أمين عام الحكومة الفلسطينية يدعو الفصائل إلى ميثاق شرف لمنع العمليات داخل إسرائيل

TT

ادانت السلطة الفلسطينية عملية التفجير التي نفذها فدائيان فلسطينيان في احد الاحياء الجنوبية في مدينة تل ابيب واسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة اربعة وعشرين اخرين. وفي بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «وفا» ادانت السلطة «العمليات التي تؤدي إلى قتل المدنيين الأبرياء، مثلما حدث الليلة (قبل الماضية) في تل أبيب، سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين أو عمالا أجانب، مؤكدة على خطورة ذلك على المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني».

وحملت السلطة الحكومة الاسرائيلية «جزءا كبيرا من المسؤولية نتيجة لاستمرار احتلالها للمدن والمخيمات والأراضي الفلسطينية إلى جانب الممارسات الخطيرة التي تقوم بها ضد جماهيرنا». وشددت على ان القمع الاسرائيلي هو الذي «يخلق المناخ الذي يؤدي إلى مثل هذه الأعمال التي رفضتها السلطة وأدانتها، حيث أن قتل المدنيين سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين لن يحل أية مشكلة، بل يؤدي إلى مزيد من المعاناة والآلام للشعبين الفلسطيني ـ الإسرائيلي». وحذر احمد عبد الرحمن امين عام مجلس الوزراء الفلسطيني من نتائج العمليات التي تستهدف المدنيين الاسرائيليين في قلب الخط الاخضر على اعتبار ان مثل هذه العمليات يضر بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ويسمح لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بمواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني.

ودعا عبد الرحمن الفصائل الفلسطينية الى التوقيع على ما اسماه بـ «ميثاق شرف» تتعهد فيه بعدم القيام بمثل هذه العمليات. لكن عبد الرحمن دعا الى تصعيد العمليات المسلحة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويسود غموض حول هوية الجهة التي نفذت العملية، ففي الوقت الذي اتصل مجهولون بوسائل الاعلام واعلن مسؤولية «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد عن العملية، الا ان «سرايا القدس» لم تصدر بيانا رسميا كما ان ايا من قادة الجهاد الاسلامي لم يبد أي استعداد للاعلان عن المسؤولية.

من ناحية ثانية ذكرت مصادر فلسطينية في مدينة نابلس ان قوات الاحتلال اعتقلت العشرات من سكان حي القصبة والبلدة القديمة في مدينة نابلس بسبب اطلاقهم الهتافات ابتهاجا بعملية تل ابيب الفدائية. وذكرت المصادر ان عناصر من لواء المظليين الذي يتمركز في المدينة داهمت البلدة القديمة واعتقلت 70 شابا بحجة تعبيرهم عن فرحتهم بعد تنفيذ العملية ونقلوا الى احد مراكز الاعتقال المتاخمة للمدينة.

وتواصلت عمليات القمع الاسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع. فقد ذكرت مصادر طبية فلسطينية ان فلسطينيا قتل عندما اطلق عليه جنود الاحتلال النار في بلدة سيلة الظهر قضاء جنين. واشارت المصادر الى ان عامر حنتولي من كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح قتل برصاص الجيش الاسرائيلي الذي اجتاح البلدة الليلة قبل الماضية.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت منع التجول على البلدة واقتحمت العديد من المنازل خلال عملية الاجتياح. وواصلت قوات الاحتلال عمليات المداهمة والاجتياح والاختطاف في مناطق مختلفة في مناطق الضفة . فمنذ فجر امس اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين في انحاء مختلفة من الضفة بحجة انهم مطلوبون للتحقيق لجهاز المخابرات الداخلية «الشاباك».

وفي رام الله ذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اعتقلت احد ابرز قادة حماس السياسيين في الضفة الغربية الشيخ جمال النتشة. وذكرت المصادر ان القوة الخاصة اعتقلت النتشة قرب مخيم قدورة المتاخم للمدينة. ويعتبر النتشة احد المطلوبين لقوات الاحتلال وقد سبق لجهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية بقيادة جبريل الرجوب ان اعتقله لسبعة اشهر وافرج عنه من معتقل الوقائي في اعقاب اندلاع انتفاضة الاقصى. وداهمت قوات الاحتلال منزل النتشة عدة مرات منذ البدء في عملية السور الواقي. وتدعي انه على علاقة بقيادة الجهاز العسكري لحماس «كتائب عز الدين القسام» . وشددت قوات الاحتلال من اجراءات الحصار والطوق المفروض على مدينتي رام الله والبيرة واقامت العديد من الحواجز على مداخل المدينتين.