السناتور ليبرمان: إذا كان هناك غضب أميركي من الجانب السعودي فلتحل كعلاقات بين أفراد عائلة واحدة

قال إن تقارير سرية أقنعتني بإنتاج صدام أسلحة دمار * حذر من أن مجموعة صغيرة من المتطرفين يهددون بإثارة صراع حضاري بين الإسلام والعالم إذا منحوا الفرصة

TT

قال المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة جوزيف ليبرمان إنه التمس من الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني «ايجاد طريقة تساعد على اعادة طرح خطته للسلام ثانية».

وفي مقابلة لـ«الشرق الأوسط» و«عرب نيوز» وصف السيناتور الممثل لولاية كونتيكت المبادرة السلمية التي أطلقها ولي العهد السعودي في مارس (اذار) الماضي بأنها «فرصة ضائعة». وقال ليبرمان: «انه ناشد ولي العهد أن يجد الطريقة التي يمكن بها إعادة طرح المبادرة ثانية». ثم أضاف: «أجريت لقاء إيجابيا وممتعا مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وولي العهد الأمير عبد الله». وواصل ليبرمان حديثه قائلا: «رسالتي هنا هي أنها كانت سنة صعبة للعلاقات الأميركية ـ السعودية وأنا أريد أن أقول شخصيا بأنني سأبقى ملتزما بهذه العلاقات. لذلك فرسالتي الأولى هي للتطمين، ورسالتي الثانية هي أنه إذا كان هناك تعبيرات عن الغضب وعدم الثقة من الجانب الأميركي فإنها يجب أن يُنظر لها كخلافات بين أفراد العائلة الواحدة أو بين الأصدقاء».

وعلى ضوء ما أخذته العلاقات الثنائية من معنى خاص بعد 11 سبتمبر لفت ليبرمان الذي زار الرياض ضمن جولة استمرت 10 أيام في منطقة الخليج الانتباه إلى خوفه من أن «أن تكون هناك مجموعة صغيرة من المتطرفين الإسلاميين» الذين إذا منحوا الفرصة فإنهم سيبدأون «بإثارة صراع حضاري بين الإسلام وبقية العالم. وضمن هذه الرؤية فانه لا يرى النزاع في كونه فقط تنظيم «القاعدة» ضد الجميع، بل هو حرب أهلية ضمن العالم الإسلامي، بين أقلية متطرفة وأكثرية أخلاقية ومعتدلة وغير عنيفة. لذلك فانه أمر مهم بالنسبة للعالم الإسلامي ان ينتصر الاتجاه الرئيسي الذي تمثله الأغلبية ولهذا فان السعودية بموقعها في قلب العالم الإسلامي تلعب دورا حاسما في هذا الصراع».

وفي ما يتعلق بمسألة الدولة الفلسطينية المستقبلية، التي ايدها في وقت سابق، وافق ليبرمان على ضرورة توفير قدر اكبر من المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني اكثر ما تخصصه الادارة الاميركية حيالهم.

وأضاف قائلا ان «الاوضاع الانسانية ليست مقبولة»، لكنه اعرب عن تفاؤله ازاء توصل الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى سلام. وقال انه في حالة زوال الجمود الحالي بين الفلسطينيين والاسرائيليين سيكون هناك احتمال لأن يصبحا نموذجا لكيفية تعايش مختلف الجنسيات والمعتقدات سويا في سلام. وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك ازدواجية معايير استنادا الى حقيقة انه صوت لمصلحة قيام محكمة جرائم حرب اميركية لمحاكمة الرئيس العراقي صدام حسين كمجرم حرب في الوقت الذي جرى فيه استثناء الولايات المتحدة من «المحكمة الجنائية الدولية»، اجاب ليبرمان بانه يوافق على انه كانت هناك ازدواجية معايير. وقال انه لا يتفق مع سياسة الادارة الاميركية الحالية حول هذه المسألة، واشار الى ان الولايات المتحدة كانت على مدى سنوات طرفا نشطا في إقامة «المحكمة الجنائية الدولية». واضاف انه شعر بالإحباط في نهاية الامر عندما رفضت الولايات المتحدة الانضمام اليها، كما اعرب عن أمله في عودة الولايات المتحدة للانضمام الى المحكمة الدولية لأن السياسة الخارجية الاميركية تصبح اكثر فاعلية، على حد قوله، عندما تكون مخلصة وواقعية مع مبادئها القومية. وردا على سؤال حول تجاهل اسرائيل وتحديها لما يزيد على 60 قرارا صادرا عن منظمة الامم المتحدة، قال ليبرمان ان اسرائيل لا يجب ان تكون مستثناة من القانون الدولي شأنها شأن الدول الاخرى. لكنه اشار الى ان اسرائيل لا تمثل خطرا على شعبها وجيرانها مثلما هو الحال بالنسبة للعراق تحت ظل حكم صدام حسين، وأردف قائلا انه من وجهة النظر الاميركية فانهم ظلوا يشعرون على مدى سنوات بأن الامم المتحدة منحازة ضد اسرائيل ولم تكن منصفة تجاهها.

