حذر نائب رئيس المعارضة السودانية الفريق عبد الرحمن سعيد من محاولات تهميش دور التجمع الوطني الديمقراطي فيما يتعلق بحل القضية السودانية، مؤكدا رفض التجمع لهذه المحاولات التي وصفها بأنها لن تحقق السلام او الاستقرار. وقال الفريق سعيد في ندوة عقدت بالقاهرة مساء أول من امس بعنوان «رؤية التجمع الوطني حول تداعيات الوضع السياسي الراهن في السودان»، «اذا قدر لنا ان نكون خارج دائرة ماشاكوس سنظل معارضين وسنفعل ما بوسعنا حتى يكون لنا دور فاعل في تحقيق السلام في السودان».
واستنكر الفريق سعيد انسحاب وفد الحكومة من مفاوضات ماشاكوس، معتبرا الاسباب التي ساقتها الحكومة لتعليق المفاوضات، وعلى رأسها احتلال مدينة توريت الاستراتيجية بشرق الاستوائية بأنها غير مقنعة، مشيرا الى ان «التصعيد العسكري لم يتوقف بين قوات الحكومة والحركة منذ بدء الجولة الأولى للمفاوضات». وارجع اسباب سقوط مدينة توريت في أيدي قوات الحركة الشعبية لتهاون الجيش السوداني الذي وصفه بأنه «مستكين» في وقت يستلزم فيه الاستعداد تماما لأي هجوم متوقع.
وعن موقف التجمع الحالي وما يستوجب عليه عمله، قال سعيد: لدينا رؤى وورقة تفاوضية وخطة عمل دبلوماسي مكثف. واضاف انهم على ثقة بأن الأميركيين سيعيدون الامور الى نصابها. من جانبه اكد التوم هجو عضو هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي العضو البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي ان حكومة السودان قبلت بمبدأ حق تقرير المصير كأمر واقع. واضاف «رغم ذلك فالحكومة ارادت استخدام هذا المبدأ كمصيدة لأنها ترفض الديمقراطية واشاعة الحريات في البلاد»، وقال ان الحكومة في السودان «همها فرض الدولة الدينية».
واكد الدكتور الشفيع خضر عضو هيئة قيادة التجمع، وعضو المكتب التنفيذي للحزب الشيوعي السوداني ان اتفاق ماشاكوس جاء «اختراقا حقيقيا لثوابت الحكومة التي كانت ترفض تماما مسألة حق تقرير المصير وفصل الدين عن الدولة»، وقال ان «الجميع كانوا يرون ان الصعوبة تكمن في العمل العسكري ولكن الصعوبة الحقيقية هي في المفاوضات والعمل التفاوضي الذي وصفه بأنه الاصعب من عملية وقف القذائف واطلاق النار».
وعبر جور كوج ممثل الحركة الشعبية في هيئة قيادة التجمع عن استغرابه من مطالبة وزير خارجية السودان للدول العربية في اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية مساعدة السودان والوقوف الى جانبه في حربه ضد الجنوب، وقال «حتى اذا كنا متمردين كما تقول الحكومة فنحن متمردون من داخل السودان»، مشيرا الى ان هذه مشكلة داخلية. وقال كوج على حكومة السودان ان تعالج مشاكلها بعيدا عن جامعة الدول العربية واستدعاء العرب لحل المشكلة، واضاف «العرب ليس لهم يد فيما يحدث داخل السودان، وعلينا مجابهة مشاكلنها وحلها دون استجداء الآخرين».