موقع «القاعدة» يعود على الإنترنت

TT

كسب الاصوليون جولة جديدة من الحرب المعلنة على الانترنت ضد مواقعهم القريبة من «القاعدة» وطالبان، التي تتبنى خطابهما الاعلامي، اذ تمكن موقع «النداء» المتحدث باسم «القاعدة»، الذي نجح في الهرب من الرقابة اللصيقة الى «سيرفر» جديد تحت اسم موقع «دراسات دوت كوم». وتعتقد المصادر الاميركية ان موقع «النداء» هو الصوت الاعلامي لـ«القاعدة»، نظرا لانه ظل طوال الشهور الماضية الجهة الوحيدة التي تنقل اخبار اسامة بن لادن، وآخرها التسجيل الصوتي لسليمان ابو غيث المتحدث الرسمي باسم «القاعدة»، الذي اعلن فيه مسؤولية التنظيم عن تفجير جربة (تونس) الذي سقط فيه 21 قتيلا، بينهم 14 سائحاً المانياً. وجاء الاعلان عن عودة موقع «النداء» الى العمل في رسالة بريدية نقلت «الشرق الأوسط» نسخة منها امس عبر موقع «الجهاد اون لاين» وهو من اكثر المواقع الاصولية تحديثا باستمرار على الشبكة الدولية. وقال عبد الرحمن الراشد وهو اصولي خليجي المشرف العام على موقع «الجهاد اون لاين»: ابشر الاخوة بعودة موقع الدراسات والبحوث الإسلامية من جديد على شبكة الانترنت وهو على هذا العنوان الأول له http://www.alneda.com ومن ابرز الموضوعات التي بثها موقع «النداء» سلسلة من التحليلات بعنوان «صعود اميركا الى الهاوية» وهو من اربع حلقات مطولة عن أسباب ظهور العولمة الأميركية، ومحاور خلاف حلفاء أميركا معها مما جعلها مقيدة دون اكمال مسيرتها التوسعية، واسباب الحرب الاميركية ضد «القاعدة» وطالبان. وتوقعت مصادر الاصوليين في لندن ان «يطال الاغلاق موقع «النداء» خلال ايام ضمن الحرب الاميركية المعلنة ضد الاسلاميين على الانترنت». واضافت: «يجب على الاسلاميين أن يهيئوا انفسهم من الان لاغلاق مواقعهم في اي لحظة لكن يجب البحث عن بدائل عبر الانترنت وأهمها القوائم البريدية، التي بامكان الاسلاميين انشاؤها على الانترنت وارسال الاخبار عبرها».

ومن احدث المقابلات التي بثها موقع «الجهاد اون لاين» امس مقابلة مع محمد طيب اغا مستشار الملا عمر حاكم طالبان السابق، وهو شاب في مقتبل الثلاثينات من العمر، التقيته في قندهار قبل عامين، ويجيد العربية بطلاقة، التي تعلمها في مدينة كويتا الباكستانية، مع مولوي رحمة الله هاشمي السفير الافغاني المتجول قبل سقوط طالبان، والاخير يجيد الانجليزية. وقال محمد اغا ان هناك تعتيما على اخبار مقاتلي القاعدة وطالبان، لاسباب يعرفها الجميع، واضاف: «هنالك عمليات متواصلة ضد الاميركيين، ولكن وسائل الاعلام لا تذكر اكثرها، لأسباب لا تخفى على أحد، وهنالك تخطيط لعمليات نوعية ضد الاميركيين ستتحدث عن نفسها في حينها».

وقال: ان الملا عمر وبن لادن بخير كذلك، ولعله يظهر قريبا في وسائل الإعلام.

ونفى وجود صراعات بين مقاتلي «القاعدة» و طالبان. وقال: ان هذه إشاعات لا صحة لها، وهي جزء من الحرب التي يمارسها الأعداء ضد الإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان. واضاف: «ان المجاهدين ليسوا طلاب سلطة، حتى يتصارعوا عليها كما يتصارع الآخرون، نحن طلاب حق، ونعمل من أجل نصرة الحق، وفي سبيل ذلك ضحينا بالسلطة، وخرجنا من السلطة، وكما قال الملا عمر، فلو كنا نريد السلطة فقط، لاستجبنا لطلبات أميركا، وكانت عند ذلك لن تكف فقط عن حربنا، بل ستمدنا بالمال والرجال، وستدعمنا بكل ما نحتاج للبقاء في السلطة، كما تفعل مع الآخرين من الحكومات، ولكننا رفضنا سلطة تخدم المصالح الأميركية». وعن الاهداف الرئيسية للحرب الاميركية في افغانستان قال محمد اغا: «هي اعتقال الملا عمر وبن لادن، وقيادات المجاهدين، والقضاء على التهديد ومصدر الرعب والخوف الذي جعل الأميركيين يعيشون في جحيم لا يطاق منذ سبتمبر (ايلول)، وتوحيد أفغانستان تحت حكومة مركزية، تضمن المصالح الأميركية». واضاف: لقد فشل الاميركيون في تحقيق أي من هذه الأهداف; فما زال كل من الملا عمر وبن لادن وقادة المجاهدين لم يمسسهم سوء، والأمن الأميركي الذي كان هو الهدف المنشود من كل هذه الحرب، ما زال يزداد وضعه سوءا يوما بعد يوم. =