مسؤول أوروبي كبير مكلف مكافحة الإرهاب: «القاعدة» لا تزال ناشطة في أوروبا وتجند أعضاء جددا

TT

أعلن مسؤول أوروبي كبير في ميدان محاربة الإرهاب، عن مواصلة «القاعدة» ومنظمات متطرفة أخرى كسب أعضاء جدد في أوروبا، وانها ما زالت تحتفظ بنشاطاتها في كل بلد أوروبي، على الرغم من مرور 10 أشهر على بدء حملة ملاحقة الناشطين المشكوك فيهم.

وقال النمساوي بيتر غريدلنغ، الذي أصبح هذا الشهر رئيسا لوحدة «يوروبول» المتخصصة في مكافحة الإرهاب، إنه حتى مع الدمار الذي لحق بمنشآت «القاعدة» في أفغانستان فإنها تبحث الآن عن أعضاء جدد لها. ويقع مقر «يوروبول» الرئيسي في لاهاي بهولندا، وهي وكالة استخبارات تعنى بفرض القانون في بلدان الاتحاد الأوروبي الذي يضم 15 بلدا. وأضاف غريدلنغ: «اكتشفنا وجود أعضاء مدربين على السلاح، ينتمون إلى «القاعدة»، في معظم بلدان الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى وجود المتعاطفين معها. نحن نعرف أنهم منتشرون في كل أوروبا وأن هناك اتصالات بينهم».

وجاءت تعليقات غريدلنغ في مقابلة صحافية، وهي تعكس مخاوفه من بقاء بعض ناشطي «القاعدة» متقدمين بخطوة على السلطات الأوروبية في ميداني التخطيط والتنفيذ. وضمن هذا السياق قال ماجنس رانستورب نائب مدير «مركز دراسات الإرهاب والعنف السياسي» التابع لجامعة سانت أندروس في اسكوتلندا: «الشبكات (الإرهابية) تتبدل وتتكيف بسرعة البرق».

وقدر رونالد جاكارد، رئيس «المرصد الدولي للإرهاب» الذي يقع مقره في باريس، عدد المعتقلين في قضايا لها صلة بالإرهاب، منذ 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، بأكثر من 200 شخص، موزعين في عدة بلدان أوروبية مثل بلجيكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وإيطاليا وإسبانيا. ففي الأسبوع الماضي، اعتقلت اسبانيا أربعة أشخاص يُعتقد أنهم ناشطون في «القاعدة». أما ألمانيا فقد اعتقلت في بداية هذا الشهر سبعة رجال بينهم شخص سكن مع محمد عطا، المشتبه في قيادته لهجمات 11 سبتمبر. واعتقلت الشرطة الفرنسية ثمانية أشخاص يشتبه في مشاركتهم في التخطيط لتفجير طائرة أثناء رحلتها من باريس إلى ميامي في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، وذلك عبر اخفاء متفجرات في حذاء البريطاني ريتشارد ريد.

مع ذلك، ما زال هناك المئات من أعضاء «القاعدة» أو منظمات إرهابية أخرى يتمتعون بحريتهم، حسب رأي جاكارد. وأضاف رئيس «المرصد الدولي للإرهاب»: «أنا متشائم جدا حول كبح جماح القاعدة في أوروبا. أظن أن تنظيم القاعدة ما زال على قوته حتى مع غلق معسكراته في أفغانستان ومقتل بعض قادته».

وقال جاكارد إن هناك سببين رئيسيين يعرقلان جهود المحققين الأوروبيين في محاربتهم للإرهاب:

ـ النقص الكبير في عدد المتكلمين للغة العربية، إضافة للغتي البشتو والأوردو، بين الوكالات الأمنية الأوروبية. إذ على الرغم من أن البشتو هي احدى اللغات الرئيسية في أفغانستان، والأوردو هي لغة باكستان، فإنه «ليس هناك سوى عدد قليل جدا من الأفراد القادرين على فهم الاحاديث الجارية بهاتين اللغتين، أو يستطيعون التغلغل إلى المساجد». وتواجه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) ومكتب المباحث الفيدرالي (إف بي آي) مشاكل مماثلة في هذا الميدان، حسب تقرير نشرته لجنة تابعة للكونغرس الأميركي، الأسبوع الماضي.

ـ عدم شمول بلدان شرق أوروبا بنشاطات المراقبة والرصد لـ«يوروبول»، إذ تستطيع الشبكات الناشطة هناك أن تقوم بتزوير وثائق الهوية الشخصية للإرهابيين. ويقول رانستورب: «لم تشرع أوروبا الشرقية بعد حتى في التعامل مع وجود خلايا القاعدة على أراضيها. كل المناخ يفضي إلى دخول الإرهاب إلى أوروبا عبر بلغاريا وجمهورية التشيك والبلقان».

من جانبها، تتوقع السلطات الأوروبية حدوث عمليات إرهابية داخل حدود بلدانها. ويقول جاكارد: «أوروبا الآن متورطة في أفغانستان وفي الحرب ضد الإرهاب. لذلك أصبحت هدفا مثلما هي الحال مع الولايات المتحدة. لسوء الحظ، هناك تخطيط لهجوم كبير في أوروبا».

* خدمة «يو إس إيه توداي» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)