دحلان لـ«الشرق الأوسط»: ليس من الإنصاف محاكمة الانتفاضة وإسرائيل استخدمت «القاعدة» لاغتيال أحد قادة كتائب الأقصى

TT

اكد العقيد محمد دحلان رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني السابق والذي دخل ضمن دائرة الحوار بين حركتي «فتح» و«حماس» ان فتح تبذل كل جهودها لانجاح الحوار مع حركة حماس وان أي شخص يريد ان يحاكم الانتفاضة حاليا بشكل علني يرتكب حماقة كبرى.

وقال دحلان الذي يشغل حاليا منصب مستشار الرئيس الفلسطيني للامن، في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان خطة «خريطة الطريق» لن تؤدي الى اي طريق وهي طريق غير سوية ومليئة بالفجوات والاخلالات ولن تؤدي في نهايتها الا الى طريق مسدود.

وعبر دحلان عن تشاؤمه الشديد ازاء المرحلة الحالية، وقال «لا يوجد اي افق لتسوية سياسية بسبب ان الولايات المتحدة لا تريد ان تتدخل في الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي وهي متفرغة الآن لضرب العراق».

وذكر ان الانتخابات الاسرائيلية القادمة ستؤدي الى مجيء حزب الليكود والائتلاف اليميني المتطرف برئاسة ارييل شارون.

وفيما يلي نص الحديث:

* كيف تقيمون الآن الاوضاع في الاراضي الفلسطينية؟

ـ الاوضاع الفلسطينية مأساوية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية باستثناء قضية واحدة وهي الحالة النضالية التي تمثل ذروة العمل الفلسطيني والتضحية والقدرة على استيعاب الخسائر وحجم ضراوة العدوان الاسرائيلي.

ولكن المستوى السياسي يبدو انه لا يوجد اي افق في المرحلة الحالية وذلك لاعتبارات عديدة اولا على الصعيد الاميركي او المجتمع الدولي فان الولايات المتحدة التي تتحكم في مسار العمل السياسي والدبلوماسي في المنطقة وتحديدا في الشرق الاوسط لا تريد ان تتدخل في الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي والدلائل كثيرة على ذلك وأبرزها اعطاء الضوء الاخضر لشارون ليفعل ما يريد من عدوان على الشعب الفلسطيني وقتل وتدمير وهدم للمنازل واشكال العدوان التي ترونها، والسبب في ذلك ان الادارة الاميركية متفرغة الآن كليا لقضية العراق وما بعد العراق.

الطرف الثاني في هذه المعادلة هو العالم العربي.. فالعالم العربي لا حول له ولا قوة في هذه الفترة ونأمل ان تكون هذه الفترة مؤقتة وعابرة.

اما الطرف الثالث الذي يتحكم في العمل السياسي فهو الطرف الاسرائيلي، فاسرائيليا هناك انتخابات في نهاية الشهر المقبل اذا لم تحدث حرب في العراق ونتائج الانتخابات تحتاج الى ثلاثة شهور حتى تبدأ الحكومة الجديدة في العمل، وبالتأكيد ستسفر هذه الانتخابات عن تشكيل حكومة من الليكود والائتلاف اليميني المتطرف برئاسة شارون على الرغم من انخفاض شعبية شارون في الايام الاخيرة حيث انه حصل في الاستطلاع الاخير على 32 مقعدا بدلا من 40 في حين بدأ حزب العمل في الازدياد ولكن النتيجة هي شبه محسومة وستكون لصالح شارون وحزب الليكود وهذا يعني ان هناك مرحلة فراغ لا تقل عن عام من الآن بالاضافة الى الشروط الاميركية على بنية السلطة الفلسطينية وعلى الرئيس ياسر عرفات والوزارة، وهي شروط لن تقبلها السلطة الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني ولكن هذا هو الواقع.

