إسرائيل تعتزم الإفراج عن بحارة «كارين إيه» المصريين والقاهرة تعتبر الخطوة انتصارا لموقفها

TT

اعلن امس ان اسرائيل تعتزم الافراج عن البحارة المصريين الثمانية الذين اعتقلتهم ضمن طاقم سفينة الشحن كارين A التي زعمت مطلع العام الجاري أنها كانت تنقل شحنة أسلحة مهربة الي الجانب الفلسطيني من ايران، بعد اصرار السلطات المصرية على ضرورة الافراج عن مواطنيها من دون قيد أو شرط وعدم ربط عملية احتجازهم بقضية الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام، ويشكل ذلك انتصارا دبلوماسيا للقاهرة التي رفضت محاولات ربط اسرائيل بين الافراج عن البحارة وقضية عزام عزام المسجون في مصر بتهمة التجسس لاسرائيل.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس المصري حسني مبارك رفض أكثر من مرة الاستجابة لمساع وضغوط غير معلنة قامت بها الحكومة الاسرائيلية بدعم من الادارة الاميركية للربط بين الافراج عن البحارة الثمانية واطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام، الذي يقضى حاليا عقوبة السجن لمدة خمسة عشرة عاما في أحد السجون المصرية، بعد ادانته بالعمل لصالح جهاز المخابرات الاسرائيلية (الموساد)، واتهامه بتهديد المصالح المصرية العليا.

وكشفت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن ترتيبات غير معلنة لاستقبال المصريين الثمانية الذين ينتمون الى محافظات دمياط وبورسعيد والاسكندرية.

وأوضحت المصادر أن مصر لا تزال في انتظار تسلمها مواطنيها الثمانية بعد ما تقرر اخلاء سبيلهم مؤخرا اثر فشل السلطات الاسرائيلية في تقديم دليل مادي يدين البحارة الثمانية الذين كانوا على متن السفينة.

وقالت المصادر ان الافراج عن البحارة الثمانية هو انتصار للدبلوماسية المصرية التي رفضت على مدى الأشهر القليلة الماضية محاولات اسرائيل جعل عملية اطلاق سراحهم بمثابة صفقة سياسية مع مصر.

وأكدت المصادر أن قرار اسرائيل انهاء عملية احتجاز البحارة الثمانية لا يرتبط بأي اتفاق سري أو معلن لقيام مصر باتخاذ مبادرة مماثلة بالافراج عن الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام الذي يقضي حاليا عقوبة السجن لمدة خمسة عشرة عاما بعد ادانته بالتورط في التجسس على مصر لصالح جهاز المخابرات الاسرائيلية (الموساد).

وكانت «الشرق الأوسط» قد نقلت أمس عن مصادر مصرية نفيها وجود أي صفقة مع اسرائيل زعمت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية في طبعتها العربية على شبكة الانترنت أول من أمس، أنها كانت في طريقها للتنفيذ قبيل عيد الأضحى المبارك للافراج عن الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام مقابل اطلاق سراح البحارة المصريين العاملين على سفينة الشحن كارين التي اعتقلتها السلطات الاسرائيلية بزعم قيامها بنقل شحنة أسلحة الى السلطة الفلسطينية عبر مياه البحر الأحمر.

وعادت الصحيفة أمس لتبث تصريحا مقتضبا أصدره ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون أعلن خلاله أن الحكومة الاسرائيلية تنوي الافراج عن المصريين الثمانية الذين كانوا على متن السفينة كارين قبل توقيفها. ولم يوضح البيان موعد الافراج الفعلي عن هؤلاء كما لم يفصح عن طبيعة الترتيبات الخاصة بعودتهم مجددا الى وطنهم الأم.

وقالت مصادر الخارجية المصرية لـ«الشرق الأوسط» ان مصر تنتظر اخطارا رسميا من اسرائيل بموعد الافراج عن هؤلاء البحارة في غضون اليومين القادمين تمهيدا لابلاغ ذويهم وتسلمهم بعد عملية احتجاز دامت سبعة أشهر في سجن معسياهو الاسرائيلي.

وقال مسؤول مصري بارز لـ«الشرق الأوسط» ان عدم انصياع مصر ورفضها للضغوط الاسرائيلية أسفر عن اقتناع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بأن الجانب المصري لم ولن يخضع لمحاولات الحصول على ثمن سياسي مقابل الافراج عن البحارة المصريين الثمانية.