الهجوم زاد من مخاوف الجالية المسلمة في أميركا

TT

اندلع العنف مرة اخرى بين العرب والاسرائيليين، ولكن هذه المرة في مطار لوس انجليس الدولي. ومرة اخرى اطلق على الهجوم اسم «عمل ارهابي»، ولكن هذه المرة من جانب مسؤولين اسرائيليين في سياق وصفهم لإقدام المصري هشام محمد هدايت على قتل مواطنين اسرائيليين. ومرة اخرى ايضا تتوقع الجالية المسلمة في الولايات المتحدة ان تصبح مجددا هدفا لجولة اخرى من الشكوك والفحص والتدقيق.

ويقول مزمل صديقي، المسؤول بالمركز الاسلامي في اورانج كاونتي، ان ما حدث جريمة بشعة ولكن عندما يرتكب مثل هذا العمل شخص عربي او مسلم فإن الإثم يكون جماعيا. وعلق كذلك قائلا ان الناس لن يقولوا انه شخص مجنون وانما سيقولون انه «مسلم او عربي ارهابي».

وعلق حسام علوش، المسؤول بمجلس العلاقات الاسلامية الاميركية (كير) قائلا انه لا توجد مجموعة دينية اخرى «توضع في موقف يجبرها على اثبات براءتها بسبب ممارسات قلة من افرادها». واضاف علوش ان تعريف ومفهوم الارهاب كان في السابق قائما على اساس الفعل المرتكب وليس على الخلفية العرقية لمرتكب هذا العمل»، بيد ان التعريف، طبقا لوجهة نظره، تغير الآن، وبات قائما على هوية مرتكبه. واشار علوش الى ان مجلس (كير) تسلم منذ 11 سبتمبر (ايلول) الماضي 1400 شكوى بسبب التمييز والمضايقات وحتى القتل مقارنة بعدد يتراوح بين 200 و300 شكوى في الحالات السابقة التي وردت في التقارير السنوية. واضاف علوش ان الغالبية الساحقة للاميركيين تعامل المسلمين بـ «احترام وتفهم».

الجدير بالذكر ان الكثير من المسلمين ابدوا مخاوف من ان يؤدي هجوم مطار لوس انجليس على التأكيد على الصورة التي روجت حول الجالية المسلمة في الولايات المتحدة وانها تضم «خلايا ارهابية نائمة». ووجدت هذه المزاعم انتشارا واسعا بفعل عدد كبير من الكتب والمحاضرات بواسطة شخصيات مثيرة للجدل مثل الصحافي المتخصص في شؤون الارهاب ستيفن ايمرسون ودانيال بايبس، رئيس تحرير فصلية مختصة بشؤون الشرق الاوسط.

ايمرسون وبايبس يكتبان ويتحدثان حول مخاطر التشدد الاصولي مما اكسبهم تأييدا من جانب بعض الاشخاص الذين اعتبروهما مصدرا لرواية الحقيقة ولا يخافان في ذلك احداً، فيما يعتبرهما البعض الآخر مصدرا لترويج الخوف. واصبح كتاب ايمرسون «جهاد اميركا: الارهابيون يعيشون بيننا» الاكثر مبيعا ضمن كتب 113 كتابا آخر نشرته شركة «آمازون» حول الجهاد. كما يحتل الكتاب المرتبة الـ 627 من بين كل الكتب المعروضة مقارنة بكتاب ماهر مسعود «الجهاد مقابل الارهاب»، الذي يحتل المرتبة الـ 1027965 ويصف الجهاد كعمل روحي داخلي. واوضح خالد ابو الفضل، استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس، ان ما يزيد على 20 كتابا جديدا نشر هذا العام حول «الخطر الاسلامي». واضاف ابو الفضل انه في ظل هذا المناخ المشحون سيكون الناس اكثر استعدادا من الناحية النفسية والعاطفية لتصديق كل الجوانب والصور السلبية التي تروج حول الاسلام.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»