* تبدو الاوضاع وكأنها خرجت عن سيطرة السلطة الفلسطينية، وهناك تصريحات لمسؤولين فلسطينيين بارزين تتضمن انتقادات للانتفاضة.. ما هو تعليقكم على ذلك؟

ـ هذا تشخيص يائس للحالة الفلسطينية. نحن سيطرنا على العمل الفلسطيني الكفاحي طوال 35 عاما من الاحتلال الاسرائيلي للشعب الفلسطيني في الانتفاضة الاولى، ولم يخرج الشعب الفلسطيني عن الاطارات المحددة وطنيا للعلاقة الداخلية فلسطينيا ـ فلسطينيا ولم يكن خطرا طيلة الفترة السابقة على صيغة الوحدة الوطنية والتفاهمات الداخلية او على الوحدة الداخلية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وان كانت قد اختلفت في هذه الانتفاضة. كانت دوما السيطرة في الانتفاضة الاولى للقوى الوطنية الفلسطينية الداخلية والكلمة الاولى والاخيرة كانت لهذه القوى وليس لاسرائيل.. اليوم اختلف الوضع لان حجم العدوان الاسرائيلي قد ازداد بفعل ان هناك سلطة يتصرف معها المجتمع الدولي على اساس انه يجب عليها ان تقوم بواجبات دولة والحال انها ليست كذلك.

ولكن ما يجري في الاشهر الاخيرة من محاولات بروز اجتهادات كثيرة حول تقييم الانتفاضة. انا اود بهذه المناسبة ان اؤكد على مجموعة حقائق، اولا من السابق لاوانه الحديث عن نقد علني للانتفاضة، يجب ان يكون هذا التشخيص في داخل الاطر الوطنية والرسمية الفلسطينية سواء في داخل الفصائل الفلسطينية او في داخل المؤسسة الرسمية للسلطة الوطنية الفلسطينية والتنظيمات الفلسطينية، لان الانتقادات العلنية لاداء الانتفاضة يسيء لها.. ويسيء للشهداء وكذلك لآلاف المعتقلين وهذا لا يعني الحد من حرية النقد والتقييم بل بالعكس انا اعتبر ان هناك نقدا شديدا على أداء السلطة كونها لم تلزم الفصائل الفلسطينية أو تشجعها او تدفعها على ضرورة اجراء التقييم الداخلي بشكل شهري وليس على مدى سنتين، لم يجر هذا التقييم.

هناك اتجاهان لنقد الانتفاضة الآن في الاوساط الفلسطينية سواء الرسمية منها او الشعبية، اتجاه يريد ان يحاكم الانتفاضة وهو اتجاه مخطئ مائة في المائة ولا يحق له محاكمة الانتفاضة بأي شكل من الاشكال حتى لو كانت هناك اخفاقات كبيرة، يجب ألا يتحمس بعض الناس تحت بند انهم يريدون تقييم الانتفاضة وان يحاكموها.. هذا غير صحيح وغير واقعي وغير علمي وغير منصف لا للانتفاضة ولا للشهداء ولا للجرحى والمعتقلين.

اما الاتجاه الآخر الذي يريد ان يطلق العنان لكل الاجتهادات وان يأخذ اي شخص او اي فصيل او اي مجموعة القانون بيدهم لتنفيذ استراتيجيتهم الخاصة بالانتفاضة، هذا ايضا اتجاه مدمر، لذلك انا اعتقد ان الاتجاه الواقعي هو الذي يسير ضمن الاسس التالية: أولا ان الانتفاضة هي حق للشعب الفلسطيني وهي عمل عملاق وجبار لم يحدث في التاريخ البشري وبالتالي فهي عمل مجيد يجب ان نحترمه ونقيمه ولكي تستمر هذه الانتفاضة هناك ملاحظات يجب ان تقيم داخليا ويجب ان تعالج.

