تحذير من معتقل لدى الولايات المتحدة وراء إغلاق 14 سفارة أميركية في ذكرى 11 سبتمبر

TT

أغلقت الولايات المتحدة امس بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 14 سفارة او قنصلية على الاقل في العالم، لا سيما في الدول العربية والاسلامية، اثر تلقيها تهديدات «جادة» حسبما افادت مصادر مسؤولة.

فقد ظلت السفارات والقنصليات الاميركية في اندونيسيا وماليزيا والفلبين وفيتنام وكمبوديا وباكستان وتاجيكستان، كما في البحرين وابو ظبي، مقفلة. واتخذت دول اخرى حليفة مع الولايات المتحدة، مثل بريطانيا واستراليا، نفس الاجراءات تقريبا اثر صدور تهديدات بتنفيذ اعتداءات. وكانت الادارة الاميركية رفعت منذ الليلة قبل الماضية مستوى التأهب عقب اكتشاف مخطط لمنظمة قريبة من شبكة «القاعدة» لاستهداف عدة سفارات في منطقة جنوب شرق آسيا. وقال مسؤولون اميركيون قبل ساعات من صدور التحذير، ان تأكيدا حاسما للمخطط صدر خلال التحقيقات المستمرة مع عضو «القاعدة» عمر الفاروق، الذي القي عليه القبض في جاوه في يونيو (حزيران) الماضي ثم سلم الى الولايات المتحدة. ورفض مسؤولون حكوميون في واشنطن التعليق على ما اذا كان عمر الفاروق هو مصدر المعلومات التي صدرت بموجبها التحذيرات. واوضح المسؤولون ان المصدر المعني كان في الحبس على مدى عدة اشهر في دولة اخرى وانه من الكوادر الوسطى وانه اعترف في الآونة الاخيرة فقط بتزويد المحققين بمعلومات حول هجمات محتملة في منطقة جنوب شرق آسيا. وينتمي الفاروق الى «الجماعة الاسلامية» التي تنشط في جنوب شرق آسيا ويعتقد ان لها علاقات مع شبكة بن لادن.

وسجلت تحركات «جادة ومشبوهة» يوم امس في الفلبين والدنمارك. فقد اعلن القصر الرئاسي في الفلبين ان واشنطن ابلغت مانيلا بمؤامرة من تدبير «القاعدة» لتفجير السفارات الاميركية بشاحنات ملغومة، وان مثل هذا الهجوم قد يحدث يوم 11 سبتمبر 2002 او بعده. وابلغ البرت ديل روساريو سفير الفلبين في الولايات المتحدة عن هذه المؤامرة المزعومة في «رسالة سرية عاجلة» ارسلت الى الرئيسة غلوريا ارويو. وقال روساريو في رسالته، ان جيمس كيلي مساعد وزير الخارجية الاميركي ابلغه بتهديد «القاعدة» اول من امس. واضاف في الرسالة «ان تقييمات الاستخبارات تشير الى ان ناشطي القاعدة يعدون لشن هجمات بشاحنات ملغومة وان بحوزتهم عدة اطنان من نيترات الامونيا». وقد احيطت السفارة الاميركية في مانيلا امس بتدابير امنية مشددة اذ انتشرت اعداد كبيرة من رجال الشرطة التابعين لقوة التحرك الخاص (اس ايه اف) والمدججين بالسلاح حول السفارة تخوفا من اي اعتداء محتمل.

اما في كوبنهاغن فقالت الشرطة الدنماركية ان السفارة الاميركية تلقت خطابا يحتوي على مسحوق مشبوه امس. وصرح متحدث باسم الشرطة قائلاً «نحقق الآن في رسالة بريدية تلقتها السفارة الاميركية تحتوي على مسحوق مشبوه»، مضيفاً ان المسحوق سلم لمعمل اختبار وان الغرفة بالسفارة التي تلقت الخطاب اغلقت.

