لاستعادة جثمان هشام بهدف دفنه بمقابر العائلة في مصر، أو موعد العزاء. وقالت مصادر قريبة من الأسرة ان الموقف لم يتحدد بعد بسبب تسارع الاحداث، ولكن كل شيء مطروح في هذا الشأن.

وحسب المعلومات فإن أسرة والد هشام تعد من أشهر الأسر بمدينة بورسعيد وجميعهم تولوا مناصب مرموقة في الجيش، اما عائلة والدته، عائلة العبد، فتعد من أكبر العائلات بمدينة طنطا ومن العائلات الثرية وتملك مساحة كبيرة من الاراضي والاطيان ويشغل معظم أفراد العائلة مناصب رفيعة.