العراق يستأنف رحلات الطيران الداخلية ويرفض طلب واشنطن الإبلاغ عن مواعيد إقلاع الطائرات

TT

بغداد ـ القاهرة ـ أ.ف.ب: نفى نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز امس ما وصفه بـ«ادعاءات اميركية» بخطر تشكله المضادات الجوية العراقية على الرحلات الداخلية في العراق، فيما اعلن وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف في القاهرة امس ان بلاده لا تأبه بالتحذيرات الاميركية من الرحلات الجوية في شمال وجنوب العراق بعد استئناف الرحلات الداخلية للخطوط الجوية العراقية.

وفي تطور آخر يؤكد تصميم بغداد على استئناف الرحلات الجوية الداخلية رغم موقف الادارة الاميركية منها، قال وزير النقل العراقي احمد مرتضى أحمد امس انه رفض طلبا اميركيا يتعلق بابلاغ واشنطن عن مواعيد الرحلات الداخلية للطيران العراقي.

وكان طارق عزيز قد ابلغ الصحافيين في تصريح بمناسبة الاحتفال بمرور 1200 عام على تأسيس «بيت الحكمة» امس، ان «الاميركيين يتصورون ان الناس جهلة ويمكن بالتالي ان يمرروا ادعاءاتهم الكاذبة». واضاف ان «هذه الادعاءات تشكل تزويرا مكشوفا يستطيع ان يميزه كل مختص في الطيران المدني»، مؤكدا انها «لن تعيق اطلاقا الطيران المدني بين بغداد والبصرة والموصل».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر صرح الجمعة الماضي ان «الرحلات الانسانية الاخيرة الى بغداد تثير قلقنا في ما يتعلق بسلامة الطائرات العاملة في اي منطقة داخل العراق». واضاف «نحن قلقون خصوصا من النشاطات العراقية الهجومية جنوب خط العرض 33 وشمال خط العرض 36»، وهما منطقتا الحظر اللتان تراقبهما الولايات المتحدة وبريطانيا في طلعات جوية شبه يومية فوق شمال العراق وجنوبه.

واوضح المتحدث الاميركي انه «من الضروري ان تتجنب اي طائرة اجنبية في رحلتها من والى العراق هاتين المنطقتين وتتبع الممرات الجوية الاكثر امانا بين خطي العرض 33 و36». وقال باوتشر ان القوات العراقية نشرت خارج هذا الشريط عددا كبيرا من المدفعيات المضادة للطيران وصواريخ ارض ـ جو «تطلق النار بشكل روتيني» على الطائرات الاميركية والبريطانية التي تحلق في منطقتي الحظر.

الا ان طارق عزيز اكد في التصريحات التي بثتها وكالة الانباء العراقية «عدم وجود اي خطر على الاطلاق من تسيير الرحلات المدنية»، موضحا ان «الطيران المدني من مدينة الى اخرى يتم برحلات محددة بتوقيتات معروفة وبممرات معروفة ايضا». وبدوره قال وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف ردا على الصحافيين حول استئناف الرحلات الى شمال وجنوب العراق بالرغم من مناطق الحظر الجوي التي تفرضها واشنطن ولندن «ان هذه الرحلات ستستمر رغم التهديدات حيث تهدف لتحطيم العمل الاجرامي الاميركي ـ البريطاني بفرض منطقتي حظر الطيران غير الشرعيتين».

وفي تأكيده رفض طلب واشنطن الابلاغ عن مواعيد الطيران الداخلي، قال وزير النقل العراقي احمد مرتضى احمد للصحافيين قبيل اقلاع الطائرتين من بغداد الى البصرة (جنوب) والموصل (شمال) «نحن احرار في ارضنا واجوائنا ولا يوجد قرار دولي يمنع الطيران» فوق العراق.

وكان الوزير العراقي يرد على سؤال عن طلب من جانب الولايات المتحدة بالابلاغ عن مواعيد الرحلات الداخلية العراقية التي لم تعتبرها الامم المتحدة مخالفة للحظر الجوي. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن مرتضى قوله ان «الرحلات الداخلية ستستمر يوميا وبواقع رحلة واحدة الى كل من البصرة والموصل لتسهيل سفر المواطنين». واكد مجددا ان العراق «لا يعترف بما يسمى منطقتي حظر الطيران لانهما فرضتا عليه من قبل الادارة الاميركية وتابعتها بريطانيا».

وردا على سؤال عن تأخر استئناف الرحلات الداخلية عشر سنوات، اكد مرتضى ان «هذا التأخير جاء نتيجة للاضرار التي الحقتها طائرات العدوان بالمطارات وعدم توفر السلامة الجوية للطائرات». واكد ان العراق «استكمل الآن اعادة تأهيل المطارات التي اصبحت جاهزة لاستقبال الطائرات». وكان العراق استأنف امس حركة النقل الجوي الداخلي المتوقفة منذ عشرة اعوام، وذلك باقلاع طائرتين من بغداد الى البصرة (جنوب) والموصل (شمال).

وذكرت وكالة الانباء العراقية ان طائرتين تابعتين لشركة الخطوط الجوية العراقية اقلعتا امس من مطار بغداد الدولي واحدة الى البصرة (جنوب) والثانية الى الموصل (شمال) معاودة بذلك الرحلات الجوية الداخلية المعلقة منذ حرب الخليج في 1991.

وتقع البصرة في منطقة الحظر الجوي التي تفرضها الولايات المتحدة وبريطانيا في جنوب العراق بينما تقع الموصل في تلك المفروضة في الشمال.