جبهة سياسية جديدة في الكويت تخوض جميع أشكال الانتخابات

مؤشرات على استقطاب شديد في المناخ السياسي بين الليبراليين والإسلاميين

TT

كان لافتاً في البيان الذي صدر عن الاجتماع التأسيسي للتحالف الوطني الذي اعلن عن إشهاره في الكويت مساء اول من أمس،الإشارة إلى أن التحالف سيعمل على تشكيل قوائم انتخابية مشتركة لخوض جميع الانتخابات، مما سيشكل تحولاً بارزاً له أهميته الخاصة في المحافل الانتخابية في الكويت حيث تجرى بشكل منتظم انتخابات للنقابات والاتحادات والجمعيات الأهلية وجمعيات النفع العام والمجلس البلدي ومجلس الأمة، والتي تشكل في مجملها شاهداً على مناخ سياسي شديد الاستقطاب بين الحركتين الإسلامية والليبرالية في الكويت.

وقد شهد الاجتماع التأسيسي الذي عقد في ديوان احمد الراشد حضوراً متميزاً من فعاليات سياسية مخضرمة وأعضاء سابقين وحاليين في مجلس ألامة، بينهم الدكتور أحمد الخطيب الذي يمثل المرجعية العليا للتيار اليساري في الكويت، وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي الدكتور أحمد بشارة الذي يمثل مرجعية عليا في التيار الليبرالي، وجرى انتخاب 21 ناشطاً كأعضاء في المكتب التنفيذي هم خليط من عناصر شابة واخرى مخضرمة تمثل مختلف الفصائل والشرائح الاجتماعية وتضم مقربين من المنبر الديمقراطي والتجمع الوطني الديمقراطي اضافة الى رجال اعمال ومستقلين، بينهم وزير الإعلام السابق الدكتور سعد بن طفلة ورئيس جمعية الخريجين عادل الفوزان، ورئيس الجمعية الاقتصادية الكويتية عامر التميمي ووزير النفط السابق علي البغلي.

وسيحاول هذا التحالف تبني برنامج للإصلاح الاقتصادي والسياسي ودعم أكبر عدد من المرشحين القريبين من خطه بهدف إيصالهم إلى البرلمان الكويتي. وكشف بيان صدر عن المؤتمر العام للتحالف ان برنامج عمل التكتل الجديد سيركز في المرحلة الأولى للتأسيس على حشد الجهود والمشاركة الشعبية للانتخابات النيابية لتحقيق الفوز لأكبر عدد من المرشحين الوطنيين القريبين من أهداف التحالف الوطني وكذلك دعم جميع جهود الإصلاح في البلاد، إلا أنه لم تتضح بعد ماهية هذه الجهود الإصلاحية باعتبار ان «المنبر» و«التجمع» يتبنيان خطين متناقضين في موضوع الإصلاح الإقتصادي العام، ولم يتضح بعد إن كانت هناك برامج عمل مشتركة أو صيغ توفيقية بين الطرفين.

وأشار البيان إلى ظهور مؤشرات خطيرة خلال السنوات الأخيرة زادت من تفاقم الطرح القبلي والطائفي وهو ما يشكل خطرا على المجتمع المدني ومؤسساته كما انه محاولة لإعادة المجتمع إلى الوراء. وأوضح ان التنظيمات المختلفة التي ظهرت في البلاد تحمل أسماء سياسية وايديولوجية ولكنها في النهاية ممثلة لطوائف وفئات اجتماعية لم تستطع الخروج من هذا المأزق التاريخي فظلت حبيسة هذا الفهم، بل كانت مهمتها تكريس الانقسام الاجتماعي وتشجيعه والاستفادة من تعقيداته. وأكد البيان أن «سيطرة التيارات المغالية والأطراف المعادية للديمقراطية على المؤسسات الوطنية أدت إلى تشويه للتجربة الديمقراطية مما يستوجب ترتيب العمل المشترك بين القوى السياسية والشخصيات والجماعات الوطنية الديمقراطية». وأشار إلى أن التحالف سيعمل على توحيد العمل الوطني الديمقراطي وحماية المكتسبات الدستورية والدفاع عن الحريات العامة وحماية حقوق الأفراد والمجتمع واشاعة مبادئ الوحدة الوطنية ودعم الجهود الإصلاحية من خلال التعاون والتنسيق مع نواب مجلس الأمة وتوفير الدعم للقوى السياسية والمدنية الفاعلة في الساحة وتشكيل تحالفات.

