صرح دبلوماسيون اميركيون ومسؤولون في الامم المتحدة ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش التي لا تزال غاضبة من موقف المستشار الالماني غيرهارد شرودر المناوئ للحرب ضد العراق، عرقلت مساع ألمانية لترؤس لجنة العقوبات التابعة لمجلس الامن والتي تشرف على النشاط التجاري العراقي الذي تصل قيمته الى مليارات الدولارات. وكانت ألمانيا، وهي بين خمس دول ستصبح عضوا لدورة مدتها عامان في مجلس الامن، قد سعت لترؤس اللجنة مثلما حدث في وقت سابق بين عامي 1995 و.1996 وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان ألمانيا تحتل المركز الـ20 من حيث حجم النشاط التجاري مع العراق، اذ نفذت المؤسسات والشركات الألمانية اعمالا تقدر بحوالي 419 مليون دولار في إطار برنامج الامم المتحدة الإنساني «النفط مقابل الغذاء» منذ بداية عام .1997 وافاد مسؤولون في المنظمة الدولية بان البيت الابيض الذي يتوجس خيفة من تحدي حكومة شرودر لسياسة واشنطن تجاه العراق، اوضح انه لن يقبل وجود ألمانيا في هذا المركز. كما ان مسؤولين بريطانيين واميركيين ابلغوا ألمانيا، في المقابل، بأنهم على استعداد لدعم محاولتها لشغل رئاسة لجنة لمكافحة الارهاب، اذ من المقرر ان يتنحى السفير البريطاني جيريمي غرينستوك من موقعه العام المقبل، بيد ان الناطق الرسمي باسم البعثة الالمانية في الامم المتحدة، ديرك روتنبيرغ، رفض التعليق على هذا الأمر، لكنه اكد ان بلاده على استعداد للعمل في كل لجان العقوبات او ان تتولى رئاسة أي لجنة اذا جاء ذلك نتيجة للمشاورات داخل مجلس الامن. على الصعيد نفسه نقلت رويترز امس عن دبلوماسيين في نيويورك قولهم ان شيلي قد ترأس لجنة العقوبات الخاصة بالعراق.
ومع انه لن يصدر اعلان رسمي قبل العام الجديد عندما تنضم المانيا وشيلي واسبانيا وانغولا وباكستان الى مجلس الامن كاعضاء غير دائمين فان السباق لرئاسة اللجنة بدأ. وحاليا تترأس اللجنة النرويج التي تنتهي فترة عضويتها في مجلس الامن بنهاية هذا الشهر.
وقال دبلوماسيون ان غابرييل فالديس سفير شيلي في الامم المتحدة هو الآن الاكثر تأييدا من غالبية الاعضاء لشغل هذا المنصب.
وافاد دبلوماسي فرنسي ان باريس تؤيد المانيا وليس لديها حاليا خيار ثان للمنصب. وسيقرر مجلس الامن رئاسة اللجنة باجماع الآراء في الشهر المقبل عندما تتولى فرنسا الرئاسة الدورية للمجلس.
*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»