نتائج متواضعة متوقعة للمؤتمر بسبب مقاطعة جماعات رئيسية والطموحات المتصادمة لمنظميه

TT

في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة الى غزو محتمل للعراق واقصاء صدام حسين، فإن ممثلين لعدد من مجموعات المعارضة العراقية يجتمعون في لندن لاظهار وحدة مشكوك فيها على امل ضمان دور لانفسهم في مستقبل العراق.

الا ان هذه المجموعات وقياداتها ذات طموحات متصارعة، في الوقت الذي غاب فيه عن المؤتمر ممثلون اساسيون للمجتمع العراقي. ونتيجة لذلك فإن استعراض الوحدة في لندن هو مجرد استعراض اعلامي.

تجدر الاشارة الى ان هذا المؤتمر كان من المزمع عقده في شهر سبتبمر (أيلول) الماضي، وتأخر بسبب الصراعات الشديدة بين منظميه. وحتى آخر لحظة ظل المتنافسون يتصارعون حول من سيشارك في المؤتمر.

وكانت واشنطن تعتبر جماعات المعارضة في يوم من الايام جزءا هاما في الخطط الاميركية لانهاء حكم صدام حسين المستمر منذ اكثر من 30 سنة. والآن فإن ادارة الرئيس جورج بوش قلصت الدور الذي يمكن ان تلعبه قيادات المعارضة العراقية الموجودة في الخارج عقب غزو اميركي مفترض للعراق، واصبح دورهم الآن استشاريا، مع استخدام بعض الاشخاص للاستفادة من خبراتهم التقنية.

وقال مسؤول اميركي « اكثر من ذلك، لا أرى حاجة ملحة لاعطاء المعارضة العراقية المزيد من السلطة».

ومع تراجع التوقعات، فإن عقد المؤتمر اصبح غاية في حد ذاته. ولضمان عقده، فإن المنظمين العراقيين والمشرفين عليه في ادارة بوش، اتفقوا على اجندة تركز على القضايا المشتركة القليلة.

ومن المتوقع ان يقر المشاركون مستقبلا ديمقراطيا للعراق، وتشكيل مجلس نيابي واجراء استفتاء على دستور ما بعد صدام حسين، طبقا لما قالته شخصيات المعارضة. وينوي المشاركون تشكيل مجلس تنسيق ولجنة توجيه للمساعدة في اعطاء صورة عراقية لهدف ادارة بوش «بتغيير النظام» او اطاحة حكومة صدام حسين.

وبضغوط من الادارة الاميركية فإن المشاركين اوضحوا انهم لن يشكلوا حكومة مؤقتة او يختاروا اعضاء المجلس النيابي المستقبلي. وقد بذل المنظمون جهدا كبيرا للتقليل من التوقعات.

وقال هوشيار زيباري وهو مسؤول كبير في الحزب الديمقراطي الكردستاني وواحد من المنظمين «سنصدر بيانات مبادئ».

وقال حامد البياتي العضو في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، وهي جماعة شيعية تحظى بتأييد ايران «لن يكسب احد اذا لم يعقد المؤتمر، ولذا يجب التوصل الى حلول وسط».

أما كنعان مكية الذي يعتبر بين العديد من المعارضين العراقيين بأنه سولجنستين العراق لتأليفه كتاب «جمهورية الخوف» فقال «هذه كارثة حقيقية بالنسبة للعراق». وأضاف «سأهاجم المنظمين عندما القي كلمتي، فقد زرعوا بذور الانقسام في صفوف العراقيين قبل ان يبدأ المؤتمر».

تجدر الاشارة الى ان مباشرة الخطط الاميركية بالنسبة للعراق بعد اطاحة صدام حسين مباشرة غير واضحة، الا ان الدعم يتزايد بين شخصيات الادارة الاميركية لنوع من الادارة المدنية الدولية بدعم من القوات الاميركية، في البداية على الاقل. وسيتولى اميركي السلطة الكاملة، ولكن الاحتلال سيكون قصيرا. ومن المتوقع ان يدير مسؤولون عراقيون من داخل البلاد معظم الوزرات الحكومية خلال تشكيل بنية اساسية جديدة.

وفي غضون ذلك تتسابق جماعات المعارضة العراقية فيما بينها للحصول على مناصب في السلطة الجديدة. فالحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يحاولان اعداد المناخ لمنطقة ذات حكم ذاتي في شمال العراق تحت قيادتهما. ويعتقد الاكراد انه في حالة سقوط صدام حسين فإن المسؤولين العسكريين داخل البلاد سيتمردون، وسنيضمون الى القيادة الكردية، ويشكلون معا نواة عراق جديد. ويسعى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية لان يصبح الممثل الوحيد لشيعة العراق، وهو يخشى ان يتسبب الغزو الاميركي في فشل خططه. ويعارض المؤتمر الوطني العراقي ذلك ويريد ديمقراطية علمانية، وهو يعتمد نفوذه على تشكيل قوة اتصال عسكرية عراقية من 5 الاف جندي عراقي جندتهم بالنيابة عنه البنتاغون، ان تمنح هذه الجماعة نفوذا مع السادة الجدد الاميركيين.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»