واشنطن وسعت علاقتها الاستراتيجية مع دول الخليج ومحللون يؤكدون عدم قدرتها على تجاوز السعودية استراتيجيا

TT

في ظل توتر العلاقات بين السعودية واميركا، وسعت واشنطن علاقتها الاستراتيجية مع دول الخليج الاخرى التي من المحتمل ان تلعب دورا رئيسيا كقواعد للقوات الاميركية في حال شن هجوم اميركي على العراق. الجدير بالذكر ان الوجود العسكري الاميركي في الكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة، ظل متزايدا منذ حرب الخليج الثانية عام 1991، بيد ان معدل هذا التزايد تسارع مع بدء شن القوات الاميركية هجومها ضد قوات حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» في افغانستان والشروع في التحضير لغزو محتمل للعراق. وكانت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) قد اعلنت ان القيادة المركزية ستنشئ مركزا رئيسيا تابعا لها في المنطقة بقطر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وتوقع محللون ان يقيم رئيس القيادة المركزية الجنرال تومي فرانكس، الذي زار قطر والكويت الاسبوع الماضي، مركز قيادته هناك خلال الحرب مع العراق. كما توقع رئيس هيئة الاركان المشتركة، الجنرال ريتشارد مايرز، ان تحول قيادة تامبا العسكرية بولاية فلوريدا الاميركية مقرها الى منطقة الخليج بصورة دائمة. وتشير التوقعات الى ان تصبح قطر موقعا لهذه القيادة. وقال الجنرال المتقاعد ريتشارد بيكر، الزميل بـ«مركز معلومات الدفاع» الاميركي، ان الرؤية ستتضح عند اتخاذ قرار بهذا الشأن.

ويعتبر محللون اميركيون ان السعودية ستظل حليفا حاسما لأميركا لأن المملكة تتفوق على دول الخليج الاخرى من ناحية الحجم وعدد السكان والثروة والنفوذ في العالم العربي وخارجه. فقد علق أنتوني كوردسمان، الخبير في مجال امن الشرق الاوسط بـ«مركز الدراسات العالمية والاستراتيجية» بواشطن، قائلا انه من غير الممكن تجاوز السعودية استراتيجيا. وكانت العاصمة السعودية قد تحدثت عن احتمال السماح للولايات المتحدة باستخدام اراضيها اذا صادقت منظمة الامم المتحدة على شن حرب ضد العراق. وفيما لم يفصح البنتاغون عن التفاصيل المتعلقة بدول الخليج، تشير تقديرات غير رسمية الى وجود قوات اميركية قوامها 10 آلاف جندي وضابط في الكويت، حيث المقر الاقليمي الدائم التابع لمركز القيادة العسكرية المركزية في المنطقة. كما تستضيف البحرين، التي تحتفظ بعلاقات قديمة ومتطورة مع سلاح البحرية الاميركي، الاسطول الخامس ويوجد بها مقر اقليمي لقوات مشاة البحرية الاميركية. الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة تستخدم قاعدة العديد الجوية خارج العاصمة الدوحة التي تضم مدرجا طوله 15000 قدم، اذ يعد الاطول في منطقة الخليج. واوضح بيكر ان مركز القيادة التابع للقاعدة يضم معدات واجهزة متقدمة تتفوق على تلك الموجودة في قاعدة الامير سلطان الجوية بالمملكة العربية السعودية. وتعمل سلطنة عمان في تشييد مدرج بطول 14000 قدم، وتعتبر مركزا لعمليات الانزال الجوية الاميركية، وفقا لمعلومات «مركز معلومات الدفاع» الاميركي، التي تفيد كذلك باحتمال ان تكون القوة المتخصصة في عمليات قاذفات «بي ـ 1» في المنطقة متمركزة بسلطنة عمان. وتتمتع الولايات المتحدة باستخدام التسهيلات الجوية والبحرية في الامارات العربية المتحدة حيث تخزن المعدات العسكرية الاميركية. وذكر كوردسمان ان الامارات العربية المتحدة وافقت على السماح بوضع لواء للجيش الاميركي مع 120 دبابة على اراضيها.

وربما تكون الكويت هي الاوثق صلة مع الولايات المتحدة، اذ ان عملية تحريرها من القوات العراقية عام 1991 جرت بواسطة قوات تحت قيادة الولايات المتحدة بعد سبعة اشهر من الاحتلال العراقي. ولا تزال الكويت تشعر بخطر ازاء العراق.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»