تحقيقات داخلية في «العال»: مستوى الأمن في الشركة ضعيف وقديم وغير ناجع

TT

في الوقت الذي تقوم فيه شركة الطيران الاسرائيلية الحكومية «العال» بحملة اعلانات عالمية تحت شعار «الطيران في العال، هو الاكثر أمناً في العالم»، وتتباهي بأن اثنين من رجالات الأمن فيها تمكنا من قتل المواطن المصري هشام محمد علي هدايت الذي اعتدى على المسافرين اليهود في مطار لوس انجليس، مساء الخميس الماضي، خرج عدد من العاملين في الشركة بشكاوى تكذب تلك الدعاية وتظهرها مجرد تبجح لا يستند الى واقع.

وجاء في تحقيق داخلي في الشركة ان هناك انخفاضا حادا في مستوى الحراسة الامنية في «العال» وان الوسائل الأمنية المتبعة باتت قديمة ولم تتغير او تتطور خلال 20 سنة، وان هناك 40 محطة للمسافرين في «العال» في مختلف دول العالم، معظمها يعاني نقصاً شديداً في الاجراءات الامنية.

وجاء في التقرير ان رجلي الأمن اللذين نجحا في قتل هدايت لم يفعلا ذلك بسبب التزامهما باجراءات الأمن بل بالعكس. فالأول كان موجودا في قاعة تسليم الحقائب بالصدفة، وكان من المفروض ان يكون حينها داخل الطائرة لاعدادها للاقلاع، ووجوده في القاعة كان بمثابة مخالفة للتعليمات. وقد قام بمبادرة شخصية عندما انقض على المواطن المصري، وفعل ذلك بعد ان تمكن هدايت من اطلاق سبع رصاصات وقتل مسافر اسرائيلي ومضيفة طيران اسرائيلية.

واما ضابط الأمن الثاني، فقد كان داخل غرفة لاجراء آخر الترتيبات الامنية على الحقائب المنقولة من المسافرين الى عربات النقل، فسمع اطلاق الرصاص وخرج، وهو غير مصدق ان الاعتداء متعلق بالشركة. فدخل اولاً في عراك مع الرجل ثم اصيب بجراح من سكينه، وبعد ذلك فقط اشهر مسدسه واطلق الرصاص عليه وأرداه قتيلا.

وقال الموظفون في «العال» للصحافيين الذين اهتموا بمعرفة حقيقة الوضع، ان هناك مشكلة امنية متواصلة في الشركة منذ عدة سنوات. وفي عام 1999 ثم بحث الموضوع في حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك، حيث طلبت الشركة تخصيص ميزانية 7 ملايين دولار لتحسين شروط الأمن. لكن الحكومة صادقت على نصف المبلغ فقط. وبعد ذلك صرف المبلغ كله، الا انه لم يكن كافيا. واشتكى الموظفون من ان عدد الحراس المرافقين للرحلات قليل، ومحطات تجميع المسافرين في معظم دول العالم تعاني نقصاً شديداً ومن ان التدريبات قليلة.

وقد رد مدير عام الشركة، عاموس شبيرا، على الاتهامات بالقول «لقد عملنا في الماضي ونعمل اليوم وسنظل نعمل في المستقبل ايضا على تحسين الامن لمسافرينا. وفي لوس انجليس، اثبتنا جدارتنا في ذلك. وستظل العال الافضل في العالم».

يذكر ان اصواتاً عدة في اسرائيل واصلت توجيه الانتقادات لأجهزة الامن الاميركية على ادائها السيئ في لوس انجليس، وشكوا من قلة تعاونها مع المؤسسة الامنية الاسرائيلية. وللدلالة على ذلك، قدم المنتقدون مثلا عن جهاز تصوير حساس صنع في اسرائيل يستطيع تمييز ادق تفاصيل الانسان «لدرجة تفريقه بين لحية حقيقية لانسان ولحية مستعارة» وعرضه الاسرائيليون على الاميركيين لشرائه، «فوافق هؤلاء. ولكنهم بطيئو الحركة. فعقدوا اتفاقاً على تسلمه فقط بعد سنتين. فهم غير متعجلين».