شقيق قاتل السادات لـ«الشرق الأوسط»: عمر عبد الرحمن زعيمنا والمعتذرون لا يمثلون إلا أنفسهم

TT

في اول رد فعل على اعتذار قادة «الجماعة الاسلامية» عما ارتكبوه من افعال في حق الشعب المصري، وتأكيدهم ضرورة الاستمرار في تنفيذ مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة، وأنهم لن يسمحوا لأي عضو بوقفها أو صرفها عن مسارها، قال محمد احمد شوقي الاسلامبولي (شقيق قاتل الرئيس السادات) الرئيس السابق لمجلس شورى «الجماعة» المحظورة، ان التصريحات التي أدلى بها القادة المحتجزون في السجون لا تعبر الا عن أصحابها ولا تعبر عن «الجماعة الإسلامية» ولا عن كامل قيادتها. واعلن تمسكه بالدكتور عمر عبد الرحمن المحتجز في السجون الاميركية منذ عام 1993 كزعيم لا بديل عنه لـ«الجماعة الاسلامية». وقال الاسلامبولي وهو واحد ضمن ثمانية صدر ضدهم حكم غيابي بالاعدام في قضية «العائدون من افغانستان» عام 1993 في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس «أتابع في ذهول واندهاش ما ينشر عبر الصحف العربية من تصريحات لقيادات الجماعة الإسلامية في السجون. وكان آخر تلك التصريحات هو ما نشرته مجلة المصور المصرية على مدار ثلاثة أسابيع من لقاءات مع قيادات الجماعة المحتجزين في السجن». واضاف: فإن صح ما نشر، أجدني قياما بالواجب وحتى لا يعد صمتي قبولا لما يقال، أوضح موقفي اعذارا إلى الله وصدعاً بالحق الذي تعودنا أن نقوله في الجماعة الإسلامية كما أمرنا الله به، وتحذيرا من أن نكون ممن قال الله تعالى فيهم «كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون».

وكان القيادي الاصولي مختار أحمد حمزة الشقيق الأكبر لعضو الجماعة الهارب بإيران مصطفى حمزة المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس بابا 1995 اشار بقوله في «المصور» القاهرية: «إذا لم أفلح في نصح أي شخص ينتمي للجماعة بأهمية الفكر الجديد فسوف أبلغ عنه الشرطة لأنه سوف يفسد المبادرة، ومثل هذا الشخص لا بد أن نحذر منه تحذيرا شديدا ونقف ضده».

وركز الاسلامبولي في معارضته لـ«اعتذارات قادة الجماعة الاسلامية» بقوله «لا يحق لإخوة السجن، مع تقديري لمكانتهم، أن يتخذوا مثل تلك القرارات الهامة في تاريخ الجماعة والتي عرفت باسم «المراجعات الفكرية»، وما ينشر من تصريحات تخالف أفكار الجماعة المتفق عليها، بدون مشورة من إخوانهم بالخارج وبدون موافقة من الدكتور عمر عبد الرحمن أمير «الجماعة الإسلامية». واضاف «بناء عليه، أقول وأنا مطمئن ان التصريحات التي أدلى بها قيادة السجن تعبر عن أصحابها ولا تعبر عن «الجماعة الإسلامية» ولا عن كامل قيادتها لأنهم يمثلون جزءاً من القيادة». واوضح «لقد وافقنا من قبل على المبادرة السلمية تغليبا للمصالح ودرءاً للمفاسد وتهيئة للمناخ الذي كان يفترض أن يساهم في رفع الظلم الذي كان يمارس على المستضعفين في السجون والمعتقلات وعلى سائر أبناء الشعب المصري، أما أن تحاول الحكومة تحويل هذا الموقف بالاستمرار في ممارسة الضغوط وأساليب الابتزاز على أبناء الجماعة فهذا أمر غير مقبول».

واكد الاسلامبولي انه «لم يجر الاتفاق على اختيار بديل للشيخ عمر عبد الرحمن (يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الاميركية بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993) وما نشر في هذا الصدد لا يعكس رأيا رسميا للجماعة».

