دراسة أميركية رسمية: اعتماد الولايات المتحدة على نفط الخليج سيتزايد خلال العقدين المقبلين

وزارة الطاقة الأميركية تتوقع ارتفاع إنتاج السعودية الى 22 مليون برميل يومياً عام 2020

TT

فيما يسعى الرئيس الاميركي جورج بوش الى تقليل اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد من دول منطقة الخليج، تتوقع دراسات حكومية اميركية أن الولايات المتحدة ستصبح خلال العقدين المقبلين اكثر اعتمادا على استيراد النفط من المملكة العربية السعودية والدول المنتجة الاخرى في منطقة الشرق الاوسط.

وكانت تنبؤات قسم الإعلام التابع لوزارة الطاقة الاميركية قد اشارت نهاية الشهر الماضي الى ان غالبية انتاج النفط في العالم (نسبة 51 بالمائة) عام 2025 ستأتي من منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، أي ان حوالي ثلثي انتاج اوبك سيأتي بالتالي من منطقة الخليج. كما تشير تقارير القسم الى ان منظمة اوبك تنتج حاليا ما نسبته 38 بالمائة من اجمالي انتاج النفط في العالم.

ويتوقع قسم الإعلام بوزارة الطاقة الاميركية ان المملكة العربية السعودية ستكون بحاجة الى انتاج 22 مليون برميل في اليوم بنهاية عام 2020 لتلبية الطلب المتزايد على النفط عالميا، علما بأن الانتاج الحالي للسعودية يبلغ 8 ملايين برميل في اليوم تقريباً.

وقال فاتح بيرول، الخبير الاقتصادي في وكالة الطاقة الدولية بباريس ان العالم سيكون اكثر اعتمادا على اسواق نفط منطقة الشرق الاوسط. وكان التقرير الذي اصدرته الوكالة الدولية حول الاوضاع المرتقبة للطاقة في العالم متضمنا التقديرات المتوقعة لاسواق الطاقة حتى عام 2030 قد عكس التوقعات التي اشارت اليها وكالة الطاقة الاميركية.

وتتطابق وجهات نظر الحكومة وخبراء النفط حول ضرورة تنويع الولايات المتحدة لمصادر طاقتها. كما يتوقع ان يخفف الاستيراد المتزايد للنفط من حوض الاطلسي وبحر قزوين خلال السنوات العشر المقبلة من اعتماد الولايات المتحدة على نفط منطقة الشرق الاوسط على المدى القصير.

ويعتقد جون برودمان، نائب مساعد الامين العام لسياسات الطاقة العالمية، ان اعتماد الولايات المتحدة على نفط منطقة الخليج سينخفض بصورة طفيفة قبل ان يرتفع مرة اخرى، بيد انه اشار الى ان «الواقع الجيولوجي هو ان 70 بالمائة من احتياطي النفط الموجود فعلا يتركز في منطقة الشرق الاوسط»، على حد تعليقه.

واهمية المملكة العربية السعودية في سوق النفط على المدى الطويل تختلف عن قدرتها على انتاج كميات زائدة من النفط بصورة سريعة، وهو ما يطلق عليه احيانا «سعة الازدياد». فإذا حدث ارتباك في اسواق النفط العالمية بسبب الحرب المحتملة على العراق او بسبب الاضرابات في فنزويلا، فإن المملكة العربية السعودية وحدها ستكون قادرة على زيادة انتاجها خلال بضعة اشهر لسد النقص.

وتشير التوقعات الجديدة الى ان ثمة مأزقا رئيسيا تواجهه الولايات المتحدة يتلخص في ان اعتمادها على النفط السعودي سيحد من خياراتها الاستراتيجية في وقت شهدت فيه العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة توترا منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001.

تجدر الاشارة الى ان استراتيجية الامن القومي لادارة الرئيس بوش، التي اعلن عنها في سبتمبر الماضي، تهدف الى «تحسين أمن الطاقة» على ان تعمل الولايات المتحدة مع الدول الحليفة لها على «توسيع مصادر الطاقة الكونية وانواعها خصوصا في نصف الكرة الغربي وافريقيا وآسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين»، بيد ان هذه الاستراتيجية لم تذكر منطقة الخليج التي اتضحت اهميتها بصورة بارزة في التوقعات الاخيرة بشأن مستقبل امدادات الطاقة للولايات المتحدة.

ويعتقد خبراء في مجال النفط ان مقدرة دول مثل المملكة العربية السعودية على زيادة انتاجها بصورة كبيرة امر مؤكد، اذ تفترض تقديرات قسم الاعلام التابع لوزارة الطاقة الاميركية الى انه سيتم توفير رأسمال كاف لتوسيع سعة الانتاج.

ويشك بعض خبراء النفط في ما اذا كانت حقول النفط القديمة في المنطقة ستوفر حاجة السوق. وقال علي مرتضى سمسم بختياري المسؤول البارز في «شركة النفط الوطنية الايرانية» ان حقول النفط الضخمة القديمة استهلكت بفعل عمليات الانتاج المستمرة، وان البعض الآخر من حقول انتاج النفط قد بدأت في النضوب دون ان تجرى عملية استبدالها. وفي رسالة بريد الكتروني بعث بها من ايران، شكك بختياري في مدى قدرة المملكة العربية السعودية على انتاج 22 مليون برميل يوميا. وقال ان اوبك في حاجة الى حدوث معجزة لكي تتمكن من انتاج 50 برميلا او اكثر في اليوم طبقا لتوقعات الوكالة العالمية للطاقة وقسم الإعلام بوزارة الطاقة الاميركية وأوبك للعام 2020.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»