حركة سلام إسرائيلية نسائية تدعو لإخلاء المستوطنات

TT

تأسست في اسرائيل، هذه الايام، حركة سلام جديدة باسم «نساء وامهات لأجل السلام» تضع امامها كمهمة اساسية النضال من اجل اخلاء المستوطنات اليهودية الاستعمارية في المناطق الفلسطينية المحتلة، خصوصا تلك النائية المغروسة في قلب التجمعات العربية.

وقد بادرت لاقامة هذه الحركة مجموعة من امهات الجنود الاسرائيلين، اللواتي كن من قادة منظمة «اربع امهات»، التي ناضلت من اجل الانسحاب الاسرائيلي من طرف واحد من لبنان.

وكان لنشاطها تأثير كبير لدرجة ان ايهود باراك رئيس الوزراء تبنى شعارها الاساسي في معركته الانتخابية، ثم نفذ هذا الشعار، عندما انسحب من طرف واحد من لبنان.

وقالت احدى مؤسسات الحركة، زوهرة عينتابي، انها اختارت النضال من اجل ازالة المستوطنات النائية والاستفزازية، مثل الاستيطان اليهودي في قلب مدينة الخليل و11 مستوطنة اخرى مزروعة داخل تجمعات فلسطينية لان الجمهور الاسرائيلي بغالبيته الساحقة يؤيد هذا الاخلاء. واضافت: «ان الجمهور عندنا يخشى من رفع هذا المطلب حتى لا يبدو الامر بمثابة رضوخ للانتفاضة الفلسطينية. ولكن، نحن الامهات، يهمنا مصير وحياة ابنائنا الجنود اكثر مما تهمنا «الهيبة والكبرياء» الكاذبتان. ولذلك قررنا الخروج بهذه المعركة، وكلنا ثقة بأننا سننجح، لان الجميع يعرفون اننا في نهاية المطاف سننسحب من هذه المناطق. والقضية هي قضية وقت لا اكثر. والفارق هو اننا لا نريد ان تراق نقطة دم واحدة لابنائنا او لابناء الشعب الفلسطيني ونريد لهذا الاجراء ان يتحقق الآن، حتى نوفر على شعبينا الضحايا».

وردا على سؤال بخصوص بقية المستوطنات قالت عينتابي: هذه قضية كبيرة، لا يوجد تأييد كبير لها في الوقت الحاضر، وهناك امل بأن يتفق المفاوضون بشأنها، على اساس تبادل مناطق. فحسب الافكار التي طرحت في كامب ديفيد، يوافق الفلسطينيون على ابقاء الكتل الاستيطانية اليهودية وضمها الى اسرائيل مقابل الحصول على اراض بالمساحة نفسها من اسرائيل. ولذلك نترك هذا الموضوع ونركز على القضايا التي يمكن تجنيد جمهور واسع وراءها.

وعن الفارق بين نشاط هذه الحركة وبين نشاط منظمة «اربع امهات» التي كافحت للانسحاب من لبنان، قالت: «حركتنا الجديدة اوسع من حركتنا السابقة، من الناحية التنظيمية. ونأمل ان يكون نشاطنا اوسع واكثر تأثيرا. لكن هناك فارقا جوهريا آخر. ففي حركة «اربع امهات»، لم ننجح في ايجاد سبيل للتعاون مع الامهات اللبنانيات. ولكن، في حركتنا الجديدة، نجد امكانية واسعة للتعاون مع نساء فلسطينيات. وقد قمنا بجس النبض معهن، فوجدنا تجاوبا كبيرا. كما لمسنا تجاوبا من السلطة الفلسطينية، وسيكون لنا لقاء مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات».

وتنوي الحركة الجديدة القيام بسلسلة مظاهرات في البلاد، تدعو فيها رئيس الحكومة باراك لأن يتحلى بضبط النفس ويكف عن تصعيد التوتر من طرفه. وقالت عنتابي انها ستتوجه برسالة مشتركة بهذه الروح الى كل من باراك وعرفات.