واعلنت السفارة الاميركية في البحرين على موقعها على شبكة الانترنت ان «الحكومة الاميركية ما زالت تتلقى مؤشرات موثوقاً بها عن قيام مجموعات وافراد من المتطرفين بالتخطيط لعمليات ارهابية اخرى ضد مصالح اميركية». وافاد الموقع بان المدرسة الاميركية في البحرين ستبقى مقفلة الثلاثاء والاربعاء. ومن جهتها، الغت السفارة الاميركية في قطر ترتيبات كانت مقررة امس في ذكرى 11 سبتمبر. وذكرت السفارة في بيان، ان «الاحتفال المقرر في ذكرى ضحايا 11 سبتمبر ألغي». واضافت «لا نستطيع استبعاد امكانية وقوع اعتداءات ضد السفارات والقنصليات الاميركية في الذكرى الاولى لاعتداءات 11 سبتمبر».

وفي ابو ظبي، اعلن متحدث باسم السفارة الاميركية ان السفارة لم تغلق ابوابها اليوم (امس) باستثناء الخدمات القنصلية المعتادة، مضيفا ان السفارة ستتخذ جميع الاجراءات التي طلبتها وزارة الخارجية الاميركية. وفي بيروت، طلب وزير الداخلية الياس المر من الاجهزة المكلفة حماية السفارات تعزيز عناصرها حول البعثات الدبلوماسية.

وفي اسرائيل، عززت الشرطة الاسرائيلية امس الاجراءات الامنية حول السفارة الاميركية في تل ابيب وتدابير المراقبة في مطار بن غوريون الدولي، وفق ما اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي. وتابعت الاذاعة ان الشرطة عززت كذلك اجراءات المراقبة في المراكز التجارية والاسواق وغيرها من الاماكن العامة في اسرائيل.

وفي افغانستان، قام مسلح بفتح النار صباح امس في قاعدة باغرام الجوية حيث المقر العام لقوات الائتلاف ضد الارهاب، من غير ان تسجل اصابات. وقالت الناطقة الاميركية اللفتنانت تينا كروسك «حصل اطلاق نار بالاسلحة الخفيفة ونحتجز شخصا قيد التحقيق»، من دون ان توضح ما اذا كانت القوات الاميركية ردت على اطلاق النار.

وفي كوالا لمبور، كان برجا بيتروناس، اعلى مباني العالم، مقفرين عمليا امس، اذ امتنع معظم الموظفين عن التوجه اليهما للعمل. وشهد هذان البرجان التوأمان اللذان يفوقان ارتفاعا برجي مركز التجارة العالمي، انذارا بوجود قنبلة قبل عام، ما حمل السلطات على اتخاذ اجراءات امنية متشددة فيهما.

وفي موسكو، طلبت السفارة الاميركية رسميا من السلطات الروسية تشديد الحراسة حول السفير الاميركي الكسندر فيرشبو وفي كل الاماكن التي كان مقرراً ان يوجد فيها امس. وقد فرضت اجهزة الامن الروسية حراسة مشددة حول مقر السفارة وكل مقار المؤسسات الاميركية، فيما اخلت الشوارع المحيطة بها ومنعت المرور فيها طوال يوم امس.

وفيما استهل مجلس الدوما دورته البرلمانية بالوقوف حدادا على ضحايا هجمات 11 سبتمبر، اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا مع نظيره الاميركي جورج بوش اشار فيه الى المثل الروسي القائل ان «الزمن علاج ناجع»، وقال له ان هناك اشياء لا يستطيع المرء ولا يملك حق نسيانها.

وفي دول اخرى، لم تتخذ اي اجراءات امنية استثنائية امس. ففي الرياض والقاهرة وطهران ودبي اكدت سلطات الطيران المدني الابقاء على الاجراءات الامنية التي اتخذت في وقت سابق. وفي عمان ودمشق، لم يعلن عن اي اجراء امني غير عادي، اذ سبق للسلطان الاردنية ان اتخذت اجراءات امنية مشددة حول السفارة الاميركية فور وقوع اعتداءات 11 سبتمبر.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»