الجمهوريون في الكونغرس قبلوا مشروع قرار بوش حول استخدام القوة العسكرية ضد العراق

TT

قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان صدام حسين «شخص حاول ان يقتل والدي في الماضي». وفي خطاب دعم لاحد المرشحين الجمهوريين للانتخابات التشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في هيوستن (تكساس ـ جنوب) اعلن بوش «تغيرت الحرب الآن واصبحت المعركة عندنا، وهذا الرجل (صدام حسين) يمثل تهديدا اكثر من اي شخص آخر». واضاف «بالتأكيد توجد دول تمثل المخاطر نفسها ولكن ما من شك في ان حقد (صدام حسين) ينصب علينا بالدرجة الاولى، وما من شك في انه لا يستطيع ان يتحملنا. وعلى كل حال، لقد حاول هذا الشخص ان يقتل والدي في الماضي». وكان جورج بوش الاب رئيسا للولايات المتحدة من عام 1989 حتى 1993 وخاض حرب الخليج لطرد القوات العراقية من الكويت عام .1991 وقال بوش مجددا انه «في حال احجمت الامم المتحدة عن التحرك وفي حال لم ينزع (الرئيس العراقي) اسلحته، فالولايات المتحدة ستقود ائتلافا للتأكد من انه سيفعل ذلك».

من ناحية ثانية وزع البيت الابيض اول من امس في الكونغرس نسخة معدلة لمشروع قرار بوش صادق عليه الزعماء الجمهوريون في مجلس الشيوخ ويقضي بالحصول على دعم البرلمانيين لاستخدام القوة عند الحاجة ضد بغداد. واستنادا الى هذه الوثيقة التي عرضت ايضا على الديمقراطيين «يمكن للرئيس استخدام القوة للدفاع عن المصالح الامنية القومية للولايات المتحدة ضد التهديد العراقي والعمل على تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي». ويتعين على الرئيس ايضا «ان يطلع الكونغرس قبل او بعد قليل» من اطلاق عملية عسكرية وان يشرح لماذا لم تتمكن الوسائل الدبلوماسية من حماية المصالح الامنية القومية للولايات المتحدة. وشطب البيت الابيض جملة من الوثيقة الاصلية تعطي نظريا الرئيس السلطة للتدخل في جميع انحاء الشرق الاوسط واعتبرها الديمقراطيون واسعة جدا. ويشير النص ايضا بوضوح الى فشل مقاربة دبلوماسية متعددة الاطراف قبل اللجوء الى القوة. وفي تصريح صحافي قال توم داشل زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ عقب اجتماع مع مجموعة من السيناتوريين من حزبه «حققنا بعض التقدم (...) ولكن مسائل كثيرة بقيت عالقة وستقدم اقتراحات لادخال تعديلات اضافية في الايام المقبلة «لتحديد مجال سلطة الرئيس بشكل ادق». واعلن سيناتور داكوتا الجنوبية (شمال غرب) من جهته «ان من مصلحة الولايات المتحدة التأكد (في قرار حول استخدام القوة) من ان جميع الخيارات الاخرى بما فيها اللجوء الى الامم المتحدة، استنفدت». واشار داشل الى انه يمكن ان يطرح مشروع قرار للنقاش في مجلش الشيوخ اعتبارا من الاسبوع المقبل. وقال زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ترينت لوت امام الصحافيين «من خلال هذه التعديلات اظهرنا ارادة الجمهوريين للوصول الى قرار يحظى بدعم الحزبين» وطالب بتجنب «تخفيف» ابعاد النص مرة اخرى. لكن عددا كبيرا من البرلمانيين الديمقراطيين اعربوا مساء اول من امس عن تشاؤمهم حول مشروع القرار المعدل وقالت البرلمانية ديان فينشتاين (كاليفورنيا ـ غرب) انها ستصوت ضد قرار يبقي على مبدأ الهجوم الوقائي ضد العراق.

من جهته، شدد وزير الخارجية الاميركي كولن باول امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ مساء امس على القول ان مبدأ الضربات العسكرية الوقائية الذي يشدد عليه حاليا الرئيس بوش ليس جديدا. وقال باول ان هذا المبدأ الذي يمكن ان يطبق حاليا على العراق كان دائما من ضمن الخيارات الاستراتيجية الاميركية. وتابع باول قائلا ان نظرية الهجمات الوقائية «كانت دائما على الطاولة عندما تكون هناك حرب» مضيفا «انها احدى الوسائل العديدة التي كانت دائما بحوزتنا».

واضاف باول ان العديد من الاعمال التي تم انجازها في اطار مكافحة الشبكات الارهابية يمكن ان يصنف في اطار الضربات الوقائية. كما اعلن باول ايضا ان هذه النظرية لا تحل مكان النظريات الكلاسيكية حول «احتواء» الدول المعادية او «ردع الخصوم» بل تكملها. وتابع باول «لن نتخلى عن الردع ولا عن الاحتواء. لكن ماذا نفعل عندما نكون بمواجهة تهديدات جديدة مصدرها ارهابيون؟