الشرطي الكويتي يعترف بإطلاق النار على الجنديين الأميركيين.. وإحالة القضية إلى النيابة العامة بعد أيام

TT

احاط نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد الصباح مجلس الوزراء الذي انعقد امس برئاسة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الحكومة علما بتفاصيل حادث اطلاق النار على الجنديين الاميركيين الخميس الماضي «من قبل احد افراد قوة الشرطة والذي تم القاء القبض عليه وضبطه بالتعاون مع القوات الامنية السعودية ويجري استكمال التحقيقات اللازمة للتعرف على ظروف وملابسات هذا العمل الاجرامي ودوافع ارتكابه». واعرب المجلس عن اسفه واستنكاره وادانته «لهذا العمل الجبان»، مؤكدا ان المجتمع الكويتي «يرفض مثل هذه الاعمال بكافة فئاته وشرائحه باعتبارها خارجة عن اطار اسلامنا الحنيف وقيمنا الفاضلة وما جبل عليه مجتمعنا». وحث المجلس العاملين بالاجهزة الامنية على «مضاعفة الجهود من اجل تفويت الفرصة على كل من يحاول المساس بأمن البلاد واستقرارها ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا». واشاد بالتعاون الايجابي «الذى ابداه الاشقاء في السعودية في ضبط وتسليم المتهم الهارب هذا التعاون الذي يعكس حرص قيادة السعودية على دعم كل جهد يسهم في محاربة الارهاب ومكافحته».

من جهة اخرى قررت لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية دعوة وزير الداخلية لحضور اجتماع يعقد غدا لبحث الاحداث الامنية الاخيرة، لاسيما حادثة اختراق الحدود مع العراق التي قام بها المواطن الكويتي حمد ساير العنزي الاسبوع الماضي. كما سيناقش النواب مع الوزير حادثة الاعتداء على الجنديين الاميركيين.

وعلى صعيد التحقيق في القضية، توقع مصدر أمنى كويتي امس أن تنتهى مباحث أمن الدولة خلال الأيام القليلة المقبلة من التحقيق مع ضابط الصف الكويتي خالد الشمري، 21 عاما، الذي اعترف تفصيليا بواقعة اطلاقه النار صباح الخميس الماضي على الجنديين الأميركيين على طريق الدائري السابع.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» انه يتوقع أن تحال القضية برمتها الى النيابة العامة قبل بداية الأسبوع المقبل لتباشر التحقيق فيها، مشيرا الى أن الشمري نفى أن يكون منتميا الى أى تنظيم خارجي او ان هناك اي اشخاص او جماعات منظمة تقف خلفه. وأكد أن ما قام به كان وليد اللحظة وأن هناك الكثير من المعلومات السرية التي لن يفصح عنها في الوقت الحالي حفاظا على سلامة التحقيقات. ووصف المتهم بأنه بدا متماسكا ومتزنا أثناء التحقيق معه، ولم تظهر عليه أية علامات للاختلال النفسي أو المرض العصبي كما سبق أن ذكر.

واستنادا الى مصادر التحقيق فان المتهم كرر اكثر من مرة انه لا ينتمي الى اية تنظيم وان ما قام به كان عملية فردية جاءت وليدة ساعتها. وقال انه توجه الى الطريق الدائري السابع لعلمه ان هذا الطريق تستعمله الارتال العسكرية الاميركية وانه لا بد من ان يلتقي بجنود اميركيين.

وكانت مصادر طبية قد ذكرت ان الشمري دخل في السابق الى المستشفى للعلاج النفسي ليوم واحد وخرج منه بصحة جيدة ولا يوجد في ملفه الطبي ما يمنعه من حمل السلاح او تنفيذ المهام العسكرية الموكلة له. ولم تستبعد المصادر تشكيل لجنة طبية خاصة لمعاينة الشمري في حال اصر على انه مختل عقليا.

وكان احد اقارب المتهم قد اعطى رواية مختلفة لما حدث، اذ قال ان الشمري لم يكن يقصد اطلاق النار على الاميركيين وانه طلب منهما التوقف فرفضا، ولما لاحظ ان احد الجنديين يحاول سحب سلاحه اطلق عليهما النار من مسدسه. وحسب الرواية نفسها فان الشمري هو الذي سلم نفسه الى السلطات السعودية ولم يعتقل.

الى ذلك، نفى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد وجود خلل أمني في الكويت بسبب الحادث، معتبرا ما حصل بانه عمل فردي جاء نتيجة لسلوك شخصي. وشدد على ان الحادث لن يؤثر على العلاقات القائمة بين الكويت والولايات المتحدة. اما نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، فقال: ان التحقيقات مع المتهمين ما زالت مستمرة واننا ننتظر استكمالها لنعرف مدى تورط المتهم في الحادث، وما اذا كان يعاني فعلا اضطرابات نفسية.