واضاف ان الامم المتحدة متحيزة ضد اسرائيل ولا تعاملها معاملة جيدة.

وعلى الجبهة الداخلية ذكر ليبرمان انه كان «فخورا» بعلاقته مع الجالية العربية الاميركية. «والان نواجه محاولة تحقيق التوازن بين الحرية والامن، ولكن لا يمكننا السماح لرد فعلنا بتعريض قيمنا للخطر. اعتقد ان علينا دائما اعادة النظر في القوانين التي تم اقرارها في اعقاب هجمات 11 سبتمبر للتأكد من اننا لا نعرض حريات اي اميركي للخطر». وعبر ليبرمان عن امله في ان يصبح في يوم من الايام اول رئيس يهودي للولايات المتحدة، ولكنه صمم على القول «ان ذلك لا يعني انه اذا ترشح يهودي اميركي لمنصب الرئاسة فإنه سينتخب اتوماتيكيا».

واضاف ان «مثل هذا المرشح سيقيم طبقا لقدراته وليس بسبب دينه. وهذا قائم على الخبرة الحقيقية التي حصلت عليها كمرشح لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2000، عندما شعرت بأنني لا اعامل بتسامح فقط ولكن اُقبل كمواطن اميركي.

وفي حديث اخر الى شبكة سي.ان.ان، قال ليبرمان ان الرئيس الاميركي جورج بوش تحلى بصبر مذهل في مراقبته لتنفيذ قرارات مجلس الامن التي تدعو العراق لوقف تطوير اسلحة الدمار الشامل. وينفي العراق امتلاك مثل هذه الاسلحة.

وقال انه اقتنع بعد قراءة عدة تقارير سرية وردت في الخريف والشتاء فضلا عن معلومات اعلنتها الامم المتحدة عام 1998 ان الرئيس العراقي صدام حسين ما زال يملك اسلحة دمار شامل. وقال انه يتوقع ان تبدأ الولايات المتحدة الضغط خلال اسبوعين على العراق للاعتراف بانه يملك هذه الاسلحة. وتابع: بعد التحلي بمثل هذا الصبر نصل الى نقطة يجب عندها اتخاذ قرار.. ولا اعتقد اننا وصلنا الى ذلك بعد.

واشار الى انه سيقرر بحلول منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل ما اذا كان سيرشح نفسه للرئاسة عام 2004. وكان ليبرمان المرشح لمنصب نائب الرئيس مع آل غور الذي كان مرشحا لمنصب الرئيس في انتخابات الرئاسة عام 2000.

وفي وقت لاحق لدى وصوله الى قطر امس، دعا ليبرمان الرئيس جورج بوش الى تقديم براهين على امتلاك العراق اسلحة دمار شامل.

وصرح ليبرمان الذي يزور قطر للصحافيين «اعتقد ان الوقت حان ليقدم الرئيس بوش البراهين على امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل، ليس فقط للامم المتحدة ولكن ايضا للشعب الاميركي وللعالم كله».

واضاف السناتور الاميركي الذي يقوم بجولة في بلدان الخليج لتفقد الجنود الاميركيين الذين يتدربون تحسبا لهجوم عسكري محتمل ضد العراق «بهذه الطريقة سيفهم العالم كله ضرورة مثل هذه الحرب».

وقال ليبرمان في رده على سؤال لصحافي حول احتمالات شن حرب «آمل ان نتمكن من تجنب الحرب. وغالبية الشعب الاميركي تتمنى ذلك»، مضيفا «كل هذا يتوقف على صدام حسين» وعلى الطريقة التي سيمتثل بها الى قرارات مجلس الامن حول الاسلحة المحظورة.

ينتظر ان تكون البحرين المحطة الثالثة لليبرلمان الذي زار السعودية اول من امس.