مسؤولون أميركيون: قرص مدمج تسلمناه من حكومة أجنبية وراء صدور مذكرة التوقيف بحق السعودي الرشيد

TT

كشف مسؤولون اميركيون ان مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (اف. بي. آي) اصدر الاربعاء الماضي مذكرة التوقيف الدولية بحق الشاب السعودي سعود عبد العزيز سعود الرشيد (21 سنة) بعد فحص قرص مدمج تلقاه المكتب قبل ثلاثة اشهر ويحتوي على صورة لجواز سفره وصور لعدد من منفذي هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وقال المسؤولون انهم لا يمكنهم تفسير سبب عدم فحص مكتب المباحث للقرص الذي حصلت عليه الولايات المتحدة من حكومة اجنبية في مايو (ايار) الماضي، الا الاسبوع الماضي، عدا القول ان «اف. بي. آي» كان مشغولاً بفحص الكثير من الادلة التي حصل عليها في اعقاب احداث 11 سبتمبر.

وقال بروس غبهارت الذي عين في الآونة الاخيرة نائباً لمدير مكتب المباحث انه لا توجد ادلة تفيد بان الرشيد متورط مع الخاطفين او مع شبكة «القاعدة». واضاف غبهارت «ان هذه المعلومات جاءت من عملية بحث بالخارج، وكانت عبارة عن صورة جواز سفر مع مجموعة اخرى من الصور». وتابع غبهارت الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في وزارة العدل «كانت صورته مع مجموعة اخرى من الصور الخاصة بالخاطفين، ولسنا بصدد القول انه على علاقة بهم. ولكن من الواضح انه يجب ان نكون متيقظين والتأكد من ابلاغ الجميع». واوضح غبهارت انه «ليست لدينا اي ادلة على وجوده في الولايات المتحدة. واذا كان في الولايات المتحدة، فيمكن لشخص ما التوصل اليه، ونحن نود بالتأكيد استجوابه».

وحث مكتب المباحث اجهزة الشرطة الاجنبية على الاتصال بالسفارات او القنصليات الاميركية في حال تلقوا اي معلومات عن مكان وجود الرشيد.

وتبين صورة جواز سفر الرشيد الموجودة على القرص، انه من مواليد 30 يناير (كانون الثاني) 1981 في الرياض، وان الجواز صدر يوم 29 مايو (ايار) 2000 في الرياض.

وذكر المسؤولون ان الدولة التي حصلت على القرص المدمج طلبت عدم الكشف عنها بسبب قلقها من ان التعاون مع الولايات المتحدة ربما يثير غضب الجماعات المعارضة لديها. ولدى سؤال المتحدث عما اذا كانت هذه الدولة هي باكستان، حيث تعارض الجماعات الاصولية هناك تعاون الحكومة مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب، امتنع المسؤول عن التعليق.

وذكر مسؤول آخر في اجهزة تطبيق القانون، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان الرشيد لم يكن معروفا من قبل لدى اجهزة تطبيق القانون او الوكالات الاستخباراتية. وقال هذا المسؤول «لم يظهر اسمه في اي من قواعد المعلومات الخاصة بنا، وهو غير معروف لدى كل المحققين في احداث 11 سبتمبر».

وذكر مسؤولون اميركيون انهم لا يعرفون الجهة او الشخص الذي اعد القرص المدمج ولا مكان العثور عليه. واوضحوا ان الصور الخاصة بخاطفي الطائرات في احداث 11 سبتمبر على القرص المدمج كانت مشابهة لصورة جواز سفر الرشيد، معربين عن اعتقادهم بان معدي القرص كانوا يهدفون للاحتفاظ بصور اعضاء المجموعة التي نفذت هجمات 11 سبتمبر.

واضاف المسؤولون ان اهمية المعلومات التي يحتويها القرص اتضحت يوم الخميس الماضي خلال اعادة تقييم للقرص المدمج. فبعد مشاورات مع وكالات الاستخبارات يوم الجمعة الماضي وخلال عطلة الاسبوع، قرر مكتب «اف. بي. آي» اصدار مذكرة التوقيف في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء.

واشار المسؤولون عن تطبيق القانون الى ان التأخير في الاطلاع على المعلومات المتوفرة ناجم عن الحجم الهائل من الادلة التي تدفقت على مكتب المباحث خلال الشهور الاخيرة من افغانستان وغيرها من الدول التي كانت «القاعدة» تنشط فيها. وقال مسؤول اميركي «يجب اجراء تحليل دقيق جداً لكل المعلومات التي تأتينا».

ويشعر مكتب المباحث بالاحباط لفشله في الوصول الى عناصر يحتمل ان تكون ساعدت الخاطفين على تنفيذ هجمات سبتمبر. ولم تضع السلطات الاميركية ايديها حتى الآن الا على الفرنسي المغربي الاصل زكريا موساوي (34 سنة) الذي اتهمته بالضلوع في مؤامرة 11 سبتمبر وقالت انه كان سيشارك في الهجمات لولا وجوده يوم الاعتداءات داخل السجن لمخالفته قوانين الهجرة.

وكان مدير مكتب المباحث الفيدرالي روبرت مولر وغيره من المسؤولين قد ذكروا ان الخاطفين لم يتركوا اي اثر حول مخططهم لتنفيذ الهجمات. وقال مولر في ابريل (نيسان) الماضي، «في تحقيقاتنا، لم نتوصل الى دليل واحد، سواء في الولايات المتحدة او في افغانستان او غيرها، يشير الى اي جانب من مؤامرة 11 سبتمبر».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»