3 جنرالات أميركيين سابقين: مهاجمة العراق من دون تفويض دولي سيقيد دعم حلفاء أميركا للحملة

TT

قال ثلاثة من كبار الجنرالات الاميركيين المتقاعدين ان شن هجوم على العراق دون قرار من مجلس الامن ربما يقلل من مساعدات الدول الحليفة وينشط التجنيد لمصلحة تنظيم «القاعدة» ويضر بمصالح الولايات المتحدة الدبلوماسية والاقتصادية. وقال الجنرال جون شاليكاشفيلي، الرئيس السابق لهيئة الاركان المشتركة، في شهادة ادلى بها امام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي ان على الولايات المتحدة الاستمرار في إقناع بقية اعضاء مجلس الامن بصحة موقف واشنطن، وأكد ايضا على ضرورة عدم تسرع الولايات المتحدة في رفض هذا الاتجاه. وفي شهاداتهم امام اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ أول من أمس قال العسكريون السابقون، بمن فيهم الجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق لقوات «حلف شمال الاطلسي» (الناتو)، والجنرال جوزيف هوار، القائد السابق للقيادة المركزية الاميركية، ان على الولايات المتحدة الاحتفاظ بحقها في اتخاذ خطوة من جانب واحد للدفاع عن مصالحها. وأعرب العسكريون الثلاثة عن اعتقادهم في ضرورة ان تبذل الولايات المتحدة جهدها في استنفاد كل الخيارات الدبلوماسية قبل اللجوء الى الخيار العسكري لإطاحة صدام حسين والقضاء على اسلحة الدمار الشامل.

وقال كلارك، القائد السابق لقوات الحلفاء في حرب كوسوفو الجوية عام 1999، ان السؤال المهم يكمن في ما اذا كانت هناك مسألة عاجلة ومدى العجلة في اتخاذ الولايات المتحدة خطوة من جانب واحد. واضاف كلارك انه لا يوجد في المعلومات التي توفرت حتى الآن ما يفيد باحتمال انطلاق صواريخ تحمل رؤوس نووية خلال الساعات المقبلة او الايام المقبلة باتجاه القوات الاميركية او صوب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. اما الجنرال توماس ماكانيرني، المساعد السابق لنائب رئيس هيئة اركان سلاح الجو الاميركي، فيعتقد ان على الولايات المتحدة اتخاذ خطوة عاجلة إزاء العراق وإنها لا يجب ان تنتظر حتى تتعرض لهجوم بأسلحة الدمار الشامل. وفي معرض حديثهم عن ضرورة صدور قرار عن مجلس الامن لتأييد الضربة العسكرية ضد العراق امام لجنة القوات المسلحة اعرب العسكريون السابقون عن اعتقادهم بان صدور قرار عن مجلس الامن سيساعد في عزل صدام دوليا ويوفر الغطاء السياسي اللازم لحلفاء الولايات المتحدة المترددين إزاء المشاركة في أي عمل عسكري، فضلا عن اعتقادهم بأن صدور هذا القرار سيعزز من الاهداف العالمية البعيدة المدى للولايات المتحدة. فقد ذكر شاليكاشفيلي ان الولايات المتحدة قوة كونية لها مصالح كونية وان إضعاف مصداقية الولايات المتحدة لا يساعد على توفير الامن والاستقرار والسلامة لبقية دول العالم حيث تضطر الولايات المتحدة للعمل لأسباب سياسية واقتصادية. واشار كلارك الى ان صدام ربما لا يميل الى استخدام الاسلحة البيولوجية والكيماوية اذا وقفت الدول الاخرى وراء حملة تقودها الولايات المتحدة. وحذر كلارك ايضا من ان الهجوم على العراق ربما يحول الموارد العسكرية والالتزام السياسي من غرضها الاساسي إزاء الجهود الدولية ضد شبكة «القاعدة» ويزيد من عدد الراغبين في الانخراط في صفوفها. ونبه الجنرالات السابقون الى ضرورة حشد الادارة الاميركية قوة كبيرة لأية حرب والابتعاد عن محاولة تنفيذ المهام بـ«اقل تكلفة ممكنة». اما هوار، وهو عسكري سابق بقوات مشاة البحرية الاميركية، فقد حذر من حدوث ما وصفه بـ«سيناريو الكابوس» تحول فيه الوحدات العسكرية العراقية المتعددة العاصمة بغداد الى قلعة مما يهدد بوقوع عدد كبيرة من الضحايا على الجانبين ووسط المدنيين.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»