بن لادن رمز عصري للشيطان داخل أشهر كنائس الأرثوذكس في رومانيا

كبير مطارنة الكاتدرائية: الرسام غيّر رأيه بعد تفجيرات واشنطن ونيويورك فاعتبر أن زعيم «القاعدة» صورة أرضية عن الشر الكوني

TT

لم يجد القيّمون على أشهر كنيسة أرثوذكسية في مدينة تيميشوارا بغرب رومانيا، شخصية أفضل من بن لادن لتمثيل الشيطان مرسوما على أحد جدرانها الداخلية، وفق صورة بثتها أمس وكالة «أسوشييتدبرس» مع كلمات قليلة لا تلبي الفضول.

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» بالكاتدرائية، التي ما أن انتهى بناؤها في العام 1935 حتى اشتعلت الحرب العالمية الثانية بعد 4 سنوات «لذلك نقوم دائما بتزيين جدرانها بصور توحي بالرغبة في ابعاد الشر العالمي» وفق تعبير كبير مطارنتها، المتروبوليت بيتر.

وذكر بيتر أن رساما شهيرا في المدينة، واسمه لون باديلا «أنهى اليوم (أمس) رسما بريشته على جدار في طابق سفلي من الكنيسة، حيث اللوحة تمثل بن لادن كشيطان يمتطي حصانا على شكل طائرة ليتوجه بها من الجحيم الى العالم الأرضي» كما قال.

* لماذا بن لادن بالذات؟

ـ في رأي الرسام باديلا أن بن لادن هو أفضل من يمثل شيطان العصر الحديث، فقد تقمص شخصيته كرمز أرضي للشر الكوني كما يبدو، لذلك اختاره.. انها مسألة فنية لا أعرف بتفاصيلها، لكن اللوحة جذبت المصلين للكنيسة على أي حال.

* نرى ألسنة نار أسفل اللوحة، حيث زعيم «القاعدة» ملوحا بشيء بيده، فما هي تماما؟

ـ إنها ألسنة الجحيم، والسلاح هو رمح الشياطين المثلث.. بن لادن في اللوحة يبدو خارجا من الجحيم، لا داخلا اليه، لأنه من سكانه، وبيده تبدو الشوكة الثلاثية وهو على صهوة طائرة، كبديل عصري عن الحصان القديم، ليعبث بالعالم ويرهبه.. هذا ما يعتقده الرسام.

* بن لادن وحده مرسوم الآن على جدار بالكنيسة، أم هناك آخرون؟

ـ لا، بل مرسوم عندنا أيضا الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، وكذلك نظيره السوفياتي، ميخائيل غورباتشوف، محاطين بصور ملائكية، في رسم على جدار آخر يشير الى القوتين العظميين في العالم قبل 10 سنوات، أي الى الشر والخير.

* من يمثل منهما الخير؟

ـ بوش على ما يرى الرسام.

وقال كبير المطارنة إن باديلا باشر برسم اللوحة بطلب من ادارة الكنيسة بأوائل سبتمبر (أيلول) الماضي «لكنها كانت بعنوان آخر لمشهد مختلف.. كان عنوانها «الهبوط الى الجحيم» وكانت تتضمن صورة عن شيطان عادي. لكنه غيّر رأيه حين شاهد تفجيرات واشنطن ونيويورك بالتلفزيون، فبدأ من يومها يرسم بن لادن بديلا عن الشيطان». والمعروف عن كنيسة تيميشوارا، أن النظام الشيوعي السابق في رومانيا استخدمها كاسطبل للجياد طوال سنين، كما حولها مرة الى فرع للمخابرات، ومن بعدها عادت أهم معالم تيميشوارا، البعيدة 600 كيلومتر عن العاصمة، بوخارست.

وبثت وكالة الصحافة الفرنسية حديثا مختصرا أمس أيضا مع راسم اللوحة المثيرة للجدل، فذكر باديلا أن الرسم «يمثل الشيطان يعبر ألسنة النار على صهوة طائرة، مهددا المسيح وتلامذته الأثني عشر، في مشهد يشير الى عملية الدخول الى الجحيم».

كما ذكرت عن لسانه أنه رسم لوحة ثانية يظهر فيها الشيطان وقد شهر صاروخا وطائرة «أمام أنظار رجل يرتدي الزي العربي». الا أن تكبير اللوحة الأساسية يظهر أن المشهد ليس رسما ثانيا، بل جزء من اللوحة نفسها، حيث لا يبدو رمز الشر مرتديا الزي العربي بالمرة، انما هو شيطان بقرنين على الرأس ولحية خصلاتها ألسنة من النار.

وقبل أن تتحدث «الشرق الأوسط» الى المتروبوليت بيتر، تحدثت الى راهبة في الكنيسة، فقالت عبر الهاتف إن صحافيين ورجال أعمال وفضوليين من 5 قارات يتصلون لمعرفة تفاصيل لوحة «الهبوط الى الجحيم» على جدار الكنيسة «ومنهم شخص لا أدري جنسيته، أراد معرفة اذا كان بامكانه شراء الجدار مع اللوحة، ليبيعها بالمزاد العلني». ثم ضحكت الراهبة وقالت: «أنا هنا منذ 8 سنوات تقريبا، ولم أسمع خلالها أحدا يتصل بنا ليسأل عن شيء هام. كلهم يريدون الزواج أو إقامة الجنائز، والآن جاءنا بن لادن» على حد تعبيرها. =