المغربي المتصدق أجرى اتصالات مع أشخاص في السعودية والشرطة عثرت في منزله على أشياء تخص عطا

TT

قال مسؤول في الشرطة الألمانية في شهادة أمام المحكمة التي تنظر قضية المغربي منير المتصدق، 28 سنة، إن السلطات عثرت على بطاقة تعريفية خاصة بدبلوماسي من السفارة السعودية ببرلين لدى تفتيش شقة المتصدق المتهم بالانتماء لخلية هامبورغ التي قادت هجمات 11 سبتمبر (ايلول) .2001 وقال مسؤول الشرطة الألماني في شهادته ان السلطات سعت لتفسير حول كيفية حصول المتهم على البطاقة المذكورة.

وقال جورج كلوز، المسؤول بالمكتب الفيدرالي للتحقيقات الجنائية الألماني، أمام المحكمة ان المتصدق اجرى مكالمات هاتفية «على نحو متكرر» الى السعودية، وأضاف ان الاستخبارات الألمانية تابعت تلك المكالمات التي قالت انها كانت الى افراد في المملكة. الا ان دوائر عديدة قللت من اهمية وجود بطاقة تعريفية لدى المتصدق من دبلوماسي سعودي، وقالت ان كثيرا من الناس يتبادلون مثل هذه البطاقات اثناء اللقاءات في مجال العمل او في المناسبات الاجتماعية من دون ان يعني ذلك وجود علاقة وثيقة بينهم او يكونون مطلعين على خصوصيات بعضهم البعض.

ويواجه المتصدق، وهو طالب يدرس الهندسة الالكترونية، اتهامات بالمساعدة في قتل ما يزيد على 3000 شخص والانتماء الى منظمة ارهابية. ويزعم المدعون الألمان ان المتصدق لعب دورا مساعدا مهما في احداث سبتمبر خصوصا تحويله اموالا الى اثنين من الخاطفين عندما كانا يدرسان الطيران في الولايات المتحدة، والجدير بالذكر ان المتصدق اعترف بأنه يعرف الخاطفين، لكنه أفاد بأنه لم يكن على أي علم بمخططاتهم لتنفيذ الهجمات.

وقال كلوز أمام المحكمة خلال شهادته اول من امس انه يعتقد ان الدبلوماسي السعودي المذكور كان يعمل في قسم الشؤون الدينية بالسفارة. وكانت الجهات المعنية قد اتصلت بالسفارة السعودية لأول مرة صيف هذا العام، طبقا لشهادة كلوز أمام المحكمة.

وكان محامو المتصدق قد طلبوا من محكمة هامبورغ قبل إدلاء كلوز بشهادته إلغاء المحاكمة بسبب رفض الولايات المتحدة السماح بإدلاء رمزي بن الشيبة، الذي يخضع للحبس في معتقل اميركي سري، بشهادته أمام المحكمة. وأفاد القاضي بأنه ارجأ إصدار حكم بهذا الشأن الى حين انتهاء المحكمة عندما يدلى كل الشهود بإفاداتهم.

الجدير بالذكر ان بن الشيبة، الذي يعتقد المحققون انه عنصر مهم ضمن خلية هامبورغ، كان قد اعتقل في باكستان بعد مرور عام على هجمات 11 سبتمبر. ويقول محامو الدفاع ان شهادة بن الشيبة ربما تؤيد ادعاءات موكلهم التي نفى فيها ان تكون له أي معرفة بمخطط لشن هجمات على اهداف في الولايات المتحدة.

ويلاحظ ان جزءا كبيرا من شهادة كلوز امام المحكمة يوم الثلاثاء تركز حول إظهار وجود صلة وثيقة بين المتصدق والخاطفين، فقد أفاد بأن الشرطة عثرت في شقة المتصدق على بطاقة ائتمان تخص محمد عطا والكلمة السرية التي يستخدمها للدخول الى بريده الالكتروني وبطاقة المواصلات العامة وكتب.

كما ذكر كلوز في شهادته ايضا ان من ضمن الاشياء الاخرى التي عثرت عليها الشرطة عنوان منزل عطا ورقم هاتفه في مصر وإشارة في مفكرة المتصدق الى يوم عيد ميلاد عطا. وعثر ايضا لدى تفتيش شقة المتصدق على تفاصيل مماثلة تخص الاماراتي مروان الشحي.

وقال كلوز ضمن شهادته ان محمد عطا عندما كان في اسبانيا في يوليو (تموز) 2001 للاجتماع مع بن الشيبة ومشاركين آخرين لم تعرف هويتهم بعد، بعث برسالة الكترونية مكتوبة عبر هاتفه الجوال الى سعيد بهاجي كتب فيها «الكثير من التحيات الى منير وعباس»، بيد انه لم تتضح هوية الشخص المدعو عباس. وذكر كلوز في شهادته ايضا ان المتصدق تلقى قبل عام من هجمات سبتمبر 297 مكالمة هاتفية من بهاجي، وهو مواطن ألماني من اصل مغربي فر من المانيا قبل وقت قصير من وقوع الهجمات ولا يزال هاربا. وفاجأ محامي الدفاع هارتموت ياكوبي المحكمة بتقديم طلب إلغاء تهمة المشاركة في القتل الموجهة الى موكله وإخلاء سبيله في الحال، وذكر المحامي ياكوبي في المذكرة التي رفعها الى البريشت مينتز، قاضي محكمة هامبورغ ان المحكمة ما عادت قادرة على ضمان مجرى «تحقيق عادل» لموكله بعد ان رفضت السلطات الأميركية مثول شاهد الإثبات الرئيسي بن الشيبة أمام المحاكم الالمانية. وعبر المحامي عن قناعته بأن رمزي بن الشيبة هو الشاهد الوحيد المتوفر حاليا والقادر على إثبات براءة المتصدق او إدانته. واتهم المحامي ياكوبي وزارة العدل الالمانية بارتكاب خطأ فات أوان تصحيحه، لأنها سلمت ما تملكه من معلومات عن المتهم الآخر زكريا موساوي الى السلطات الأميركية، رغم ان الرجل مهدد بالإعدام، لكنها لم تضمن بالمقابل حصولها على حق التحقيق مع بن الشيبة. وذكر المحامي ان رفض السماح لابن الشيبة بالشهادة في محكمة هامبورغ سيعرقل مسار العدالة الى حد كبير الا انه «يبدو ان مصالح السلطات الاميركية تتعارض مع كشف الحقائق» حول الموضوع. يذكر ان القاضي البريشت مينتز أجاز يوم الثلاثاء الماضي إضافة أسماء أفراد من عوائل 12 ضحية من ضحايا 11 سبتمبر، إضافة الى اسم أحد الناجين من ارتطام الطائرة الانتحارية بالبنتاغون، الى قائمة الدعاوى الفرعية ضد منير المتصدق.

وسبق لمحكمة هامبورغ ان قبلت الاميركي ستيفن بشك، صاحب دعوى فرعية في قضية الشاب المغربي الذي كان يرتبط بعلاقات وثيقة بالطيارين الانتحاريين المزعومين محمد عطا ومروان الشحي وزياد الجراح.

ويحضر المحامي الالماني اندرياس شولز جلسات محاكمة المتصدق منذ 14 نوفمبر الماضي بصفته محامي الدفاع عن حقوق بش الذي فقد زوجته لايزا جوي 42 عاما في طائرة اميركان ايرلاينز 77 التي صدمت مبنى البنتاغون.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»