الديمقراطيون يواصلون هجومهم على بوش الذي اتهمهم بـ«تسييس» الأزمة مع العراق

TT

واصل الديمقراطيون في الكونغرس الاميركي وخارجه انتقاداتهم للطريقة التي اتهمهم فيها الرئيس جورج بوش بانهم لا يهتمون بالامن القومي الاميركي ويحاولون تسييس الازمة مع العراق والحرب ضد الارهاب. كما انتقدوا اصرار الرئيس بوش وادارته على ان الولايات المتحدة ستقوم بغزو العراق لوحدها وبمساعدة من بريطانيا اذا لم تتخذ الامم المتحدة قرارا قويا يسمح باستخدام القوة العسكرية اذا لم يذعن النظام العراقي لجميع قرارات الامم المتحدة وما نصت عليه. وا"سَ ان اللجوء الى الحرب يجب ان يكون الخيار الاخير لمواجهة المشكلة.

من جهة ثانية حذر السناتور الديمقراطي ادوارد كيندي من الخطر والعواقب التي ستترتب على قيام الولايات المتحدة بغزو العراق بدون تأييد المجتمع الدولي. وقال: ان الحرب ضد الارهاب وشبكة «القاعدة» يجب ان تبقى الاولوية الاولى لسياسة الادارة، لان «القاعدة» وشبكتها في افغانستان وحتى في اميركا تشكل خطرا مباشرا على اميركا والاميركيين اكثر من صدام حسين الآن.

وقال السناتور كيندي في خطاب له امس في جامعة جونز هوبكنز: ان معالجة الازمة مع العراق، ونزع سلاح صدام حسين يجب ان تكون اولا وقبل كل شيء عبر عودة المفتشين الدوليين بدون شروط. وعبر عن امله في ان يصدر قرار من مجلس الامن بذلك. كما عبر عن امله ان يبدأ عمل المفتشين الدوليين مع نهاية الشهر المقبل، ليقوموا بتقديم تقرير للامم المتحدة كل اسبوعين، وان يتم وضع جدول زمني يلتزم به صدام حسين لنزع سلاحه. وشدد قائلا: «يجب ان نعطي المجتمع الدولي كل الوقت والفرصة ليستخدم كل الوسائل لنزع سلاح العراق».

وقال السناتور كيندي وهو من القادة الديمقراطيين البارزين في مجلس الشيوخ: انه لا خلاف على ان العراق يشكل خطرا وتهديدا. ومع ذلك فان الخطر المباشر على اميركا وشعبها وامنها الآن هو الارهاب وشبكة «القاعدة»، وان استخدام القوة العسكرية ضد العراق يجب ان يكون الوسيلة الاخيرة.

وقال: ان قيام الولايات المتحدة بالحرب على العراق بدون دعم دولي سيضعف الحرب ضد الارهاب، وسيدمر التحالف والدعم العالمي الذي تلاقيه في حربه هذه.

وكرر كيندي القول: ان خطر «القاعدة» هو الخطر الاول والمباشر. ومع ان الولايات المتحدة وبعد سنة من حربها في افغانستان، لا تزال لا تعرف ان اسامة بن لادن ولا مدى قدراته، فان شبكة «القاعدة» لا تزال تشكل الخطر الاول والمباشر على الامن الاميركي. واضاف: «ان القادة العسكريين في شهاداتهم امام لجان الكونغرس ابدوا تحفظاتهم حول الحرب ضد العراق». وقال: ان النجاح في الحرب ضد الارهاب يعتمد على دول مثل روسيا وباكستان والفلبين وغيرها، وان دعم هذه الدول سيتلاشى اذا قامت اميركا بحرب من جانبها على العراق.

وحذر قائلا: ان حربا اميركية ضد العراق سينظر اليها العالم الاسلامي والعربي بانها ضده، وان وقوع هذه الحرب بدون تأييد المجتمع الدولي سيزيد من التعاطف مع صدام حسين وتأييده، وسيطلق موجة جديدة من الارهاب، وسيزيد من اعداد الذين سيتطوعون للانضمام الى «القاعدة».

كما حذر من احتمال ان يستخدم صدام حسين اسلحة كيماوية وبيولوجية، اذا شعر بانه سينتهي ولذلك قد يستخدمها لانه سيخسر اي شيء ومن هنا ـ حسب قوله ـ يجب اعطاء المجتمع الدولي الفرصة وكل وسيلة لنزع سلاح العراق.

ومع كل هذه الانتقادات ظل يكرر انه لا يختلف احد على الخطر والتهديد الذي يشكله صدام حسين ونظامه.

وقال انه لم يقدم اي مسؤول كبير في شهادته امام لجان الكونغرس اي دليل على ان صدام حسين ونظامه زود «القاعدة» او اي منظمة ارهابية باسلحة كيماوية وبيولوجية.

وعلى صعيد علاقة الحكم العراقي بشبكة «القاعدة» كما صرح بذلك الرئيس بوش وكبار اركان ادارته خلال اليومين الماضيين، نقلت شبكة (ايه.بي.سي) عن مصادر استخباراتية، ومسؤولين كبار في الادارة انه لا دليل قاطعا على ذلك، ولا اثر يقود الى ذلك، وان الاجهزة المعنية تعمل جاهدة للوصول الى دليل يثبت وجود علاقة بين النظام العراقي وشبكة «القاعدة».

وقالت الشبكة ان الحديث عن هذه العلاقة، بدأ منذ اخذت الادارة تتحدث عن تغيير النظام في بغداد. واشارت الى ان وزير الخارجية كولن باول في شهادته الاسبوع الماضي امام لجنة في مجلس الشيوخ ذكر انه لا علاقة بين هجمات سبتمبر (ايلول) والعراق. بينما قال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في شهادته في اليوم نفسه ان «القاعدة» اخذت تنشط في بغداد اخيرا وان هناك وجوداً لـ«القاعدة» في العراق.