شيراك يتعرض لمحاولة اغتيال قبيل عرض عسكري بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي ومطلق النار حاول الانتحار

TT

تعرض الرئيس الفرنسي جاك شيراك، صباح امس، قبيل بدء العرض العسكري التقليدي بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي لمحاولة اغتيال حين أطلق شاب فرنسي، اسمه مكسيم برونري، النار باتجاه سيارة الجيب العسكرية المكشوفة التي كان يستقلها بصحبة آمر منطقة باريس العسكرية.

وحصل الحادث في نهاية جادة فريدلاند، وقريباً من ساحة ايتوال، في أعلى جادة الشانزليزيه.

وأفاد أحد الشهود واسمه محمد وكان قريباً من مكان الحادث ان مطلق النار أخرج بندقيته، وهي بندقية صيد من شنطة لحمل الجيتار ووجهها نحو الرئيس شيراك الذي كان على مبعدة 20 متراً منه. غير ان تدخل المشاهدين ورجال الأمن جعل الرصاصة تحيد عن هدفها. وعمد هؤلاء، وسط الصراخ، الى السيطرة على مكسيم برونري، فيما هرع أفراد من رجال الشرطة، المنتشرين بكثافة في ساحة ايتوال وعلى طول مسيرة العرض العسكري، الى مكان الحادث وكبلوا مطلق النار واقتادوه الى مقر مديرية شرطة باريس، الواقع في وسط العاصمة.

ويبدو ان هذا الشاب الذي ينتمي، وفق ما قاله وزير الداخلية، نيكولا سركوزي الى تيار اليمين المتطرف، قد قام بمحاولة الاعتداء على شيراك بمفرده.

وجاء في بيان صادر عن مديرية الشرطة ان مكسيم برونري، وعمره 25 عاماً، «معروف بانتمائه الى الحركات النازية الجديدة» وتحديداً الى مجموعة (GUD) أي «مجموعة الاتحاد والدفاع» وهي فاعلة في الأوساط الجامعية.

بالاضافة الى ذلك، فان برونري الذي سبق ان شارك في اعمال عنف في الماضي، يعاني من مشاكل نفسية. وبعد ساعات من استجوابه امس في مقر «فرقة مكافحة الاجرام» حين اعترف بعمله، تم نقله الى وحدة المعالجة النفسية في مديرية الشرطة بسبب ما لاحظه المحققون من فقدان المنطق والانسجام في تصريحاته.

وأعلن نيكولا كوتو، الناطق باسم نقابة «القوى العمالية» لدى الشرطة ان محاولة الاعتداء على شيراك «من فعل رجل مختل عقلياً» وانه يستبعد «وجود مؤامرة لأن مطلق النار لو اراد اغتيال الرئيس كان فضل استعمال بندقية من عيار اكبر».

وعلم أمس ان مكسيم برونري حاول الانتحار بعد ان سعى الى اصابة شيراك بأن وجه البندقية نحو رأسه، لكنه منع من اطلاق النار مرة ثانية.

وبعد ظهر امس، قامت شعبة مكافحة الارهاب التابعة للشرطة بعملية تفتيش واسعة في محلة كركورون، الواقعة في منطقة ايسون، حيث يقيم مكسيم برونري، بحثاً عن مستندات ووثائق وأسلحة.

ومكسيم برونري ما زال طالباً. وقبل 5 سنوات شارك في عمليات عنف ولديه سجل في ملفات الشرطة.

ولم يكن الخبر قد ذاع ظهر امس عندما بدأ المدعوون الستة آلاف بالتوافد الى قصر الأليزيه للمشاركة في الحفلة السنوية التي تقام بمناسبة العيد الوطني. كذلك فان الصحافيين الثلاثة الذين أجروا مقابلة تلفزيونية مطولة للرئيس شيراك، الساعة الواحدة امس، لم يشيروا الى هذه الحادثة كما ان شيراك لم يأت على ذكرها. وانتشر الخبر بعد ذلك على نطاق واسع.