تشديد الحراسة حول بلير وعائلته بعد تهديدات ووسط مخاوف من هجوم انتحاري

TT

كُشف امس أن الحراسة حول رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعائلته قد شُددت بشكل غير مسبوق وسط مخاوف من تعرضه لهجمة انتحارية قد يقوم بها احد انصار «القاعدة». وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس ان عدد حراس بلير المسلحين ارتفع في الاشهر الماضية بصورة ملحوظة ، إذ اصبحوا ثلاثة اضعاف عددهم المعتاد. ولاحظ العابرون قرب مقر بلير الرسمي في 10 داوننغ ستريت بلندن، تشديد إجراءات الحراسة على المبنى. وصارت كل سيارة داخلة الى المقر تخضع لتفتيش أكثر دقة مما مضى للتأكد من أن شيئاً لم يُلصق بقاعها.

ولفتت الصحيفة الى ان الجهات المشرفة على أمن عائلة رئيس الوزراء عمدت الى تكليف رجال أمن مسلحين بمسدسات ورشاشات بحماية زوجته شيري المحامية وأبنائهما إيوان (18 عاماً) ونيكولاس (16 عاماً) وكاثرين (14 عاماً)، وذلك للمرة الاولى منذ وصول بلير الى السلطة. وجاءت هذه الانباء على خلفية إخضاع عناصر في الشرطة البريطانية الى تدريبات على كيفية إحباط هجمات إنتحارية. وفي هذه الاثناء أجريت اختبارات على السيارات التي يستخدمها رئيس الوزراء وعائلته للاطمئنان الى قدرتها على مقاومة هجوم إنتحاري يُشن عليها عن قرب، حسبما قالت الصحيفة. وأشارت الى أن تعديلات قد أدخلت على بعض السيارات المصفحة التي يستقلها بلير وزوجته وأولادهما الثلاثة. ونسبت الى مصدر أمني مطلع قوله ان القضية لا تتعلق بما إذا كانت بريطانيا ستتعرض لضربة، بل متى ستشن هذه الضربة.

والجدير بالذكر ان السلطات المعنية بادرت الى مضاعفة عدد حراس بلير المسلحين في اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي. كما اقيم في الشهر التالي لتلك الضربات حاجز من الاسمنت المسلح على شكل نصف دائرة حول الجزء الخلفي لمقر بلير، في محاولة لصد اي هجوم إنتحاري بسيارة مفخخة.

وعلى الصعيد نفسه، نسبت الصحيفة الى مصدر حكومي مطلع تأكيد ورود «عدد كبير من التهديدات، وكان بعضها محدداً». وبهدف اتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة هذا الخطر المحتمل، أجرى كبار المسؤولين الامنيين البريطانيين قبل اسبوعين تدريبات خاصة للبحث عن وسيلة مجدية لإجهاض هجوم انتحاري على رئيس الوزراء. وقد خلصوا الى ان «الطريقة المثلى تكون في إطلاق النار على رأس المهاجم»، طبقاً لما نقلته «صنداي تايمز» عن احد المشاركين في هذا التدريب. وتردد ان عناصر شرطة العاصمة لندن صاروا مسلحين باجهزة دقيقة من شانها أن تكشف فوراً عن وجود متفجرات بحوزة شخص قريب. وذكرت الصحيفة ذاتها أن تعليمات قد صدرت للدوائر المعنية بالبحث العلمي في وزراة الخارجية البريطانية، بقصد تصميم روبوتات آلية قادرة على كشف المتفجرات وإعطابها، كتلك المستخدمة في اسرائيل.