ثلاث جماعات توضح أسباب مقاطعتها المؤتمر

TT

أوضح المزيد من جماعات المعارضة العراقية امس الاسباب التي حملتها على مقاطعة مؤتمر لندن.

وقالت حركة الاصلاح الوطني في رسالة وجهها رئيسها سامي عزارة المعجون الى اللجنة التحضيرية للمؤتمر وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها:

«في الوقت الذي نبارك فيه انعقاد مؤتمركم وندعو الله تعالى مخلصين لكم بالنجاح، يؤسفنا ـ مع الاعتذار الشديد ـ ان نبلغكم بان الملاحظات الاخوية التي ابلغناها لكافة اعضاء لجنتكم المحترمة لم تؤخذ بنظر الاعتبار حتى هذا اليوم، بالرغم من كونها لا تتعدى ما تعهدتم الالتزام به في الاجتماعات التمهيدية».

واضاف «اننا في الوقت الذي نعرب فيه عن اعتذارنا عن المشاركة معكم في مؤتمركم الموقر قد دفعنا موقفكم ـ مع الأسف ـ الى ضرورة اعادة النظر في كافة تحالفاتنا الاستراتيجية التقليدية التاريخية منها والحديثة، والتي كانت تربطنا بجهات وشرائح وطنية عزيزة علينا».

وقالت الجبهة الوطنية الاسلامية في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس انها قررت عدم المشاركة لانه «طوال الاسابيع المنصرمة كنا نتابع عمل اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة العراقية، وكنا نرتقب ان تأتي آلية العمل ومخاطبة مختلف اطراف المعارضة العراقية والاتصال بها، مبنية على اساس الحرص الكامل لجمع الطاقات والقوى، وان يكون عمل هذه اللجنة بمثابة مثال حقيقي مصغر لحالة الديمقراطية والشورى وعدم إلغاء اية قوى او اطراف معنية بالشأن العراقي، وكم كنا نتمنى ان يكون عمل من اوكلت اليهم مهمة الاتصال باطراف المعارضة، تعبيرا صادقا لما نرجو ان يكون عليه واقع العراق مستقبلا بعد سقوط نظام الطاغية صدام في الحرية والديمقراطية والشورى، ولكن كل ذلك الذي كنا نأمله، وتأمله معنا شريحة واسعة من المعارضة العراقية لم يتحقق. واذا بنا نفاجأ بآلية عمل مرتبكة بشكل ظاهر، ولم تكن الاختيارات التي تمت للاسماء في مجملها تعبيرا عن واقع الحال، وبما يمثله كل تيار او حركة او حزب من وجود في ساحة المعارضة العراقية وفي داخل الوطن، وعكف البعض في اللجنة التحضيرية على ارساء قواعد الاختيار لديه بعيدا عن الحكمة وعن الديمقراطية والشورى الحقيقية، لذا جاءت قرارات هذا البعض من اعضاء اللجنة، في عملية اختيار اسماء ممثلي الاحزاب والحركات والتيارات والشخصيات، موسومة بصبغة شخصية، ومدفوعة بموروثات فئوية عفا عليها الزمن».

واضافت «كما ان النقطة الخطيرة والتي تمثل بدءا غير سليم لمسار عمل المعارضة العراقية وبالتالي تشير الى نتائج غير ايجابية للمؤتمر الموسع، وتنال من قيمة الثوابت الوطنية والديمقراطية، تتمثل في التقارير والانباء التي وصلت العديد من اطراف المعارضة العراقية وتسربت من اللقاءات والاتفاقات الجانبية بين بعض اعضاء اللجنة التحضيرية، والتي تشير الى توزيع مسبق للحصص في المؤتمر الموسع، وهذه ظاهرة خطيرة تلغي قيمة اجتماع حشد كبير من فصائل المعارضة العراقية».

وفي تصريح وزع امس قال ابراهيم الجعفري الناطق الرسمي لحزب الدعوة الاسلامية بان رفض حزبه المشاركة في مؤتمر لندن «يعود الى عدم توفر المؤتمر على أهم مفردات نجاحه، منها استقلالية القرار السياسي العراقي، ومدى تمثيل المؤتمر لأوسع القطاعات الجماهيرية التي تعبر عن طبيعة المجتمع العراقي، وبما يخرج به من خطاب سياسي وآليات تعكس جدارة المشروع لملء الفراغ السياسي الوشيك بعد سقوط النظام الديكتاتوري. وكان الحزب قد اكد على ضرورة ان تكون الجهة القائمة على المؤتمر توافقية بين قوى المعارضة، وتنأى بنفسها عن الصيغة الفوقية الاستئثارية التي تفرض على الآخرين، كما اكد على ان مصلحة الشعب العراقي بكل احزابه، وقواه السياسية والشخصيات المستقلة، لا يمكن اختزالها في آلية من هذا القبيل، ولما لم يتحقق الحد الادنى من هذه المواصفات فقد كان من الطبيعي ان يرفض الحزب الحضور في المؤتمر».

ودعا الجعفري الى «مواصلة الحوار السياسي بين اطراف المعارضة، ونضع كافة الفصائل العراقية امام مسؤولياتها الانسانية والسياسية والتاريخية في مثل هذا المنعطف التاريخي الحرج من واقع شعبنا العراقي الأبي».