استطلاع أميركي للرأي يكشف عن قلق عام من نفوذ الشركات الكبرى على بوش

هبوط شعبية الرئيس من 89 في المائة بعد سبتمبر مباشرة إلى 70 في المائة أخيرا

TT

يخشى الأميركيون أن يكون الرئيس جورج بوش وإدارته واقعين تحت نفوذ المشاريع التجارية الكبيرة، وأن الرئيس يخفي شيئا حول ماضيه التجاري، وهم ينظرون بقلق إلى الوضع الاقتصادي الحالي الذي يعتبرونه الأسوأ منذ عام .1994 وهذه المخاوف اتضحت عبر استطلاع للرأي اجرته «نيويورك تايمز» و«سي بي إس نيوز». ويظهر الاستطلاع ان الفضائح الأخيرة المتعلقة بسوء الإدارة في بعض الشركات الكبرى والمرتبات الضخمة لبعض مديريها التنفيذيين، أرعبت البيت الأبيض وحزب الرئيس بوش مما ستتركه من آثار على نتائج انتخابات الكونغرس التي ستجري هذه السنة. وليس مستغربا، أن يكون الديمقراطيون قلقين من الطريقة التي تعاملت الإدارة الأميركية فيها مع الشركات الكبيرة، بل ان الجمهوريين ايضا يشاركونهم هذه المخاوف.

وأوضح استطلاع الرأي ان اكثر من نصف المستَجوَبين يرون أن الإدارة الأميركية لها مصلحة في حماية الشركات الكبرى أكثر من حماية مصالح المواطنين الأميركيين العاديين. وهذا القلق تم التعبير عنه بين أكثر من ثلثي الجمهوريين وأغلبية أنصار الحزب الديمقراطي.

وقال ثلثا المشاركين في استطلاع الرأي، وأكثر قليلا من نصف الجمهوريين، إن مصالح الشركات التجارية لها تأثير كبير على الحزب الجمهوري. وقال أقل من نصف المستجوَبين بقليل إن الشركات الكبيرة تمارس تأثيرا كبيرا على الديمقراطيين. وعبر الكثير من الأميركيين عن قلقهم من أن لا يكون الرئيس بوش ونائبه ريتشارد تشيني قد كشفا بشكل كامل معاملاتهما التجارية السابقة.

ومع تهاوي سوق البورصة، يتزايد القلق حول الاقتصاد في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة خطر وقوع هجمات إرهابية داخل أراضيها. وكشفت نتائج استطلاع الرأي عن زيادة كبيرة في نسبة الناس الذين يعتقدون بأن البلاد تسير على طريق خاطئ. ووجدت نتائج استطلاع الرأي أن ثقة الجمهور بالحكومة، التي شهدت ارتفاعا ملحوظا بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، هبطت بشكل ملحوظ.

ومع كل التحفظات التي عبّر عنها المشاركون في الاستطلاع حول مدى التزام الحكومة بمصالحهم، وحول أخلاقيات العمل التجاري التي كان مسؤولو الإدارة الأميركية يلتزمون بها حينما كانوا يعملون في القطاع الخاص، يظل الرئيس بوش محتفظا بشكل شخصي بشعبية عالية. وبلغت نسبة تأييده 70 في المائة بين المشاركين، وهذا يشكل انخفاضا من النسبة التي تمتع بها بعد 11 سبتمبر الماضي والتي بلغت 89 في المائة، ومع ذلك تظل نسبة التأييد عالية جدا، ضمن المعايير المألوفة.

وعند الاستفسار حول ما إذا كان الرئيس بوش «يهتم بحاجات ومشاكل الناس من أمثالك»، أجاب 68 في المائة بالإيجاب.

وأجري هذا الاستطلاع عبر الهاتف بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، وشمل ألف شخص في شتى انحاء اميركا. ولهذا الاستطلاع هامش خطأ تبلغ نسبته 3 في المائة.

وقال المشاركون في الاستطلاع إنهم يفصلون بين أداء بوش كقائد للقوات المسلحة وأدائه في المسائل المحلية، وانهم يولون اهتماما اكبر بقضية محاربة الإرهاب لتقييم أدائه الرئاسي.

وقالت ديبي ويلسون (40 سنة)، وهي حلاقة عاطلة عن العمل، من نيويورك: «بوش يؤدي عمله بشكل جيد في أفغانستان، لكن الاقتصاد في حالة تدهور». وأضافت ويلسون المناصرة للحزب الديمقراطي: «في ما يتعلق بنفوذ الشركات التجارية على الإدارة الأميركية، أنا تابعت الأخبار حول بوش وتشيني والأثرياء الكبار، لكنك لا تعرف الوضع بشكل حقيقي. كل البلد يبدو واقعا تحت نفوذ الشركات التجارية الكبرى. لكن ليس هناك معلومات كافية عن هذا الموضوع تحت تصرف الجمهور».

من جانب آخر، قالت بولا بتمان (40 سنة) من ولاية الاباما، إنها ظنت الرئيس بوش قائدا عظيما في محاربته للإرهاب، لكن لديها الآن أسئلة حول نفوذ المتبرعين في الحملات الانتخابية والشركات الكبرى على الحكومة. واضافت: «على الرغم من أن التداخل بين جمع التبرعات للحملات الانتخابية والشركات التجارية الكبرى هو موضوع يقلقني، لكنه لا يقلقني للدرجة التي افقد بها ثقتي بجورج بوش».

مع ذلك، تظل هناك أجوبة حادة تتعلق بممارسات بوش وتشيني التجارية السابقة في القطاع الخاص. ومع أن أغلبية المشاركين في الاستطلاع لا يعرفون الكثير عن المعاملات التجارية التي قام بها بوش وتشيني في الماضي، فان المشاركين عبروا عن شكوكهم في أن يكون الرئيس بوش ونائبه تشيني صريحين حقا في كشف ماضيهما التجاري.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»