الجزائري المشارك في إنقاذ شيراك: أقول للرئيس بوش إن العرب ليسوا إرهابيين

TT

تحدثت «الشرق الأوسط» أمس الى الجزائري محمد شيلالي، الرجل الذي جاء من حيث يعمل في كندا ليمضي عطلة مع زوجته وأولاده الثلاثة في باريس، فاذا به يصبح بطلا هناك لأنه في لحظة من اللحظات شارك في انقاذ حياة الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، من محاولة اغتيال خلال احتفالات يوم الاستقلال الفرنسي بجادة الشانزيليزيه منذ 3 أيام.

وأول ما قاله شيلالي، أن عمره 45 وليس 50 سنة وفق ما تتداوله الوكالات، ثم أضاف: «أريد أن أبعث برسالة للرئيس (الأميركي) جورج بوش، مما حدث هنا في فرنسا مع الرئيس جاك شيراك، وهو أن عربيا مثلي أنقذه من الاغتيال، لذلك نحن العرب لسنا بارهابيين.. نحن نقوم بما علينا أن نقوم به حين تتعرض حياة أي انسان بقربنا للخطر، سواء كان رئيسا أو مواطنا عاديا».

وذكر شيلالي، الذي كان يتحدث الى «الشرق الأوسط» عبر هاتفه النقال، وبلهجة شبه مصرية: «أنا سعيد منذ الحادثة لسببين: لأني ساهمت بانقاذ حياة إنسان، ولأني ساهمت بالتخفيف مما يلصق بالعرب والمسلمين، خصوصا المهاجرين منهم في الخارج مثلي، من صفات أصبحنا معها موضع شك أينما نذهب».

وشرح شيلالي، الذي كان يتحدث من ستوديو «راديو أوروبا» بباريس، حين اتصلت به «الشرق الأوسط» أمس بعد أن حصلت على رقم هاتفه النقال من جارة له في فانكوفر، أنه كان بين الجموع خلال احتفالات يوم الاستقلال الفرنسي يوم الأحد الماضي بالشانزيليزيه، ومعه ابنه طارق، البالغ من العمر 15 سنة، وابنته إيناس التي تصغر اخيها بعامين، ورفيقتها التي تصغرها بثلاثة أعوام، إيما، وهي ابنة جارهم في فانكوفر وتمضي معهم العطلة بباريس «حين شعرت عن يميني برجل دفعه من الخلف رجل آخر، فنظرت ووقعت عيناي على المحاول قتل الرئيس شيراك، ورأيته ومعه بندقية، فأصبت بنوع من التشويش الذهني للحظات، الا أني انقضضت عليه، محاولا على الأقل منعه مما كان ينويه».

* هل قاومك؟

ـ لا أذكر تماما الآن، لكني شعرت بأنه امتعض من انقضاضي عليه، وأراد أن ينتفض، فخشيت أن ينجح بالتملص مني، ويبدأ باطلاق النار علينا وعلى الرئيس وعلى كل من كان حوله.

* بعدها؟

ـ بعدها استطعت أن أسحب من بندقيته «مشط» أو مخزن الرصاص، لتعطيله على الأقل.

* هل أنت خبير سلاح لتسحب «مخزن» الرصاص من بندقية أوتوماتيكية بهذه السرعة؟

ـ لا، لست خبيرا بالسلاح، الا أنني أديت الخدمة العسكرية سنتين في الجزائر قبل 25 سنة، وما زلت أتذكر تفكيك واعادة تركيب أجزاء الأسلحة الخفيفة.

* من أين أنت تماما يا محمد؟

ـ أنا من الجزائر.. من بلدة اسمها وادي جلال بجنوب الجزائر الصحراوي.. والدي متوف، وكذلك والدتي، ولي في البلدة هناك ثلاث شقيقات يعشن فيها للآن، وجميعهن متزوجات.

* وزوجتك؟

ـ زوجتي نورا من الجزائر أيضا، الا أنها ولدت في فرنسا.

* كم جنسية تحمل؟

ـ الجزائرية والفرنسية والكندية، كزوجتي وابنيّ تماما.

* ماذا كنت تعمل في كندا؟

ـ كنت مدرسا للغة الفرنسية ومادة العلوم في كلية بمدينة سورّي، القريبة من فانكوفر، بولاية بريتش كولومبيا الكندية.

* منذ متى وأنت هناك؟

ـ هاجرت في 1992 الى كندا من فرنسا التي تخرجت فيها من جامعة «ديفون»، حيث أمضيت عامين في مونتريال تعلمت خلالهما الانجليزية قبل أن أستقر نهائيا في فانكوفر.

* قيل ان الرئيس شيراك اتصل ليشكرك؟

ـ اتصل وشكرني كثيرا فعلا، وسألني من أين أنا، فأخبرته أنني جزائري وأعيش في فانكوفر، فقال لي: أوه.. فانكوفر مدينة جميلة، وأعرفها.

* وغير ذلك؟

ـ وعدني أن نلتقي ثانية في بيروت خلال مؤتمر الفرنكوفونية الذي سيعقد هناك في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. كما اتصل بي السفير الكندي في باريس أيضا، وشكرني عما قمت به.. أنا حقيقة لا أريد أن أظهر كبطل أمام الناس.. كانت لحظة وعي خارق مني أنقذت بها حياة انسان، وهذا يكفيني، لذلك أنا سعيد، وطارق وايناس الصغيرين سعيدان أيضا كزوجتي.. إنها أجمل عطلة قضيناها حتى الآن.

وقال شيلالي إنه سيبقى في باريس على حسابه الخاص في الفندق، حتى أواخر الشهر المقبل «وبعدها سأرسل صديقة ابنتي الصغيرة لتعود الى أهلها في فانكوفر، ثم نسافر الى بيروت».

وذكر أنه سيبقى في بيروت عامين، بعد أن تعاقد مع كلية «انترناشونال كوليدج» التابعة للجامعة الأميركية «حيث منحونا من ضمن العقد شقة نعيش فيها، تابعة للجامعة».

وذكر أن راتبه في لبنان يقل بستين في المائة عن راتبه في فانكوفر كمدرس جامعي «الا أنني سعيد بالعيش في لبنان، لأنه بلد عربي، وفيه سيتعلم طارق وايناس اللغة العربية أفضل مما يتكلمانها الآن بكثير.. وأنا منذ زمن بعيد أحلم بالعيش في لبنان، فطبيعته قريبة جدا من وادي جلال في الجزائر، مع أن المنطقة هناك صحراوية.. أنا أحب الصحراء، وعنها أكتب الكثير من الشعر».

=