3 شهداء جدد ومواجهات بعد إعلان التفاهم بين عرفات وبيريس

الشرطة الفلسطينية تحاول منع المتظاهرين من الوصول إلى محاور التماس وإسرائيل تسحب الدبابات من مناطق الاحتكاك

TT

رام الله: «الشرق الأوسط» قوبل الاتفاق الفلسطيني ـ الاسرائيلي الذي توصلت اليه القيادة الفلسطينية مع شيمعون بيريس الليلة قبل الماضية بالرفض الشديد من جميع قطاعات الشعب الفلسطيني التي اصرت على مواصلة الانتفاضة بل ودعت القوى والفصائل الوطنية والاسلامية الى تصعيد الانتفاضة التي يبدو انها بدأت تأخذ منحى جديدا بعد عملية التفجير في مدينة القدس المحتلة.

وسقط شهيدان فلسطينيان برصاص الاحتلال الاسرائيلي الذي ازاح بعض آلياته ودباباته عن نقاط الاحتكاك مع الشبان الفلسطينيين، في محاولة منه لاظهار التزام بالاتفاق مجهول البنود. وتوفي شاب ثالث وهو عدلي غسان عبيد (12سنة) من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، متأثرا بجراح اصيب بها في البطن والصدر اول من امس في المواجهات التي وقعت قرب معبر المنطار شرق غزة.

واستشهد صباح امس الشاب خالد احمد رزق (18 سنة) من بلدة حزما قرب القدس اثر اصابته بعيارين ناريين لأحد افراد قوات المستعربين في جيش الاحتلال الاسرائيلي. واستشهد الفلسطيني الثاني وهو يزن الخلايقة امس خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي قرب قرية الخضر التي شهدت اول من امس اشد المعارك المسلحة واستخدم فيها الجيش الاسرائيلي الطائرات والدبابات في محاولة لانقاذ مجموعة من الجنود حاصرتها قوات من الامن الوطني الفلسطيني عندما حاولت دخول القرية. واسفرت المواجهات في هذه القرية عن مقتل جنديين اسرائيليين وجرح 4 آخرين ومقتل شرطي فلسطيني.

ودارت مواجهات عنيفة في محيط مستوطنة كفار داروم رشق خلالها الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة قوات الاحتلال المتمركزة هناك. ورد الجنود باطلاق النار فأصابوا خمسة شبان بجروح، بينهم فتى اصيب بعيار ناري في الصدر وحالته خطيرة ونقل الى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج.

ووقعت مواجهات أخرى قرب حاجز التفاح غرب مخيم خان يونس حيث رشق الشبان القوات الاسرائيلية المتمركزة بالحجارة والزجاجات الفارغة ورد الجنود باطلاق العيارات النارية واصابوا 5 فلسطينيين بجراح، بينهم الطفل ايوب محمد ابو شاب (13 سنة) اصيب بعيار ناري في عينه وحوّل الى مستشفى النصر للعيون بغزة. واصيب العشرات بحالات الاختناق والاغماء نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي اطلق بكثافة. وفي تطور لاحق اطلق مسلحون النار باتجاه قوة عسكرية اسرائيلية تتمركز غرب حي الامل في خان يونس ولم يبلغ عن اصابات. وعادت المواجهات الى مفرق الشهداء قرب مستوطنة نيتساريم بعد هدوء 3 اسابيع حيث رشق مجموعة من الصبية الموقع العسكري بالحجارة ورد الجنود باطلاق الاعيرة النارية بشكل عشوائي فأصابوا اثنين بالرصاص الحي واربعة بالعيارات المعدنية. وشيع آلاف المواطنين الفلسطينيين ثلاثة شهداء هم عدلي عبيد واحمد سليمان ابو تايه (14 سنة) وابراهيم رزق عمر (13 سنة) وكلاهما من مخيم الشاطئ.

وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الجيش الاسرائيلي اعتقلت الليلة قبل الماضية ثلاثة مواطنين من عائلة ابو سعود على طريق البحر في رفح، عرف منهم نافذ ابو سعود البالغ من العمر 33 سنة.

وعلى صعيد تنفيذ الاتفاق بدأت السلطة الفلسطينية اجراءات فعلية على الارض تطبيقاً لاتفاقها مع قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح امس. وانتشرت قوات الامن الوطني في محيط المنطقة ومنعت أي متظاهر من الاقتراب ورشق الحجارة، الامر الذي اثار استياء الفلسطينيين. وعند معبر ايريز وضعت قوات الامن الفلسطيني حاجزاً جديداً قبل الحاجز الاسرائيلي ومنعت أي فلسطيني من تجاوزه والقيام بأعمال رشق الحجارة والتظاهر. وانطلقت مظاهرات طلابية صباح امس من مدارس جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وشمال غزة وعندما اقتربت من حاجز ايريز تصدت لها قوات من الامن الفلسطيني ومنعتهم من الاقتراب واعادتهم الى منازلهم وهو ما اكده شبان فلسطينيون، قائلين ان قوات الامن الفلسطينية منعتهم من رشق الحجارة، وشوهدت حواجز امنية فلسطينية في جميع مناطق التماس والاحتكاك مع قوات الاحتلال. واجبرت قوات من الشرطة في انحاء مختلفة من قطاع غزة الطلاب على الانتظام في المدارس خشية خروجهم بعد الدراسة في مظاهرات ومسيرات وحدوث صدامات مع قوات الاحتلال. ومنذ ساعات الصباح تراجعت الدبابات الاسرائيلية والآليات العسكرية من مجنزرات ومصفحات في مناطق الاحتكاك والتماس في قطاع غزة مثل معبر المنطار (كارني) شرق غزة. وذكر شهود عيان ان الدبابات التي كانت تحتل شارع صلاح الدين عند مستوطنة كفار داروم القريبة من دير البلح تراجعت الى داخل المستوطنة لكن المارة في الشارع يشاهدونها. وشرع الجيش الاسرائيلي بازالة مظاهر العسكرة. ففي معبر المنطار تراجعوا نحو 200 متر واعادوا لقوات الامن الوطني موقعا كانوا قد دمروه خلال المواجهات. واعادت القوات الاسرائيلية الدبابات التي كانت منتشرة على طول شارع صلاح الدين الواصل بين شمال وجنوب قطاع غزة من فوق دير البلح الى مفرق المطاحن قرب خان يونس الى داخل مستوطنة كفار داروم والمواقع العسكرية الاسرائيلية.

وفي رفح سحبت اسرائيل دباباتها من مناطق الاحتكاك وخففت من وجودها على الحدود المصرية ـ الفلسطينية ونصبت قوات الامن الوطنية الفلسطينية حواجز على الطريق العام قرب بوابة صلاح الدين ونشرت قواتها بجوار السلك على الحدود وفي محيط المناطق التي كانت تشهد اشتباكات وازالت القوات الاسرائيلية الموقع العسكري رقم 4 الذي اقامته قبل ايام قرب معبر كيسوفيم عقب اتفاق بيريس عرفات.