مالك شاحنة يعترف للمحققين بتورطه في هجوم بالي ومصادر استخباراتية تؤكد أن الاعتداء خطط له في تايلاند

TT

جاكرتا ـ وكالات الأنباء: اعلنت الشرطة الاندونيسية امس ان مشتبها فيه تحتجزه اعترف بأنه قام بدور المنسق في الاعتداء الذي وقع في 12 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي في جزيرة بالي الاندونيسية. وقال قائد الشرطة ضاحي بختيار ان الموقوف الذي يحمل عدة هويات من بينها واحدة باسم عمروسي، ينتمي الى مجموعة مكلفة مهمات عدة. واضاف انه «كانت هناك مجموعة كلف اعضاؤها بمهام مختلفة وبينهم عمروسي، الذي اعترف بانه جاء الى بالي بهدف تأمين امن البعثة. وكان مسؤولا عن عمليات على الارض».

ورداً على سؤال حول ما اذا كان عمروسي هو الذي اوقف الشاحنة التي استخدمت في الهجوم على ملهى ليلي في بالي، قال بختيار «ان الجماعة مؤلفة من عدة افراد لهم ادوار محددة. وبالتأكيد عمروسي من بينهم». وحين سئل ما اذا كان عمروسي اعترف بانه المنسق الميداني للاعتداء، قال بختيار «نعم لقد اعترف بذلك».

وكان عمروسي المالك الاخير للشاحنة التي فخخت واستخدمت في الاعتداء الذي اسفر عن مقتل 190 شخصا على الاقل معظمهم من السياح الغربيين. واضاف قائد الشرطة «ليس لدينا سوى شخص واحد يشتبه فيه» في هذا الاعتداء.

وكانت الشرطة الاندونيسية قالت انها تعتقد ان المجموعة المسؤولة عن اعتداء بالي تتألف من نحو 10 اشخاص، ووزعت رسومات تقريبية لاربعة مشتبه فيهم.

وتعتقد اجهزة استخباراتية محلية وغربية ان اعتداء بالي نفذته «الجماعة الاسلامية» التي تنشط في جنوب شرق آسيا بدعم من تنظيم «القاعدة». وافادت صحيفة «ايجن وول ستريت» في عددها الصادر امس ان الاعتداء تم التخطيط له خلال لقاء ضم عناصر من «القاعدة» بينهم رضوان عصام الدين الحنبلي في جنوب تايلاند. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر استخباراتية في آسيا ان الحنبلي الاندونيسي الذي يعتقد انه يتزعم «الجماعة الاسلامية» القريبة من شبكة اسامة بن لادن، دعا خلال اللقاء الذي عقد في يناير (كانون الثاني) الماضي ناشطين اصوليين عربا وآسيويين الى مهاجمة مراقص ومطاعم.

واضافت ان هذه المخططات نوقشت خلال اجتماع عقد في مخبأ في جنوب تايلاند حيث يشكل المسلمون غالبية السكان، في منطقة غير بعيدة عن الحدود الماليزية، بعد ان احبطت سلطات سنغافورة في نهاية عام 2001 مخططات لتنفيذ اعتداءات ضد الولايات المتحدة واسرائيل. وقال دبلوماسي آسيوي عمل مع واشنطن، حول تنظيم «القاعدة» ان «الحنبلي كان غاضبا على ما يبدو لافشال سنغافورة الخطة». وقال مسؤول رفيع المستوى في احد اجهزة الامن الآسيوية «نعرف انه (الحنبلي) حي ويتحرك»، موضحا انه «لا يمضي ابدا اكثر من ليلة واحدة في المكان نفسه».

يذكر ان التحقيق في اعتداء بالي الذي يتولاه الاندونيسيون يشارك فيه ايضاً نحو 120 من عناصر الشرطة الاسترالية وعناصر مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (اف. بي. آي)، بهدف العثور على منفذي الاعتداء الذي اسفر عن سقوط اكبر عدد من القتلى منذ اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة.