تكهنات حول متطرفين محليين اغتالوا الدبلوماسي الأميركي في عمان تقليدا لاعتداءات اليمن والكويت وبالي

TT

صرح مسؤولون في اجهزة الامن الأردنية، وبعض الدبلوماسيين الغربيين في عمان، انه بعد يوم واحد من اغتيال احد كبار الدبلوماسيين، قام الاردن باعتقال عشرات ممن لهم صلة بمعسكرات التدريب الافغانية او بالمنظمات الاسلامية المقاتلة، وهي تبحث عن اي خيوط تقودها الى من ارتكب الجريمة. بالاضافة الى ذلك فان الاجراءات الامنية حول مساكن الدبلوماسيين زادت بصورة ملحوظة، وانتشر جنود الحراسة حول مواقع لم تكن محروسة من قبل مثل المراكز الثقافية والمدارس، وذلك لان الحكومة ترغب في تعزيز الاحساس بأن الاردن ما يزال بلدا آمنا بالنسبة للغربيين.

ومع ان افتتاحيات الصحف وكتاب الاعمدة عبروا عن إدانات قوية لاغتيال الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي يوم الأثنين الماضي، الا ان المسؤولين لا يصنفون هذا العمل كنوع من الارهاب، الا في جلساتهم الخاصة. اما في تصريحاتهم العلنية فيصرحون بانهم لا يملكون من الادلة ما يبرر مثل هذا الزعم. وقال دبلوماسي غربي ان رجلا يشتبه في انه كان القاتل، شوهد وهو يغادر مسرح الهجوم في سيارة يقودها شخص آخر، مما يدل على ان القاتل لم يكن يتصرف بمفرده.

وقال دبلوماسي غربي آخر «فيما عدا ذلك، فليس لدينا اي حقيقة، او دليل يوضح لنا كيف حدثت هذه الجريمة».

وقال ان الجريمة التي ارتكبت الساعة 15:7 صباحا، بينما كان فولي، 60 سنة، يغادر منزله الى مكان عمله، تفوح منها رائحة الترصد والتدبير المسبق. واضاف «واضح تماما انها مخططة. كان الرجل يعرف اين يقف وأين يختفي وأين ينتظر».

وقال المسؤولون الأردنيون ان اصابع الاتهام تشير الى متطرفين محليين اثارت غضبهم السياسة الاميركية وشجعتهم هجمات الكويت واليمن وبالي. وقال مسؤول غربي «ربما يكون شخصا واحدا، وربما تكون مجموعة صغيرة وجدت حافزا مرعبا لتقليد احداث وقعت في اماكن اخرى. وذلك لان رسالة العنف ضد الغرب، بصورة عامة، ليس لها نفوذ واسع هنا».

واستبعد المسؤولون الامنيون الاردنيون صحة الادعاء من جماعة مجهولة تسمى نفسها «شرفاء الاردن»، تتحمل فيه المسؤولية عن جريمة القتل. وقالت الجماعة في بيانها الى الصحيفة انها قامت باغتيال الدبلوماسي احتجاجا على حمامات الدم التي اراقتها الولايات المتحدة في افغانستان والعراق واحتجاجا على تأييد الولايات المتحدة لاسرائيل. ويعتقد ان المجموعة نفسها كانت تحملت مسؤولية اغتيال رجل اعمال اسرائيلي في اغسطس (آب) من العام الماضي، في نفس الحي الراقي من مدينة عمان. وكانت الشرطة قد استبعدت ذلك الادعاء ايضا، ولم تعتقل احدا في ذلك الهجوم.

ولاحظ الدبلوماسيون الغربيون ان المخابرات العراقية ناشطة في الاردن، مع ان بعضهم استبعد ان تقدم بغداد على ارتكاب مثل هذا العمل في وقت تبحث فيه الولايات المتحدة خيار العمل العسكري ضدها. ويتفق الدبلوماسيون الاردنيون والغربيون على انه ليس واردا ان تكون بالاردن، خلية كبيرة من خلايا «القاعدة».

وقال ناصر طهبوب، استاذ العلوم السياسية السابق الذي يرأس حاليا شركة لتقدير المخاطر السياسية، «لا اعتقد ان هناك منظمة فعالة وقادرة على مهاجمة المصالح الغربية والاردنية، سواء في الاردن او بالمنطقة. وكان النظام الاردني على درجة عالية من الكفاءة في منع «القاعدة» من ممارسة نشاطها بهذه البلاد».

وكان الاردن قد أحبط، ضمن مخططات أخرى، مخططا لنسف بعض الفنادق والمواقع السياحية التي يتردد عليها الغربيون، اثناء احتفالات الالفية. وقام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله، بزيارة ارملة فولي، فيرجينيا فولي، بالسفارة الاميركية بعمان، بغرض العزاء في مصابها. ووصف الملك الجريمة بانها عمل غير مقبول وتعهد بالقبض على الجناة.

وصاحبت فولي جثمان زوجها الى الولايات المتحدة، في طائرة حربية اميركية امس. ورافق الجثمان وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط الذي كان سفيرا لبلاده في عمان حتى العام 2001.

وحمل جنود من البحرية الاميركية نعش فولي المغطى بالعلم الاميركي، وادت له التحية عناصر من قوات البادية الاردنية ثم نقل الى طائرة عسكرية اميركية من طراز اس 141 اقلعت الى قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن.

* خدمة «نيويورك تايمز»، خاص بـ«الشرق الأوسط»