الحركة الشعبية تحذر الخرطوم من «أم المعارك» السودانية والحكومة تطلق حملة دولية لشرح موقفها من ماشاكوس

TT

حذرت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحكومة في الخرطوم من دق طبول الحرب، مؤكدة ان السودان لن يتوحد عبر «الجهاد»، والبرامج التي تفرق بين ابنائه، على اساس الدين او العرق. وقالت ان الحملة التي تقوم بها الحكومة حاليا للدعاية في العالم العربي، هي حملة علاقات عامة «غير مجدية»، مؤكدة ان «لا أحد يشتري بضاعة فاسدة». وقررت الحكومة السودانية من جانبها امس القيام بحملة دبلوماسية لشرح موقفها من مفاوضات ماشاكوس بكينيا التي انسحبت منها الاثنين الماضي بعد استيلاء الحركة الشعبية على مدينة توريت الاستراتيجية. وقال ياسر عرمان المتحدث باسم الحركة الشعبية لـ«الشرق الاوسط»، ان الحركة مع استئناف المفاوضات «متى ما توفرت الارادة السياسية لدى الطرف الآخر»، مشيرا في ذات الوقت الى ان «النظام في الخرطوم يعاني من تباين الرؤى والموقف من ما شاكوس الاولى»، واوضح ان هناك تيارين في النظام يريد احدهما الخروج من ماشاكوس الى الجهاد، ويريد ان يرجع للمربع الاول، وتيار اخر ينظر للعملية السلمية «كشيء لابد منه او كشر لابد منه». واضاف «نحن من جانبنا سنعمل كل ما من شأنه ان يساعد الراغبين من قادة النظام في المضي الى عملية السلام. اما اذا اتجهوا لدق طبول الحرب والدعوة الى ـ أم المعارك ـ فنتائجها لن تكون بافضل من سابقاتها ونحن على استعداد لمواجهة ذلك».

ووصف عرمان الحملة التي يقوم بها النظام عربيا بأنها حملة لا طائل منها، مشيرا الى ان العرب يدركون طبيعة هذا النظام الذي اتهم في اكثر من قضية لزعزعة استقرار العالم العربي، ومحاولة الاعتداء على اهم قادته. وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول رأي الحركة في التصريحات التي اطلقها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى التي حمل فيها الحركة الشعبية مسؤولية فشل المفاوضات، قال عرمان: «لا تعليق لدينا»، لكنه اشار الى ان «الوسطاء في الايقاد والقائمين على أمر المفاوضات والمطلعين على دقائقها ذكروا في بيانهم ان النظام علق مشاركته في المفاوضات لظروف لا تتعلق بسير التفاوض، كما ابدت جهات دولية لها وزنها خيبة املها من الانسحاب» في اشارة الى تصريحات مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية في نيروبي اول من امس، وحول الموقف من مصر قال عرمان: ان مصر كانت دائما مع السلام في السودان، ونحن على اتصال مستمر معها وابواب الحوار مفتوحة بيننا، والدكتور جون قرنق لديه دعوة لزيارة القاهرة وسيلبيها في اقرب وقت ممكن.

من جهة ثانية عقد مجلس الوزراء السوداني امس جلسة استثنائية وأمن على الترتيبات التي وضعت حتى الآن في اطار الحملة الدبلوماسية لاحتواء الموقف الراهن. وقال قطبي المهدي مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية عقب الجلسة في تصريحات صحافية ان الوفد السوداني المفاوض «في انتظار رد الوسطاء على المذكرة وما زال بعض اعضاء من الوفد يرابط بنيروبي حتى الآن ونأمل ان يتم الرد على مذكرة الحكومة قبل عودتهم».

واستمع المجلس في جلسته الى تقرير عن الاوضاع العسكرية وتطورات الاوضاع من واقع ردود الفعل التي رافقت موقف الحكومة.

ومن جانبه اقترح حزب الامة المعارض على الحكومة والحركة اعلان هدنة اثناء المفاوضات تستمر حتى نهايتها لأن التصعيد القتالي من شأنه ان يعرقل مسيرة التفاوض ويحدث انفعالات تفسدها.

وطالب الحزب في بيان له ومن خلال ندوة في وزارة الخارجية تحدث فيها الصادق المهدي رئيس الحزب طرفي النزاع باتخاذ الاحتياطات اللازمة للدفاع عن النفس وعن المواقع لتأمين موقفهما الى حين الاتفاق على وقف اطلاق النار، واقترح الحزب ايضا تكوين مجلس قومي حقيقي يضم كافة القوى الوطنية لمتابعة محادثات السلام والمشاركة في قراراته المهمة والمصيرية.

وحذر الحزب من ان انسحاب اي طرف منفردا يؤدي الى اضعاف موقفه امام الرأي العام الوطني والدولي.

وفي ردود الفعل الدولية على القضية السودانية عبرت موسكو امس عن اسفها لتعليق المفاوضات السودانية وشجبت استيلاء الجيش الشعبي لتحرير السودان على حامية توريت في ولاية شرق الاستوائية بجنوب السودان. واكد بيان لوزارة الخارجية الروسية انه «من المؤكد ان مسعى احد الاطراف الى تعزيز (مواقعه العسكرية) لا يخدم عملية السلام». وقال البيان ان «موسكو تنتظر اتخاذ تدابير عملية سريعا حتى ينسحب الجيش الشعبي لتحرير السودان الى مواقعه الاصلية»، مؤكدا «ضرورة الحفاظ على الوضع الذي كان قائما مع بدء مفاوضات ماشاكوس»، بكينيا.