اصابة مروحية إسرائيلية بنيران فلسطينية في طولكرم

قوات الاحتلال تفرض إغلاقا شاملا على الأراضي الفلسطينية يشمل لأول مرة القدس الشرقية

TT

اضطرت طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الاسرائيلي الى الهبوط في حقل مفتوح بعد ان اصيبت بالرصاص من مدفع رشاش فلسطيني امس في مدينة طولكرم. وهذه هي أول مرة تقع فيها حادثة كهذه في الضفة الغربية منذ بداية الاحتلال سنة 1967.

وكانت الهليكوبتر وهي من طراز «بيل» تقوم بجولة استطلاع فوق الحدود ما بين الضفة الغربية واسرائيل، وهي جولات باتت عادية لكنها تتم في هذه الايام بشكل مكثف بسبب «يوم الغفران» اليهودي و الخوف من عمليات فلسطينية داخل اسرائيل. وكان على متن الطائرة عدد من العسكريين بينهم ضابط كبير برتبة مقدم هو قائد الدفاعات الجوية في المنطقة، وضابط كبير آخر يقود قوات الاحتلال الارضية في المنطقة. وقد اصيبت الطائرة بعدة رصاصات من مدفع رشاش فلسطيني. واخترقت احدى الرصاصات كابينة الركاب في الهليكوبتر ومرت على بعد سنتمترات قليلة من رأس الضابط الذي يقود قوات الاحتلال في المنطقة وحطمت الزجاج في الشباك المجاور.

وقال مصدر عسكري «ان الحظ وحده منع وقوع كارثة. فهذه الطائرة ليست محصنة وكان ممكنا ان تتحطم لو اصابت الرصاصة الطيار».

وفي الوقت الذي قررت فيه قيادة الجيش تغيير عمل هذه الطائرة والامتناع عن الطيران في علو منخفض، اعلنت انها ترى بخطورة بالغة اقدام الفلسطينيين على مثل هذه المقاومة. وقالت ان هذه ليست أول مرة تجري فيها محاولة اسقاط طائرة اسرائيلية بالرصاص الفلسطيني، لكنها الاولى التي تنجح في اصابة الطائرة.

واعلنت «كتائب شهداء الأقصى» في بيان امس مسؤوليتها عن اطلاق الرصاص على الهليكوبتر ووصفت العملية بأنها «رد على الاحتلال القذر والاغتيالات الجبانة التي قام بها بحق المجاهدين».

يذكر ان اسرائيل قامت باغلاق جميع المناطق الفلسطينية لمدة يومين، ابتداء من صباح امس وحتى صباح الثلاثاء، وذلك بدعوى الحفاظ على الاحتفالات الدينية اليهودية في «يوم الغفران». والمعروف ان هذا اليوم هو يوم الحداد على خراب الهيكل اليهودي قبل ألفي سنة. وفيه يصوم اليهود 25 ساعة متواصلة. ويمتنعون عن العمل وعن القيام بتشغيل أية ماكينة او جهاز، ويمضونه بالصلوات وطلب الغفران. وكانت سورية ومصر قد استغلتا يوم الغفران لشن حرب العبور لازالة الاحتلال الاسرائيلي في سيناء والجولان سنة 1973. ومنذ تلك السنة، تقوم اسرائيل باجراء احتياطات أمنية واسعة هي بمثابة استعداد للحرب، على كل الجبهات.

وبدا واضحا انها تشدد من اجراءاتها الأمنية ضد الفلسطينيين، هذه السنة اكثر من أي وقت مضى، بدعوى ان التنظيمات المسلحة الفلسطينية تخطط لعمليات تفجير كبرى في الأعياد اليهودية كما حصل في مارس (آذار) الماضي عندما نفذوا عملية داخل فندق «بارك» في نتانيا، حيث كان حوالي ألف يهودي يحتفلون بعيد الفصح. وفي حينه ردت اسرائيل بشن حرب «السور الواقي»، التي احتلت بها مدن الضفة الغربية وفرضت الحصار على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وهددت بطرده الى الخارج.

وضمن الاجراءات الاسرائيلية لهذين اليومين تم لأول مرة منذ 35 عاما اغلاق القدس الغربية في وجه سكان القدس الشرقية المحتلة اذ اقيمت الحواجز على الطرقات وتم توقيف واعادة السيارات الفلسطينية. وبهذا اعترفت اسرائيل عمليا بأن «توحيد المدينتين في مدينة واحدة موحدة للأبد»، كما يقال في اسرائيل، ما هو الا اكذوبة. فهما مدينتان منفصلتان وليس فقط جغرافياً.

وانتشرت القوات الاسرائيلية على طول الحدود مع المناطق الفلسطينية بأعداد كبيرة من الجنود والآليات ونصبت الحواجز. وتم التركيز بوجه خاص على عنصرين: حماية مكثفة للمستوطنات اليهودية داخل المناطق الفلسطينية المحتلة، وحراسة مشددة في الكنس واماكن العبادة اليهودية عموما وامام حائط المبكى (البراق) في القدس بشكل خاص، وهذا اضافة الى الانتشار الواسع داخل المدن الاسرائيلية وعلى الطرقات.

واقدمت قوات الاحتلال امس على اجراء استفزازي ضد أهل نابلس، اذ بالاضافة الى منع التجول المستمر في المدينة حوالي ثلاثة اشهر واغلاقها من جميع الانحاء، تم ادخال عدد كبير من المصلين اليهود الى قبر يوسف في المدينة.

ولم توقف قوات الاحتلال عملياتها الحربية ضد الفلسطينيين حتى في هذه الايام الغفرانية. فواصلت الاجتياحات في قطاع غزة والاعتقالات في المناطق الفلسطينية. وكالعادة، تدعي انها تعتقل «ارهابيين» وهم في طريقهم الى تنفيذ عمليات داخل اسرائيل. واعلنت امس عن اعتقال شاب في جنين ومجموعة شبان آخرين في قرية عنزة على طريق نابلس ـ جنين، حيث زعمت انها اكتشفت مختبرا لصنع المتفجرات ودمرته، وفي نابلس نفسها حيث زعمت اكتشاف عبوة ناسفة.