ناشطون وسياسيون في بريطانيا يعربون عن ترحيبهم بتصريحات الحاخام الأكبر الناقدة لإسرائيل

TT

تواصلت امس ردود الفعل على تصريحات كبير الحاخامات الارثوذكس البريطانيين جوناثان ساكس التي انتقد فيها اسرائيل. ورحب جيرالد كوفمان، وهو وزير سابق ونائب يهودي معارض لسياسات إسرائيل الحالية، بهذا التغير الواضح في موقف الدكتور ساكس. لكن آخرين اعتبروا ان ما نُسب الى كبير الحاخامات قوله في إطار المقابلة التي أجرتها معه صحيفة «الغارديان» البريطانية أول من امس، لايمثل أي جديد. وأكد ناشطون مؤيديون للسلام أنهم لا يتفقون مع ساكس في كل ما قاله، على رغم أن آراءه ستؤدي الى تشجيع الحوار في الاوساط اليهودية مما سيعود بالنفع على الحملة المعارضة للاحتلال.

وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول رأيه بوجهات النظر التي عبر عنها ساكس أول من امس، قال كوفمان عبر الهاتف «انا أشعر بالامتنان لان الدكتور ساكس قد ادرك اخيراً (صحة) ما كنت أقوله انا منذ زمن طويل». وتابع الوزير السابق «ومن المفيد انه أعرب عن هذه الآراء». ولدى استيضاح كوفمان عما إذا كان يستغرب هذه التصريحات خصوصاً انه انتقد ساكس قبل اسابيع لاتهامه كل من يعارض سياسات رئيس الوزراء آرييل شارون بالعداء للسامية، اكد النائب اليهودي «لقد تحول كبير الحاخامات وصار موقفه مختلفاًُ (عن ذاك الموقف الذي عبر عنه قبل اسابيع) ويجب أن لا ننتقده الآن على شيء قام به في الماضي». وأكد كوفمان «إن ما صرح به (ساكس) جيد ويستحق الترحيب». ومن جانبها أكدت بيتي هنتر الامينة العامة لـ«حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني» في بريطانيا، في اتصال مع «الشرق الأوسط» إنها «سعيدة للغاية باتخاذ كبير الحاخامات موقفاً علنياً ضد الاحتلال غير المشروع». واضافت «لانوافق الدكتور ساكس على بعض ماقاله، وخصوصاً ماسماه عدم قيام الفلسطينيين بقفزة ملموسة باتجاه السلام». وزادت «ماذا ينبغي بالفلسطينيين أن يفعلوه أكثر من تخليهم عن 78 بالمائة من ارضهم التاريخية في سبيل السلام في إطار اتفاقية اوسلو؟». بيد انها اردفت «إن تصريحاته مهمة وهي ستحرك النقاش في الاوساط اليهودية وهي تمثل تغيراً مهماً في موقفه المعروف». وقالت إن هناك «تحول المزيد من اليهود في الغرب الى صف معارضة شارون ولا بد أن ساكس أراد التعبير عن ذلك».

واعتبر كريس دويل، المدير المؤقت لـ«مجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني» (كابو) في مكالمة مع «الشرق الأوسط» إن خطوة ساكس «مهمة وجديرة بالترحيب مع انها جاءت متأخرة، وافتقرت لشيء من الاعتراف بمعاناة الطرف الآخر». وقال «انا اخالف هؤلاء الذين لم يروا في هذه التصريحات تحولاً مهماً في مواقفه، فلم أسمع باي انتقاد وجهه لإسرائيل من قبل». وأوضح إن «التذمر في أوساط اليهود يتزايد، والارجح أن ذلك شجع كبير الحاخامات على الادلاء بهذه الآراء غير المسبوقة». أما تيريزا فايزل، رئيسة جمعية «السلام العادل» اليهودية البريطانية فرحبت بآراء كبير الحاخامات. وقالت «إن هذه التصريحات تدل على تبدل في موقف كبير الحاخامات، يجعله أكثر اقتراباً من ناشطي السلام اليهود الذين يعملون في إسرائيل وخارجها بهدف تسليط الضوء على مساوئ الاحتلال ووجوب وضع حد نهائي له لأنه يسيء أيضاً الى الاسرائيليين». إلا انها اوضحت ان إقدام ساكس على هذه «المجازفة» لا يعود بالضرورة الى نجاحات معسكر السلام اليهودي، خصوصاً ان هذا المعسكر «أقلية صاخبة ضمن اليهود».