ثانيا: يجب ان يكون هناك هدف سياسي للانتفاضة حتى هذه اللحظة لا الفصائل الفلسطينية سواء كانت معارضة او موالية، ولا حتى السلطة الفلسطينية وضعت هدفا للانتفاضة.. هناك تنظيمات تقول ان هدف الانتفاضة هو تحرير كل فلسطين. هناك تنظيمات اخرى تقول ان هدف الانتفاضة إجبار اسرائيل من الانسحاب الى حدود 1967 بدون مفاوضات. وهناك اجتهادات تقول ان هدف الانتفاضة هو تطوير اداء الفعل السياسي الفلسطيني وفرض منطق متوازن. ولكن انا شخصيا لم أر اجماعا فلسطينيا حول هدف لهذه الانتفاضة حتى هذه اللحظة وهذا يعني اننا نسير نحو الفوضى غير المحكومة بقانون على مدى سنتين وهذا مما احدث الكثير من الاخفاقات والاخطاء سواء من خلال القيام بعمليات او من خلال عدم القيام بعمليات. أنا لا اريد ان ادخل في هذه التفاصيل ولكن تحت اي ظرف من الظروف يجب ان لا نحاكم الانتفاضة وان نبدأ بالطعن فيها تحت بند الاجتهاد والرغبة في التقييم واقولها بالعامية لا يجوز «ان نقلع أعيننا بأصابعنا».

* وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعتبر ان العمليات الانتحارية أضرت بطموح الشعب الفلسطيني في اقامة دولته.. هل تعتقد انه كان على القيادة الفلسطينية ان تمنع مثل هذه العمليات؟

ـ أنا اجد احيانا كثيرة عذرا للقيادة الفلسطينية التي كنت انا جزءا منها ولا اتخلى عن المرحلة التي عملت بها اذا كانت هذه المرحلة قد حققت انجازات فأنا جزء من هذه الانجازات واذا كانت قد اخفقت فأنا جزء من هذا الاخفاق ولكن لا يوجد حكم مطلق على العمل العسكري او استخدام السلاح في الانتفاضة.. لا استطيع ان اقول ان كل ما جرى سلبي ولا استطيع ان اقول ان كل ما جرى هو ايجابي.. هناك ايجابيات وسلبيات، والقيادة من واجبها ان تسخّر هذه الامكانيات والقدرات في الوقت المناسب والمكان الملائم لكي تجني ثمارا سياسية لذلك هذا هو الفن في ادارة الانتفاضة.. انا لا اعتقد اننا كنا موفقين في ذلك بدليل ان كل الفصائل تنفذ عمليات بالطريقة التي تراها مناسبة وفي التوقيت الذي تراه مناسبا وكذلك في المكان الذي تراه مناسبا سواء كان كولن باول في المنطقة او شارون في زيارة الى الولايات المتحدة او الى آخره، وبالتالي لم تكن السلطة الفلسطينية هي صاحبة القرار السياسي النهائي في هذه الانتفاضة.

* نفهم من كلامك ان السلطة الفلسطينية قد تجاوزتها الاحداث في هذه الانتفاضة؟

ـ لم تتجاوزها الاحداث، ولكن السلطة عاشت بين فكي كماشة بين الالتزامات السياسية والعمل السياسي المهني الذي فيه احتراف وبين ان تقدم على خطوات قد تعرض الوحدة الوطنية الى الخطر. لذا لا بد من وضع خطة اسراتيجية للعمل الفلسطيني بكامله.

* هناك جدل فلسطيني حول العمليات الانتحارية الفلسطينية؟

ـ أنا لا اريد ان ادخل في الحكم المسبق على العمليات الاستشهادية، أنا اعطيت حكما عاما على طبيعة الرد على العدوان الاسرائيلي باستخدام السلاح الناري، أنا لا اريد ان اتطرق الى هذه المسألة ولكن لا استطيع ان انكر أن الكثير من العمليات الاستشهادية التي جاءت في توقيت خاطئ قد أضرت بالقضية الفلسطينية وفي نفس الوقت استطيع ان اؤكد ان العمليات العسكرية التي حدثت ضد جنود ومستوطنين لم يكن عليها ضجيج دولي ولم يكن عليها اجماع اسرائيلي بالسلب مثل العمليات التي كانت تحدث ضد المدنيين في شوارع تل ابيب والتي جمّعت كل المجتمع الاسرائيلي خلف شارون، على الرغم من انه دمر الاقتصاد الاسرائيلي وجلب حالة عدم استقرار لاسرائيل ودمر الامن الفردي والجماعي لاسرائيل، الا ان المجتمع الاسرائيلي بيمينه ويساره ووسطه تجمعوا حول شارون فالذي جمّع الشعب الاسرائيلي حول ارييل شارون هو العمليات الاستشهادية ضد المدنيين الاسرائيليين، في شوارع تل ابيب وغيرها وأنا استطيع ان اقول بكل ثقة انه ليست كل العمليات التي جمّعت الشعب الاسرائيلي خلف شارون ولكن العمليات التي جاءت في اماكن عامة او في اماكن منتجعات او مرافق سياحية. انا لا اريد ان احاكم الامور بعواطف، عدد كبير يقولون ان هذه العمليات تقتل مدنيين وهو ما تفعله اسرائيل ايضا والمجتمع الدولي يعرف ان اسرائيل تقتل مدنيين ولكن ميزان القوى ليس لصالحنا، ويكون لصالحنا اذا واجه الشعب الفلسطيني الاسرائيليين في مناطق السلطة الفلسطينية وكذلك ضد المستوطنات.