وبدا لافتا في الحوار الاخير الذي اجراه رئيس تحرير «المصور» مع القادة التاريخيين للجماعة انهم ارتضوا عزلا تاما لزعيمهم الروحي وفقيههم الدكتور عمر عبد الرحمن المحبوس مدى الحياة في اميركا عندما وصفه مكرم محمد احمد بأنه الرئيس السابق للجماعة وان كرم زهدي هو الرئيس الحالي للجماعة، فضلا عن الصفة التي الصقها ايضا بعضو مجلس شورى الجماعة المهندس حمدي عبد الرحمن بأنه فقيه الجماعة.

وحمل الحوار الثالث مع قيادات «الجماعة» تحريما شرعيا من قبل قادة الجماعة على قتل السادات، وادانة كاملة لاسامة بن لادن وجماعته، وعدولا عاد بهم الى الحدود الوسطية التي ترضي عامة الناس دون المتشددين، وكأن الدولة تمكنت من ضخ دماء وافكار جديدة اعادت بها هيكل الجماعة ومبادئها لنحو مغاير لما انتهجته لاكثر من عقدين ماضيين.

واكد الاسلامبولي أن ما يحدث من قيادات السجن من تشويه لأبناء «الجماعة الإسلامية» وإظهارهم على أنهم مجرمون وقتلة، وأن ما قام به هؤلاء الشباب مخالف للشرع وحرام، هو أمر خطير يجب التوبة منه، وهو تشويه للحقائق ومساعدة للسلطات على تلميع صورتها. وقال «إنني أتشرف أن أكون أحد أبناء الجماعة الإسلامية التي قدمت المقاتلين في مصر وأفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك فداء لدين الله ودفاعا عن الحرمات والأعراض. ويشرفني أن يكون شقيقي هو خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس السادات. وان القول بأن قتل السادات كان خطأ هو خيانة لله وللرسول وللأمة».

وسألت «الشرق الأوسط» محامي الجماعات الاسلامية في مصر منتصر الزيات أحد المروجين لمبادرة وقف العنف منذ اعلانها، عن بيان محمد شوقي الاسلامبولي، فرفض التعليق، وقال هذه أمور تنظيمية بين قيادات الجماعة وليس من المستحب أن نتدخل فيها، مشيرا الى ان هذه القيادات هم ابناء تنظيم واحد.

كما رفض حمدي عبد الرحمن، الذي اطلقت عليه «المصور» صفة فقيه الجماعة، التعليق على بيان الاسلامبولي، وقال «لا استطيع التعليق الآن على هذا الكلام ونحن لم نتبين صدق نسبه للشيخ محمد الاسلامبولي، وسوف أعود الى قادة الجماعة داخل السجن للتشاور حول الموقف».

* محمد الاسلامبولي

* الشقيق الاكبر لخالد قاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981.

* من مواليد 21 يونيو (حزيران) عام .1955

* احد المطلوبين الـ 14 من قبل الحكومة المصرية بتهمة التورط في قضايا العنف الديني، وضمنهم ايمن الظواهري زعيم «الجهاد المصري»، وياسر السري مدير «المرصد الاسلامي» بلندن، ومصطفى حمزة مهندس عملية محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا عام 1995، وثروت صلاح شحاتة نائب زعيم «الجهاد»، وعثمان السمان، ورفاعي طه المسؤول العسكري السابق لـ«الجماعة الاسلامية»، وحسين شاميت، وعادل عبد المجيد عبد الباري (محتجز في سجن بريطاني مع ابراهيم عيدروس بتهمة التورط في تفجير السفارتين الاميركيتين بافريقيا منذ عام 1998)، وعادل السيد عبد القدوس.

* يعتقد ان الاسلامبولي يقيم في ايران، وضمن الكنى التي استخدمها ابو خالد ناصر، وابو جعفر، وشوقي شاهين ومحمد الكردي.

* حسب المصادر المصرية، فانه يحمل جواز سفر مصرياً صادراً عن القنصلية المصرية باسلام آباد ورقمه 304555 وصادر بتاريخ 4 اكتوبر (تشرين الاول) عام