وتأتي هذة التطورات المتسارعة كرد على إعلان التجمعات الإسلامية الكويتية عن تشكيل جبهة للعمل الشعبي بهدف تنسيق الجهود في الانتخابات المقبلة وتبادل التمثيل في الدوائر المختلفة، والتي تعكس بدورها مخاوف الإسلاميين من الاتجاه لضرب التيار الإسلامي في الكويت بعد الحوادث الإرهابية التي وقعت مؤخراً ضد القوات الأميركية في الكويت.

وحسب البيان الذي اصدره المجتمعون فإن فكرة إنشاء التحالف الوطني تعود «الى رغبة ابناء الكويت المخلصين في اطار وطني واسع تتمثل اهدافه في توحيد العمل الوطني الديمقراطي على الساحة الكويتية وحماية المكتسبات الدستورية والدفاع عنها وتفعيل ادواتها، والدفاع عن الحريات العامة وحماية حقوق الافراد والمجتمع واشاعة مبادئ الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والتمييز والتصدي للطروحات المغالية ودعم الجهود الاصلاحية والبرامج والمشاريع التنموية الرامية الى تطوير المجتمع وتقدمه».

وخلال الاجتماع استمع الحضور الى تقرير اللجنة التحضيرية عن الفترة الماضية التي نهضت بمهام التجهيز والاعداد لهذا المؤتمر منذ قرابة عامين، بناء على تكليف سابق، وعبر سلسلة واسعة من اللقاءات والمشاورات والاجتماعات التمهيدية، وبعد المناقشة والتداول قرر المؤتمر العام للتحالف الوطني ما يلي:

ـ تقديم الشكر للجنة التحضيرية على ما قامت به من مهام، باخلاص وجهد دؤوب.

ـ اعتماد الورقة الاساسية للتحالف الوطني التي شخصت واقع العمل الوطني الديمقراطي وحددت الرؤى لهذا العمل والمهام المرحلية والاطار التنظيمي.

ـ فتح باب الترشيح لعضوبة مكتب التنسيق والتنظيم الذي سيتولى قيادة التحالف خلال المرحلة المقبلة وصياغة المواقف الموحدة تجاه القضايا ومتابعتها بما يترجم اهداف التحالف.

ـ اختيار اعضاء مكتب التنسيق والتنظيم الذي يعكس التركيبة الواسعة لهيئات المجتمع المدني النشطة والشخصيات الاقتصادية والسياسية المتفقة على اهداف التحالف.

ـ تحديد اختصاصات مكتب التنسيق والتنظيم بالعمل على تحقيق اغراض التحالف الوطني، كما وردت بورقة العمل، وتنفيذ برنامج العمل المرحلي للتحالف وتنسيق العمل الوطني المشترك على الساحة السياسية والدعوة لاجتماعات عامة وتنظيم البرامج والانشطة واصدار البيانات وصياغة الخطاب السياسي الموحد حول القضايا التي تصب في اهدافه وإعداد ورقة الرؤية المشتركة للمرشحين في الانتخابات النيابية القادمة والدعوة لمؤتمر عام للمتابعة على ضوء تقدير المكتب.

وقرر المؤتمرون الاعلان الرسمي عن قيام التحالف الوطني، وتشكيل اعضاء مكتب التنسيق والتنظيم من ابراهيم المليفي وحامد السيف وحامد العيبان وحسين اليوحه وخالد المشاري وخالد المطيري والدكتور خليفة الوقيان ورانيا المنيفي وسراج البكر وعادل الفوزان والدكتور عادل اليوسفي وعامر التميمي وعبد الله الصالح وعثمان البلوشي وعلي البغلي وفتوح الدلالي وفيصل الفهيد والدكتورة موضي الحمود ونجيب الصالح وهند الشلفان ويعقوب الجوعان.