اعتقال عناصر أصولية مهاجرة لغرب أفريقيا من بريطانيا بينهم مقرب من «أبو قتادة»

تشييع مدير مؤسسة سكينة في لندن وأصوليون يتحدثون عن خروجه من السجن بـ«فيروس غامض»

TT

كشفت مصادر الاسلاميين بالعاصمة لندن عن اعتقال شبكة اصولية في غامبيا في غرب افريقيا منذ اسبوعين قبل افتتاحها مصنعا للزيوت النباتية. وقالت المصادر ان ابرز اعضاء الشبكة هو ابو انس الفلسطيني، 45 عاما، الشخصية القيادية المقربة من ابو قتادة الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في اوروبا المحتجز حاليا في سجن بيل مارش جنوب غربي لندن. واشارت المصادر الى ان احد اعضاء الشبكة بريطاني الجنسية افرج عنه امس، فيما ان هناك اصوليين من اصول عربية يحملان اقامة سارية المفعول في بريطانيا مازالا رهن الاحتجاز. ورفضت المصادر ان تكشف عن مزيد من التفاصيل عن اعضاء الشبكة مكتفية بالقول انهم «هاجروا الى بلد افريقي بعيدا عن الضغوط التي عانوا منها الأمرين في بريطانيا».

وقالت مصادر الاسلاميين ان ابو أنس الفلسطيني اعتقل منتصف شهر رمضان اثناء مغادرته مطار هيثرو الا انه افرج عنه بعد ثلاثة ايام، وتوجه الى غرب افريقيا. وقالت المصادر ان هناك اتجاها عاما بين الأصوليين لمغادرة بريطانيا الى دول اخرى، بسبب حملة المداهمات المفروضة عليهم من قبل الشرطة البريطانية.

وتشير مصادر الاصوليين بلندن الى ان المجموعة كانت تنوي افتتاح مصنع للزيوت النباتية في غامبيا ، بمشاركة ثمانية اخرين بقيمة 800 الف دولار . وعزت مصادر الاسلاميين اعتقال الشبكة الاصولية الى معلومات تلقتها الاجهزة الامنية في غامبيا من شرطة اسكوتلانديارد تخص الافراد الذين كانوا يقيمون في بريطانيا قبل سفرهم الى غامبيا. الى ذلك شيع الاسلاميون في لندن امس جثمان سليمان زين العابدين الاصولي البريطاني مدير مؤسسة «سكينة» لخدمات الأمن، الذي أطلق سراحه أخيراً بعدما برأته المحكمة من تهمة العمل على تجنيد «إرهابيين» عبر موقع اقامه على شبكة الانترنت. وصلى العشرات من الاسلاميين على جثمان زين العابدين في مسجد ايلينج قبل ان يواروا جثمانه الثرى في جبانة منطقة «ساوث هول» بغرب لندن وسط شكوك حول ظروف وفاة زين العابدين. وشارك في الجنازة امس بعض اعضاء الجالية النيجيرية. وقال احد الاسلاميين لـ«الشرق الأوسط» انه حضر غسل المتوفى ولم يشاهد الا اثار عملية بسيطة في ركبة زين العابدين، مما يترك العديد من الاسئلة المطروحة عن اسباب وفاته. وكانت مؤسسة «سكينة» لخدمات الامن اصدرت بيانا قالت فيه انه تعرض الى ضغوط من قبل شرطة «مكافحة الارهاب البريطانية» بسبب رفضه اعطاء اي ادلة ضد الاصولي المصري ابو حمزة مسؤول منظمة «انصار الشريعة» بلندن. واشار البيان الى اعتقال زين العابدين في بداية اكتوبر (تشرين الاول) عام 2001 طبقا للقانون الجديد لمكافحة الارهاب واحتجازه في سجن بيل مارش بجنوب غربي لندن لمدة عشرة شهور، قبل ان يفرج عنه في اغسطس (آب) .2002 وقال البيان ان زين العابدين لم يكن عضوا في اي منظمة اصولية، وأن اصدقاءه يعتبرون الوفاة «مريبة». واعتبر اسلاميون في لندن ان زين العابدين ترك سجن بيل مارش بفيروس غامض داخل جسمه. وعانى زين العابدين وهو نيجيري الاصل اعتنق الاسلام منذ عشرة اعوام وكان اسمه فرانك ايتاب من الغيبوبة لنحو ثلاثة اسابيع بمستشفى هلينجتون بلندن قبل ان يفارق الحياة عن 43 عاما. وكانت شرطة مكافحة الارهاب البريطانية قد اتهمت زين العابدين بارساله اسلاميين من بريطانيا الى الولايات المتحدة لتلقي التدريب العسكري، الا ان محكمة بريطانية برأته من التهم الموجهة اليه. من جهة اخرى حددت محكمة بو ستريت بوسط لندن يوم 14 يناير (كانون الثاني) المقبل للنظر في الاتهامات الموجهة من كين ليفنجستون عمدة لندن الى المحامي انجم شودري امين عام حركة «المهاجرون» الاصولية بسبب انتهاك قرار السلطات البريطانية واقامة «المؤتمر الاسلامي» في ميدان الطرف الاغر يوم 25 اغسطس (اب) الماضي. وتوقعت مصادر اسلامية في بريطانيا ان تأمر المحكمة البريطانية بسحب رخصة المحاماة من انجم شودري امين عام حركة «المهاجرون». وتأتي محاكمة شودري في الوقت الذي دعت فيه السلطات البريطانية الى تصنيف الحركة ضمن «الحركات الارهابية»، بسبب انشطة اعضائها، واخرهم حسن بت البريطاني الجنسية مسؤول الحركة في بيشاور (باكستان) الذي ساعد عددا من البريطانيين على القتال في صفوف طالبان ضد الحرب الاميركية على افغانستان.

ومن المقرر ان تبدأ محكمة الجنايات المركزية محاكمة حسن بت يوم 8 يناير المقبل. وقال عمر بكري زعيم حركة «المهاجرون» في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان معظم الضغوط الموجهة الى ابناء حركته تأتي من التيار الاسلامي المعتدل في بريطانيا الذي طالب السلطات المحلية بالقاء القبض على ابناء حركته ومنعهم من دخول المساجد لانهم يؤيدون بن لادن وطالبان.