تعلن في الرياض الثلاثاء المقبل اسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لهذا العام في فروعها الخمسة.
وسيعقد الأمير خالد الفيصل رئيس هيئة الجائزة مؤتمراً صحافياً في قاعة الاحتفالات بمبنى مركز الخزامى شمال الرياض عقب حفل افطار رمضاني يعلن فيه اسماء الفائزين.
وتبلغ قيمة الجائزة في الفرع الواحد 750 ألف ريال (200 ألف دولار). وتشمل فروع الجائزة: خدمة الاسلام، والدراسات الاسلامية وموضوعها هذا العام عن الدراسات التي تناولت التاريخ الاقتصادي عند المسلمين لمنطقة أو حقبة في مجال أو أكثر، وفرع الأدب العربي وموضوعه هذا العام عن الدراسات التي عُنيت بتعريف المصطلحات الأدبية والنقدية، وفرع الطب عن موضوع سرطان الثدي، وفرع العلوم وموضوعه الكيمياء.
وكان الشيخ أبو الأعلى المودودي أول الفائزين بجائزة خدمة الاسلام قبل 25 عاماً، في حين كان آخر الفائزين بجائزة هذا الفرع العام الماضي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في دولة الامارات العربية المتحدة.
وحجبت جائزتا الدراسات الاسلامية والأدب العربي في أعوام مختلفة، وكان آخرها العام الماضي حيث حجبت جائزة الدراسات الاسلامية وموضوعها الدراسات التي عُنيت بمقاصد الشريعة وذلك للعام الثاني على التوالي. وتجاوز عدد الفائزين بالجائزة منذ اعلانها عام 1979 وحتى العام الماضي 150 عالماً، وسبق لأربعة من الفائزين بجوائز نوبل للعام الماضي أن فازوا بجائزة الملك فيصل العالمية.
وقال الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية ان حصول هؤلاء العلماء على جائزة الملك فيصل العالمية قبل حصولهم على جائزة نوبل دليل على الدقة والاختيار من قبل اللجان المختصة والمشرفة على جائزة الملك فيصل، وعلى أنها السباقة إلى تكريم العلماء والمبدعين والمفكرين، كما يؤكد ذلك دقة وكفاءة أعضاء اللجان التي تتخذ قرار الاختيار.
وكانت جائزة الملك فيصل العالمية قد منحت عام 1995 جائزتها في فرع العلوم ـ الكيمياء الفيزيائية للاميركي البروفيسور ك. باري شاربلس الذي حصل هذا العام على جائزة نوبل في الكيمياء، كما منحت جائزة الملك فيصل للعلوم ـ الفيزياء (فيزياء الليزر) عام 1997 لكل من الأميركيين البروفيسور اريك كورنل، والبروفيسور كارل وايمان، وقد حصلا هذا العام على جائزة نوبل في الفيزياء. وحصل الياباني البروفيسور ريوجي نويوري على جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم ـ الكيمياء العضوية عام 1999 وقد نال هذا العام جائزة نوبل في الكيمياء.
وهؤلاء العلماء حققوا إنجازات لافتة في ميادينهم كما جاء في حيثيات منحهم الجائزتين العالميتين. فالبروفيسور شاربلس كيميائي عبقري أمضى حياة علمية حافلة بالابداع والعطاء المتواصل، ونشر حوالي 220 بحثاً في كبرى الدوريات في الكيمياء، وحاز ست براءات اختراع، وقد أسهمت بحوثه وطرائقه في تشييد المركبات المحفزة في تطوير علم الكيمياء والصناعات الكيميائية الدوائية حتى وصفه زملاؤه بأنه من اكثر علماء الكيمياء العضوية عبقرية وابداعاً في هذا العصر.
أما الدكتور إريك كورنل فبعد أن اكمل دراسته العليا في معهد ماساشوستس بتفوق (قياسات متناهية الدقة للكتل الذرية باستخدام الأيونات المنفردة)، انضم إلى الأستاذ الدكتور وايمان وتعاونا في تطوير طرائق الليزر في حبس الذرات وتبريدها في المجال المغناطيسي، مما مكنهما من التوصل إلى حالة جديدة للمادة، وهي حالة التكاثف عند خفض درجة الحرارة تحت مستوى معين.
وقد نجح الباحثان في تحقيق ذلك الهدف الذي سعى إليه العديد من العلماء منذ سبعين عاماً، إذ تمكنا من نقل ذرات الروبديوم ـ 87 من الحالة الغازية إلى حالة التكاثف باستخدام حابس مغناطيسي مبتكر وتبريد المادة إلى أقصى درجة عرفها الإنسان. وقد فتح ذلك الكشف العلمي الباهر مجالاً جديداً، وتلقته الأوساط العلمية العالمية باهتمام بالغ لما فيه من تعميق للمعرفة بالمادة في حالة جديدة لم تكن معروفة من قبل.
أما الدكتور كارل وايمان فقد أجرى بحوثاً رائدة في فيزياء الليزر، وطور طرائق مبتكرة لاستخدام الليزر في حبس الذرات وتبرديها في المجال المغناطيسي، وتمكن وفريقه من اكتشاف العديد من العوامل التي تؤثر على تلك الطرائق. وقد ساعدت اكتشافاته بدرجة كبيرة في تبسيط هذا الأسلوب وخفض تكلفته.
ويعد الدكتور نويوري من ابرز علماء الكيمياء العضوية التشييدية المعاصرين، فقد تمكن من ابتكار العديد من الطرق الجديدة لتشييد المركبات العضوية، وقام بدور مهم في تطوير الكيمياء العضو معدنية وكيمياء التفاعلات العضوية الاختيارية. ويعد انشاؤه لمركبات (الروبديوم ـ بنياب) المحفزة انجازاً فريداً، ساهم في إيجاد طرق اكثر فعالية وسرعة واختيارية في تشييد المواد العضوية بما في ذلك عدد كبير من المركبات ذات الأهمية الحيوية كالفيتامينات والحموض الأمينية والنيوكليوتيدات والمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب والبروستاجلاندينات.