* الى أي مدى تأثر الشعب الفلسطيني وقضيته من تداعيات الحادي عشر من سبتمبر؟

ـ ان احداث الحادي عشر من سبتمبر قد شكلت النكبة الثانية للشعب الفلسطيني بعد نكبة عام 1948 وقد اكدت ذلك في اجتماعات القيادة الفلسطينية في اليوم الثاني من العملية.

وكانت القيادة الفلسطينية تدرك ان نتائج الحادي عشر من سبتمبر ستكون كارثية على الشعب الفلسطيني والنتائج الحالية تؤكد ذلك، حيث تحول الشعب الفلسطيني من شعب مقاوم برضاء المجتمع الدولي و50 في المائة من المجتمع الاسرائيلي الى شعب ارهابي وتحولت السلطة الفلسطينية الى سلطة ارهابية وتحول الحق الى باطل والباطل الى حق وتحول شارون الى رجل سلام.

* لماذا لم تقم القيادة الفلسطينية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر باتخاذ استراتيجية اخرى للانتفاضة بدلا من الاستمرار في عسكرتها؟

ـ بالفعل كان يجب ان تقوم القيادة الفلسطينية باتخاذ خطوات استراتيجية على مسار الانتفاضة لسحب البساط من تحت اقدام شارون وألا تترك الأمور للانفلات وردة الفعل. والوضع الآن رغم قسوته ليس ميؤوسا منه وأنا ارى انه من الضروري ان يجري تقييم استراتيجي حتى وان لم يعجب البعض.

* ما هي حقيقة التقارير الاسرائيلية حول وجود عناصر من «القاعدة» في قطاع غزة بالتحديد؟

ـ ما قامت به اسرائيل من محاولة لربط الشعب الفلسطيني بـ«القاعدة» عن طريق زرع عناصر لها في غزة كانت قد انطلقت اثناء رئاستي لجهاز الامن الوقائي وقبل استقالتي.. وهذه العملية ليست مفبركة بل حقيقة واقعة وموثقة لدى جهاز الامن الوقائي بالصوت والوثائق والرسائل وكافة التفاصيل.

وقد لجأت اسرائيل الى تجنيد بعض الفلسطينيين بواسطة الهاتف والرسائل الالكترونية على اساس انها واردة من تنظيم القاعدة. وبالمناسبة هؤلاء الاشخاص قد تعاملوا مع هذه الرسائل الواردة من تنظيم القاعدة بحسن نية وكانوا لا يعلمون ان الموساد يقف وراء هذه الرسائل، ومن بين هؤلاء الاشخاص الذين تلقوا هذه الرسائل احد قادة كتائب شهداء الاقصى في غزة وهو الشهيد جهاد العمارين الذي تعامل مع هذه الرسائل بجدية وحصل على 18 بندقية حربية ثم قامت المخابرات الاسرائيلية بتصفيته في كمين أعدته له على اعتبار انه سيذهب لتلقي شحنة اخرى من الاسلحة.

