منعت شرطة مكافحة الشغب الجزائرية، امس، مسيرات سلمية دعت اليها «تنسيقية عروش منطقة القبائل» بمناسبة الذكرى الـ14 لاحداث 5 اكتوبر (تشرين الاول) عام 1988، وسجلت مواجهات في عدد من مدن منطقة القبائل. وقال شهود عيان لـ«الشرق الاوسط»، ان مواجهات اندلعت بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب صبيحة امس في كل من بجاية (عاصمة القبائل الصغرى) وفي مدينة تيزي وزو (عاصمة القبائل الكبرى) وايضا في عدد من مدن المنطقة.
وبدأت المواجهات بعد ان منعت قوات الشرطة المتظاهرين من تنظيم مسيرات استجابة لنداء «حركة العروش البربرية» الرافضة لاجراء الانتخابات المحلية المقرر عقدها يوم الخميس القادم في الجزائر. واوضح الشهود ان قوات مكافحة الشغب نزلت منذ الساعات الاولى من صباح امس الى الشوارع الرئيسية بمدن منطقة القبائل، كما اغلقت جميع الطرق المؤدية الى مدينتي بجاية وتيزي وزو حتى لا يتمكن سكان القرى والمدن المجاورة لهما من المشاركة في المسيرة المقررة. ورشق شبان تيزي وزو وبجاية قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة، وردت الشرطة بتفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع والعصي. وتحدثت مصادر عن اعتقالات في صفوف المتظاهرين، وعن اصابات مختلفة من الحانبين. وقال شاهد عيان ان مدينة تيزي وزو كانت «مشلولة بالكامل» خلال نهار امس، حيث اغلقت كل المحلات التجارية والمرافق العمومية والادارات استجابة لنداء ممثلي حركة المواطنة، في حين اختلفت نسبة الاستجابة للاضراب العام في القرى والمدن الاخرى، حيث كانت نسبة الاستجابة مختلفة بحسب التيار المسيطر على كل مدينة.
وانقسمت منطقة القبائل، بمناسبة الانتخابات القادمة، الى شطرين، الاول يؤيد حركة العروش والتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية اللذين دعيا الى مقاطعة الانتخابات البلدية، والثاني مع جبهة القوى الاشتراكية التي يرأسها الزعيم البربري التاريخي حسين آيت احمد، والتي قررت المشاركة في انتخابات الخميس المقبل.
ويتوقع مراقبون ان تعيش منطقة القبائل طيلة الاسبوع الجاري والى حين موعد الانتخابات، حالة من المواجهات، خاصة بعد ان قامت وزارة الداخلية بنشر تعزيزات امنية في كامل المنطقة تفاديا لتكرار الاحداث التي شهدتها الانتخابات البرلمانية الاخيرة، حيث سجلت نسبة مشاركة وصلت الى اقل من 5% وهو ما اثر كثيرا على نتائج تلك الانتخابات، حيث سُجلت نسبة مشاركة اقل من 50%، وهي اضعف نسبة مشاركة تُسجل في البلاد منذ الاستقلال عام 1962 .
من جهة اخرى افادت الصحف المحلية الصادرة امس، ان مسلحين قتلوا مرشح قائمة التجمع الوطني الديمقراطي للانتخابات البلدية القادمة في المدية، واوضحت ان مجموعة مسلحة اعترضت سيارة المرشح ليلة الخميس الماضي واطلقت عليه عيارات نارية.