اعتقال نائب الترابي ومساعديه وعشرات من مناصريه في الخرطوم وولايات السودان

الشرطة السودانية: المعتقلون كانوا يخططون لأعمال تخريبية لزعزعة الأمن

TT

شنت سلطات الامن السودانية فجر امس حملة اعتقالات واسعة في اوساط حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يقوده الدكتور حسن الترابي، واعتقلت اكثر من 51 شخصا من بينهم قيادات بارزة في الحزب مثل نائب الامين العام الدكتور عبد الله حسن احمد، ومحمد الامين خليفة عضو مجلس قيادة الانقاذ العسكري رئيس البرلمان السابق وأمين امانة الاعلام في المؤتمر الشعبي، وابراهيم السنوسي مسؤول العلاقات الخارجية والي شمال كردفان السابق، بالاضافة الى عشرات الكوادر والطلاب ومنسوبي الحزب وقياداته في العاصمة والولايات، في أكبر حملة تستهدف الحزب منذ انشائه قبل عامين، فيما اشارت انباء اخرى الى اعتقالات في حزب الامة جناح الصادق المهدي.

وقالت الشرطة السودانية في بيان ان عناصر من المؤتمر الشعبي كانت تخطط لزعزعة الامن في وقت تتجه فيه البلاد الى تحقيق السلام، ودفعت بعناصرها للاعتداء على منزل الامين العام للمؤتمر الوطني ابراهيم احمد عمر. وقال البيان ان اجهزة الامن توصلت الى معلومات مؤكدة بأن «المؤتمر الشعبي كان يخطط لعمل تخريبي واسع وكبير يهدف لنسف الاستقرار وخلق فوضى عامة بهدف اعاقة مسيرة السلام الجارية هذه الايام في ماشاكوس وجر البلاد الى ساحات الاقتتال والتخريب وذلك بدافع الحسد والغيرة السياسية بعد ان تجاوزتهم الاحداث».

وقال المحامي محمد الحسن الامين، وهو أحد قيادات الشعبي في اتصال مع «الشرق الأوسط»، ان الاعتقالات بدأت في الثانية من صباح امس بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت غرينتش) باعتقال نائب الترابي، واعتقل السنوسي في الثالثة، ومحمد الامين خليفة في الرابعة، واشار الى ان من بين المعتقلين بدر الدين طه امين المكتب السياسي (مصادر اخرى قالت انه لم يعتقل بل اختفى)، وصديق احمد وسليمان جاموس ومحمد ادريس وأنس الزمزمي، من اعضاء المكتب السياسي، وعبد الله علي النور امين الحزب في الابيض، وعشرة من مكتب امانة ولاية شمال دارفور من بينهم امين المكتب، وعدد من الكوادر بمدينة مدني (ولاية الجزيرة) و28 من الطلاب في الخرطوم. وقال صديق نجل الدكتور حسن الترابي في تصريحات صحافية، ان السلطات داهمت داخليات طلاب جامعة السودان، واعتقلت 28 اطلقت سراح 20 منهم لاحقاً، كما قامت بحملة مماثلة على داخلية طلاب جامعة النيلين واعتقلت 4، ثم اطلقت سراح اثنين. ويضاف هؤلاء الى الطلاب العشرة الذين اعتقلوا لاتهامهم بالاعتداء على منزل البروفسور ابراهيم احمد عمر الامين العام للمؤتمر الوطني الاسبوع الماضي. وقد جرت تظاهرة محدودة مساء امس في قلب العاصمة الخرطوم يعتقد ان الشعبي هو الذي نظمها. وتصدت لها الشرطة وفرقتها. وجاء الاعتقاد بأن الشعبي هو الذي نظمها لطبيعة الشعارات التي رفعها المتظاهرون.

وأكد محمد الحسن الامين انه لا يعرف اي سبب لهذه الاعتقالات، وأشار الى ان التظاهرات الطلابية التي قام بها أخيرا بعض انصار المؤتمر الشعبي احتجاجا على تمديد اعتقال الترابي «شيء طبيعي ورد فعل محدود وليس فيه اي تجاوز، ومتوقع حتى من جانب الحكومة نفسها». واضاف «ما اذا كانت الاعتقالات بسبب اتفاق ماشاكوس وتحفظاتنا عليه، فهذا ليس بجديد». وأكد ان تحفظات الشعبي هي نفسها تحفظات الحكومة، مشيرا الى ان اي حزب لديه نفس التحفظات. وأضاف «نحن نرحب بالسلام بصورة عامة ولكن لدينا تحفظات من الناحية الفكرية، نحن لا نختلف مع الحكومة اذا كانت هي ملتزمة من حيث التوجه الاسلامي ومسألة الوحدة الوطنية مع اقرار حق الجنوب في تقرير المصير، ومسألة اطلاق الحريات والديمقراطية في المرحلة المقبلة، والحكم الفيدرالي، كلها نفس التوجهات». وتابع: «نحن رفضنا التوقيع على مذكرة بعض الاحزاب المعارضة حول اتفاق ماشاكوس، لاختلافات فكرية حول هذه القضايا». ووصف المحبوب عبد السلام مسؤول الاعلام في المؤتمر الشعبي في الخارج الاعتقالات بانها «انتهازية يائسة تريد ان تصور المؤتمر الشعبي في خانة المعارض لاتفاق ماشاكوس»، قائلا ان «محور الشر في الانقاذ عاجز عن ممارسة اي سياسة لذلك فهو يلجأ لاستعمال آلة الامن القمعية».