وما اريد توضيحه ان المخابرات الاسرائيلية كانت تعي ان اي فلسطيني سيتعامل بايجابية مع الرسائل التي ترسل باسم «القاعدة». وفي مرحلة تالية تجهز المخابرات الاسرائيلية هذه المجموعات للعمل باسم «القاعدة» ثم تقوم في مرحلة لاحقة بمداهمتهم وإلقاء القبض عليهم بتهمة التعاون مع تنظيم «القاعدة» والحصول على اعترافات منهم وتوظيف كل ذلك اعلاميا ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وإلصاق تهمة الارهاب به.

وقد استهدفت المخابرات الاسرائيلية من وراء كل هذه العملية اكمال ربط الشعب الفلسطيني بالارهاب من خلال اشخاص واسماء فعلية ترتبط بالقاعدة.

ولكننا منذ اللحظة الأولى التي ضبطت فيها أول خلية قمنا بعرض كل المعلومات على الجهات الأمنية التي لنا معها اتصالات وتنسيق وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وانتظرنا حتى اكتملت جميع عناصر العملية وبدأت إسرائيل في الإعلان عنها على لسان شارون بالتحديد فقام جهاز الأمن الوقائي بالكشف عن جميع تفاصيل العملية إعلاميا وتزويد الجهات الأمنية العربية والدولية كافة بتفاصيل ما قامت به المخابرات الإسرائيلية في هذا الصدد.

* ألا تصلح خطة «خريطة الطريق» لتكون مدخلا للحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

ـ لا أعتقد ذلك بل إن خطة «خريطة الطريق» لن تؤدي إلا إلى طريق مسدود. وبحكم خبرتي في التفاوض فـ«خريطة الطريق» كل بند فيها سيقودنا إلى ثلاث سنوات من الفوضى وعدم الاستقرار لأن بنود الخطة مرتبة بطريقة تضمن حقوق إسرائيل ولا تضمن قدرة الجانب الفلسطيني على الحركة بالإضافة إلى أنها تحتوي على شرط ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وهو من البنود الأولى.

* هل تقصد أن يتنحى الرئيس عرفات عن الحكم؟

ـ هو شيء من هذا القبيل، وبالتالي فخطة «خريطة الطريق» محكوم عليها بالفشل. أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة قد أجلتها إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية وهذا يعتبر دعما وتشجيعا لشارون حتى في الانتخابات، وبالتالي فإن هذه الخطة هي مجرد استهلاك سياسي.

* ولكنكم قبلتم بهذه الخريطة وقدمتم 12 تعديلا عليها.

ـ «خريطة الطريق» غير سوية وهي مليئة بالفجوات والاختلالات.

* ولماذا قبلتم بها؟

ـ أنا شخصيا لم أقبلها وحتى السلطة قبلتها بشروط وهذا بالعرف الدبلوماسي والتفاوضي ليس قبولا.

* هل تعتقد أن الحوار بين فتح وحماس سينجح في الوصول إلى قواسم مشتركة في الجولة المقبلة؟

ـ أنا لا أريد الربط بين نجاح الحوار وجولة من الجولات، وأعتقد أن قيادة حماس في الخارج لديها تفهم أكثر من السابق بأن الخطر هو على الجميع وليس فقط على السلطة الفلسطينية وعلى حركة فتح، فالخطر سيشمل الجميع وتحديدا إذا وقعت حرب في الخليج فإنها ستطال الجميع وأول من ستطال السلطة بالتأكيد وأيضا التنظيمات الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي.

وقد وجدت روحا إيجابية في الحديث مع حركة حماس ولكن هذا يجب أن يترجم بالعقل إلى صيغة مشتركة بين حركة فتح وحركة حماس على أرض الواقع ونحن نأمل أن نوفق إلى إنجاز حقيقي في الجولة القادمة. ونحن في حركة فتح نتحرك في هذه الحوارات بروح إيجابية على الرغم من أن الروح الإيجابية التي نسمعها من حركة حماس في الحوار لا تنعكس على كوادرها في الميدان. ان أي اتفاق يتم التوصل إليه مع حركة حماس يشكل رافعة للنضال الفلسطيني في اتجاه التعامل مع المجتمع الدولي والإسرائيلي ويجنبنا الوصول إلى حالة من الدمار.