بوش وغور يسعيان لكسب أصوات المسلمين والعرب الأميركيين

40% يؤيدون المرشح الجمهوري و24% يميلون للديمقراطي و25% يساندون رالف نادر

TT

في الوقت الذي يشعر فيه العديد من الاميركيين بالملل من النظام السياسي يتحمس العديد من المسلمين الأميركيين للعثور على مكانة لهم في المجتمع والتعبير عن القضايا المحلية والخارجية التي تهمهم.

ومن بين أعضاء الحركات الاسلامية الاميركية الناشطة في مجال العمل السياسي، مصطفى تاميز، وهو مندوب اعلانات في هيوستون ويشارك بحماسة في الانشطة السياسية، وصعد في مناصب عدة داخل الحزب الديمقراطي بتكساس وهو اليوم عضو في لجنة الترشيح بالولاية. وقد انضمت زوجته سلمى الى خمسين مسلماً آخر أعضاء في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي. ويقول تاميز «لقد كبرت في هذا البلد. وقد هاجر والدي الى هنا، وقيل لي دائما ان هذه هي أرض الفرص».

أما طاهر علي، مهندس البرمجيات ورئيس فرع ماساشوستس لتحالف المسلمين الاميركيين، فهو ناشط في دوائر الحزب الجمهوري بالولاية وكان مستشارا في قوة العمل في حملة الرئاسة للحزب الجمهوري في انتخابات عام 1996.

كريم محمد، الأميركي المسلم من أصل افريقي، ترشح هو الآخر خلال العام الحالي لمجلس نواب ولاية متشيغان. ورغم خسارته في الانتخابات التمهيدية، فإن خبرته شجعته على المحاولة مرة اخرى بعد عامين.

لقد بدأ المسلمون الاميركيون يلفتون انتباه الحزبين في انتخابات الرئاسة بسبب اماكن إقامتهم وأنشطتهم. فهم يتركزون في الولايات التي يطلق عليها وصف «ولايات المواجهة» مثل اوهايو ومتشيغان وبنسلفانيا والينوي وكاليفورنيا وتكساس، ويؤكد مركز جون زغبي لاستطلاعات الرأي أن اصوات المسلمين يمكن ان تؤدي الى ترجيح في النتائج.

ومع تقارب فرص المرشحين الديمقراطي والجمهوري في ولاية ميتشيغان مثلاً، فقد بدأ كل من آل غور وجورج بوش في استمالة الجالية العربية في الولاية التي يقدر عددها بحوالي 275 الف عربي اميركي (نصفهم من المسيحيين) اضافة الى 450 الفاً من المسلمين الآخرين.

وكانت منظمتان تابعتان للجالية المسلمة قد ايدتا في الآونة الأخيرة جورج بوش الابن. ويقول كاي سبلاني من فرع متشيغان لمجلس العلاقات الاميركية الاسلامية «اعتقد ان الناس هنا يشعرون ان الحزب الجمهوري بصفة عامة، وبوش بوجه الخصوص، سيثبت انه اكثر مرونة في السياسة الخارجية في منطقة الشرق الاوسط».

وقد شجع تحالف للمنظمات الاسلامية القومية، يعتبر أن أصوات المسلمين قد تحدد النتيجة، اعضاء الجاليات في التفكير بالتصويت ككتلة واحدة. ففي 23 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي ايدت لجنة العمل السياسي للجنة التنسيق السياسي للمسلمين الاميركيين، بوش ايضا، مشيرة الى تقاربه من الجالية الاسلامية، وموقفه في قضية داخلية هامة، وتوقعهم بأن يكون مرناً في السياسة الخارجية. ويقول سيد احساني، رئيس تحالف المسلمين الاميركيين في تكساس، لقد «شعر العديد من المسلمين بالسعادة ان بوش تحدث خلال الجولة الثانية من الحوار مع آل غور عن ملفات العرب الاميركيين وموضوع الادلة السرية».

وكان مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية قد اصدر أخيراً نتائج استطلاع كشف فيه عن تغير اساسي في تفضيلات المسلمين منذ شهر يونيو (تموز). ففي الاستطلاع الاخير تبين أن 40 في المائة من الناخبين يؤيدون بوش مقابل 25 في المائة يؤيدون رالف نادر، المرشح ذا الأصل اللبناني، و24 في المائة يؤيدون آل غور.

وتواجه جهود المسلمين لدخول الساحة السياسية احيانا صعوبات كبيرة. ففي انتخابات نيويورك لاختيار عضو مجلس الشيوخ، اعادت هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأميركي تبرعات اعضاء تحالف الاميركيين المسلمين بعد اتهام رئيس التحالف اغا سعيد، وهو استاذ للعلوم السياسية، بتأييد الكفاح المسلح ضد اسرائيل. كما اعاد بوش ايضا بعض تبرعات المسلمين. ويصر الدكتور سعيد ان تعليقاته أسيء تفسيرها وانه يؤيد عملية السلام.

ويتعرض العديد من المسلمين الى تحديات من هذا القبيل، ويشعر أغلبهم بوجود جهود مكثفة تبذل لحرمانهم من تحقيق مكاسب سياسية. وقد شنت الجاليات الاسلامية بزعامة مجلس العلاقات الاميركية ـ الاسلامية حملة في المساجد والمراكز الاسلامية لحث المسلمين على تسجيل اصواتهم.

والمعروف ان المسلمين في الولايات المتحدة يميلون الى التحالف مع الحزب الديمقراطي إذ كشف استطلاع اجرته مؤسسة زغبي ان 46 في المائة يؤيدون الحزب الديمقراطي مقابل 18 في المائة للحزب الجمهوري و26 في المائة مستقلين.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»