إضافة 24 اسما من «القاعدة» إلى قائمة أشخاص مطلوب من «سي. آي. إيه» اعتقالهم أو قتلهم

TT

أعدت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش قائمة باسماء القادة «الارهابيين» الذين اوكلت لوكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) مهمة قتلهم، في حال تعذر اعتقالهم، حسبما قال مسؤولون من وزارة الدفاع (البنتاغون) ومؤسسات استخباراتية اخرى.

وكانت القائمة السابقة السرية الخاصة بوكالة «سي. آي. ايه» سرية، تتضمن عدة اسماء مثل اسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري وشخصيات رئيسية اخرى في تنظيم «القاعدة».

وقال مسؤولون اميركيون انه تم في الآونة الاخيرة اعداد القائمة الجديدة التي تضم نحو 24 قائداً «ارهابياً» يعتبرون «اسوأ الاسوأ» ويسمح لوكالة «سي. آي. ايه» بقتلهم.

وقد منح الرئيس بوش لوكالة «سي. آي. ايه» صلاحية مكتوبة بمطاردة وقتل عناصر هذه القائمة دون الحاجة الى موافقة اي جهة اخرى. وقال المسؤولون ان القائمة تعرف باسم «قائمة الاهداف عالية الثمن».

وتجنب متحدث باسم البيت الابيض مناقشة هذه القائمة او القضايا المتعلقة بها. وكذلك، كان الحال مع المتحدث باسم وكالة «سي. آي. ايه» الذي رفض التعليق على القائمة.

وكان الرئيس بوش قد اصدر بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 قراراً يمنح الصلاحية الشرعية والتنفيذية لوكالة «سي. آي. ايه» لقتل او اعتقال قادة «القاعدة». واستخدمت وكالة الاستخبارات المركزية هذا القرار في عملياتها التي قامت بها في افغانستان.

وكانت تلك الصلاحية هي الاساس الذي اعتمدت عليه الوكالة في مساعيها لقتل او اعتقال بن لادن وقادة «القاعدة» الآخرين خلال حرب افغانستان.

ويعتبر اعداد هذه القائمة السرية جزءاً من مساعي «سي. آي. ايه» الهادفة لمطاردة وقتل او اعتقال قادة «القاعدة» الميدانيين بعيدا عن ساحات القتال في بلدان مثل اليمن.

وليس مطلوبا من الناحية القانونية من الرئيس بوش ان يوافق على كل اسم يضاف الى القائمة. كما انه ليس مطلوبا من وكالة «سي. آي. ايه» ان تسعى للحصول على موافقة الرئيس كي تقوم بهجمات معينة، على الرغم من ان بوش ظل دائما على اطلاع بشكل جيد عن عمليات وكالة الاستخبارات المركزية، حسبما قال بعض المسؤولين.

وسبق للوكالة الاستخباراتية ان قتلت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي احد قادة «القاعدة» في منطقة نائية باليمن، اذ قامت طائرة من دون طيار من طراز «بريديتور» باطلاق صواريخ «هيل فاير»على سيارة كان يقودها سالم سنان الحارثي المعروف باسم ابو علي. وقد قتل مع الحارثي خمسة اشخاص آخرين بينهم احد القادة الميدانيين في «القاعدة» ويحمل الجنسية الاميركية.

ويعتبر الحارثي واحدا من قادة «القاعدة» الرئيسيين في اليمن، ويُشتبه في انه كان قد ساعد في التخطيط للهجوم على المدمرة الاميركية (كول) عام .2000 كما يعتقد ان اسمه كان ضمن قائمة الاسماء المستهدفة من العناصر القيادية في «القاعدة». وبعد عملية طائرة البريديتور في اليمن، قال المسؤولون الاميركيون ان بوش لم يكن مطلوبا منه ان يوافق على هذه العملية قبل تنفيذها او ان يؤخذ رأيه فيها مسبقا.

وقال مسؤولون في الاستخبارات ان القرار الرئاسي السابق قد خول الوكالة القيام بقتل قادة «القاعدة» حتى وان لم تكن اسماؤهم مدرجة ضمن القائمة. واعطى الرئيس بوش صلاحيات واسعة لوكالة «سي. آي. ايه» بقتل او اعتقال قادة «القاعدة» حول العالم.

لكن المسؤولين الاميركيين اكدوا ان القادة المدرجة اسماؤهم في القائمة يعتبرون ذوي اسبقية.

ويتم تجديد قائمة من يحق قتله من قادة «الإرهابيين» من وقت لآخر من قبل وكالة «سي. آي. ايه»، حيث تتم اضافة اسماء او حذف اسماء اخرى تخص اشخاصاً اعتقلوا او قتلوا او تم بروز دورهم في وقت قريب.

لكن المعايير التي تستخدم لاضافة اسم جديد الى قائمة المطلوبين غير واضحة، على الرغم من ان الادلة التي تدين هذا الشخص او ذاك يجب ان تكون واضحة ومقنعة، حسبما قال المسؤولون. وتشمل القائمة اسماء بعض الاشخاص الذين تدخل اسماؤهم ضمن قوائم مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) الخاصة باكثر الاشخاص المطلوبين، على الرغم من ان تحضير الاسماء في القائمتين يتم بشكل مستقل.

وقال المسؤولون ان وكالة «سي. آي. ايه» تتعاون مع مكتب «إف. بي. آي» ومع المسؤولين الحكوميين في الداخل والخارج كي تتمكن من اعتقال قادة «القاعدة» في اقرب وقت ممكن.

وقال مدير «سي. آي. ايه» جورج تينيت في خطاب القاه الاسبوع الماضي ان اكثر من ثلث القادة الكبار في «القاعدة» الذين تم تشخيصهم قبل بداية حرب افغانستان قد قتلوا او اعتقلوا.

وحققت الاستخبارات الاميركية واحداً من النجاحات في الآونة الااخيرة حين اعتقلت قائد عمليات «القاعدة» في منطقة الخليج والذي كان مشاركا في التخطيط للهجوم على السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا عام 1998 والهجوم على المدمرة (كول) عام .2000 واضاف تينيت انه منذ سبتمبر 2001، تم اعتقال اكثر من 3000 مشتبه فيه في اكثر من 100 بلد.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»